خرجة الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني جمال ولد عباس بتغيير تشكيلة المكتب السياسية وتطهير إرث سعداني والاستعانة بوجوه معروفة بولائها وإن كان تبرير هذا الأخير على أن الأمر أقرته القيادة العليا للحزب وأن تجديد المكتب السياسي جاء بهدف إعطاء دفع وحركية جديدة للحزب استعدادا للاستحقاقات المقبلة غير أن المتمعن في تركيبة المكتب السياسي والمتضمنة فيها العديد من الأشخاص المقربين من المحيط الرئاسي وبخاصة مصطفى كريم رحيال وهو الذي كان مديرا لديوان الوزير الأول عبد المالك سلال وذو باع طويل في الإدارة يلاحظ على أن هذه الخطوة إنما هي رغبة في تحصين نفسه من أي انقلاب محتمل عليه من مناهضيه الساعيين لإسقاطه من على رأس الأمانة العامة.
غير أن مصادر كشفت ل “الجزائر” على أن سياسة ولد عباس لحماية نفسه من الانقلاب عليه سوف لن تتوقف عند المكتب السياسي بل ستتبعها تغييرات أخرى على رأس المحافظين قريبا في محاولة منه لضمان بقائه على رأس الحزب لغاية 2020 وهو الأمر الذي يردده في كل تصريحاته متحديا مناهضيه .
هذا وأخرجت التغييرات التي أجراها الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني على المكتب السياسي القيادات السابقة عن صمتها منتقدة اللجوء لذلك دون العودة للجنة المركزية ونسب الأمر لرئيس الجمهورية والذي وصفوه بالكذب و بالأمر العاري من الصحة.
عبد العزيز زياري:
الرئيس لم يتدخل في تشكيلة المكتب السياسي
واعتبر الوزير والقيادي السابق في الأفالان عبد العزيز زياري أن التغييرات التي أجراها ولد عباس على المكتب السياسي إنما هي لإعطاء بعض الدينامكية والروح سيما وأنه لم يستدع اللجنة المركزية منذ مدة وهو الأمر الذي أحدث ضجة في الحزب مؤكدا أن المشكل ليس في تركيبة المكتب السياسي بقدر الإقدام على هذه الخطوة دون العودة للجنة المركزية منتقدا نسب ما قام به للقيادة العليا للحزب دون تحديدها بالاسم وهو ما اعتبره بالكلام الذي ليس له معنى وبخاصة أن فوق الحزب لا توجد جهات عليا ولا فوقية وإنما رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة ويذكره هو وقال:” ولد عباس لا يستطيع القول بأن الرئيس أعطى تعليمات بتغيير تشكيلة المكتب السياسي لأنه على علم أن الرئيس لا يتدخل في هذه الأمور ولم يتدخل من قبل في أعضاء المكتب السياسي.
عبد الرحمن بلعياط:
الرئيس لم يتدخل
ومن جانبه عبر منسق الهيئة التنفيذية للقيادة الموحدة لحزب جبهة التحرير الوطني عبد الرحمن بلعياط عن امتعاضه من خرجة جمال ولد عباس بتغييره لتشكيلة المكتب السياسي من تلقاء نفسه دون العودة للجنة المركزية وهو ما يعد مرة أخرى تقزيما لدورها ومكانتها داخل الحزب والتي داس عليها بعدم عقد دورتها في الآجال المحددة في القانون الأساسي و المستمر في إنتهاج سياسة التأجيل فيما يتعلق بها واليوم بتجاوزها بعدم استشارتها في تركيبة المكتب السياسي وقال :”ولد عباس تجاوز كل الحدود وضرب عرض الحائط كافة القوانين المنظمة والمسيرة للحزب هذا الأخير الذي يخضع تسييره للأهواء الشخصية والقرارات الانفرادية و الارتجالية وذكر أيضا: “التغييرات التي أجراها ولد عباس على المكتب السياسي غير قانونية كونها من صلاحيات اللجنة المركزية للحزب كيف رضي بها أعضاء المكتب السياسي المقصون المغادرون وقبل بها الوافدون الجدد سيما وأن التشكيلة بهذه الطريقة هي خارج الأطر القانونية للحزب لتستمر سياسة العبث وإطالة عمر الأزمة في الحزب “.
وسخر بلعياط بالموازاة مع ذلك من قول ولد عباس أن تغيير تشكيلة المكتب السياسي جاء بأوامر من القيادة العليا للحزب واصفا الأمر بالكذب والرغبة في إيصال رسالة على أنه قريب من الرئيس وأنه لا يتصرف من تلقاء نفسه وذكر: “الأدهى من ذلك قوله في كل مرة أن الأمر يأتي من القيادة العليا للحزب بينما يتحرك ولد عباس في كل مرة من تلقاء نفسه و يحاول إيصال رسالة أنه على علاقة بالرئيس وأن ما يقوم به إنما هو بمباركة الرئيس في الوقت أن الأمر عكس ذلك “وأردف :” قوله بأن التغييرات تمت بموافقة رئيس الحزب، فهذا بهتان وتجني كون الرئيس لا يقوم مكان اللجنة المركزية فيما يخص المكتب السياسي”.
وجدد بلعياط مناشدته لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة بضرورة التدخل ووضع حد لما أسماه بحالة الفوضى والارتجالية وفقدان البوصلة التي يتخبط فيها الحزب في ظل القيادة الحالية وتنصيب هيئة انتقالية مؤقتة داخل الحزب تعمل على التحضير لعقد مؤتمر استثنائي لحلحلة مشاكل الحزب والذهاب بقوة لاستحقاقات 2019 .
زينب بن عزوز