أثار جمال ولد عباس، الأمين العام لحزب الجبهة التحرير الوطني، علامات استفهام كثيرة، خلال اللقاء الذي جمعه أول أمس الأحد بأمناء المحافظات التابعين لحزبه بفندق الأروية الذهبية بحديقة التسلية ببن عكنون، والتي تحدّث فيه عن مضمون التعليمة رقم 12 الخاصة بالانتخابات المحلية شهر نوفمبر المقبل، أين حثهم على ضرورة لم الشمل وتجنب الدخول في متاهات تنظيمية، من شأنها أن تقود الحزب إلى نتائج كارثية على غرار التشريعيات الماضية.
وبدا وزير الصحة السابق مضطربا أمام أسئلة الصحفيين التي نزلت عليه كالسهام القاتلة، حيث عجز عن إقناع الحضور بحديثه وإجاباته المترنحة يُمنة ويُسرى، والتي ظهر أمامها ضعيفا غير قادر على مجابهتها بالحجة والبرهان، ولعل أبرزها ما تعلّق بالرئاسيات المقبلة، حيث أظهرت ولد عباس، خارج اللعبة السياسية في البلاد ولا يدري ما يدور حوله.
فبعد تصريحاته السابقة والمساندة للعهدة الخامسة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، طلب الأمين العام لـ”الأفلان” تجنب الحديث عن الانتخابات الرئاسية المقبلة، والتركيز الكلي على المحليات المقبلة، بالقول “كي يزيد نسموه سعيد” وهو ما قد يُفهم بأن السلطة وصلت إلى قناعة بضرورة ترشيح اسم آخر للرئاسيات المقبلة، المزمع إجراؤها سنة 2019.
جيلالي سفيان : ولد عباس لا يعلم شيئا والسلطة تعيش في تخبط كبير
وفي حديث لـ”الجزائر”، اعتبر رئيس حزب جيل جديد، جيلالي سفيان، أن التصريحات الأخير لولد عباس دليل قاطع على أنّ الرجل لا يعلم شيء مما يدور حوله، ويتكلم من اجل الكلام فقط، بل إن حديثه لا يمتاز بالجدية التي يجب أن تتوفر في رئيس حزب، مضيفا بأن السلطة بحد ذاتها تعيش في تخبط وارتباك كبير، ما جعل أوراقها السياسية يختلط بعضها ببعض، ولا تدري ما هي الطريقة الصحيحة التي ستخرجها من الورطة التي هي فيها، قائلا “كلام ولد عباس ليس فيه أي جدية وهو دليل على أن الرجل لا يعلم أي شيء، وكلامه لا يستند إلى أي منطق، بل إن السلطة نفسها تعيش في تخبط كبير ولا تعرف ما هو الحل المناسب للأزمة التي تتواجد فيها، وكل هذا ناجم عن اختلاط الأوراق من بين أيديها”.
حمدادوش : ولد عباس رجل مقطوع الصلة بالرئيس
من جهته، صرّح رئيس الكتلة البرلمانية لحركة مجتمع السلم، ناصر حمدادوس، أن الأمين العام لـ”الأفلان”، مقطوع الصلة بالرئيس ولم يلتقي به أبدا خلال هذه السنوات الأخير، لذلك فإننا نجد تخبطا في تصريحاته، كما أن حديثه دليل على أن السلطة لا تهتم بمشاكل الشعب المتراكمة مع مرور الأيام والسنوات، في حين توجه كل تركيزها على منصب الرئيس المقبل، قائلا بهذا الخصوص “ولد عباس رجل مقطوع الصلة بالرئيس بوتفليقة، ولم يتحدث معه أو يلتقي به منذ مرضه الأخير، لذلك نجد تخبطا كبيرا في تصريحاته التي يُطلقها من مخيلته، كما أن هذه التصريحات دليل على أن السلطة مهتمة بكرسي الرئاسة، أكثر من اهتمامها بخدمة الشعب الذي التهمت النيران منازله وممتلكاته في الكثير من المناطق”.
رزاقي : لا أحد يعلم إن كان الرئيس سيترشح
وعلى صعيد آخر، كشف المحلل السياسي والأستاذ الجامعي، عبد العالي رزاقي، أن لا أحد في الجزائر يعلم إن كان الرئيس عبد العزيز بوتفليقة سيترشح لعهدة خامسة أم لا، كما أن تصريحات ولد عباس الأخيرة، ناجمة عن تخيلات ولم يلتقي بالرئيس بوتفليقة أبدا، قائلا بهذا الخصوص ” بصراحة رغبة الرئيس بوتفليقة في الترشح إلى عهدة جديدة لا احد يعلمها، لذلك فان تصريحات ولد عباس هي تخيلات ذهنية لا غير، كما انه لم يلتقي بالرئيس أبدا ولم يحدثه في هذا الموضوع إطلاقا”.
ع.فداد