جريدة الجزائر اليومية الجزائرية
مقالات مشابهة
فاجأ الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني ولد عباس أمس شركاءه داخل الحزب وخارجه والمتتبعين للشأن الوطني بتقديم استقالته في ظروف أقل ما يقال عنها أنها استثنائية وغامضة وخارجة عن قوانين وأعراف الأفلان.
وتناقلت مواقع إخبارية أن ولد عباس تعرض صباح أمس لنوبة قلبية جعلت الأطباء ينصحونه بالخلود إلى الراحة لمدة 45 يوما على الأقل وهو ما أجبره على تقديم عطلة مرضية طويلة المدى لكن ثقل مهمته وطبيعة أجندات الحزب في هذه المرحلة اضطرته لوضع عهدته تحت تصرف قيادة الأفلان التي تكون قد اضطرت للاستنجاد برئيس المجلس الشعبي الوطني لتسيير الأمور الجارية إلى غاية إيجاد مخرج يتناسب مع القانون الأساسي للحزب.
وكان ولد عباس قد تمت تزكيته على أساس كونه الأكبر سنا داخل الحزب في دورة للجنة المركزية في 22 أكتوبر 2016 بعد استقالة مفاجئة لسلفه عمار سعداني لكنه استمر في منصبه خلافا لما ينص عليه القانون الأساسي في مادته 36 الذي يشترط عليه استدعاء دورة انتخابية للجنة المركزية لانتخاب خلف له وذكر ولد عباس أنه سيبقى على رأس الأمانة العامة للحزب إلى غاية 2020.
وكان ولد عباس من أشد المدافعين عن ترشح الرئيس بوتفليقة لعهدة خامسة وعقد من أجل ذلك عدة تحالفات في إطار الجبهة الشعبية الصلبة وآخرها التحالف الرئاسي الرباعي. كما قاد الحملة الانتخابية للأفلان في تشريعيات ومحليات 2017 واستطاع الحفاظ إلى حد ماء على رصيد الحزب. وعرف ولد عباس بخرجاته الإعلامية التي لا تنضبط أحيانا مع برنامج الحزب إذ ظل يتحدث عن ماضيه الشخصي في حرب التحرير ورصيده العلمي وغيرها من المحطات.
وكان ولد عباس منذ أشهر قد أجرى تغييرا هاما على تشكيلة المكتب السياسي دون المرور على اللجنة المركزية للحزب التي لم يستدع انعقادها منذ ما يقرب من عامين. وجرت العادة في الظروف العادية أن يقدم الأمين العام للحزب استقالته أمام دورة للجنة المركزية وهو ما لم يتم هذه المرة لأن الاستقالة كانت لأسباب صحية بحتة على حد تعبير رئيس كتلة الأفلان بالمجلس الشعبي الوطني خالد رحماني. وتشير المادة 36 من القانون الأساسي للأفلان إلى أن الأمين العام يقدم استقالته أمام دورة للجنة المركزية على أن يعوض بالعضو الأكبر سنا داخل المكتب السياسي وهو ما يرشح عضو المكتب السياسي احمد بومهدي لخلافته لمدة لا تتجاوز 30 يوما. غير أن الظرف الطارئ الذي جاءت فيه الاستقالة وهو ظرف صحي مستعجل اختارت قيادة الأفلان اللجوء إلى القيادة الجماعية وتعيين رئيس المجلس الشعبي الوطني منسقا للمكتب السياسي قبل عقد دورة طارئة للجنة المركزية للحزب.
ويمكن لاستقالة ولد عباس من الأمانة العامة للحزب أن تكون فاتحة لعقد مؤتمر جامع للحزب قبيل رئاسيات 2019 يفتح الباب لعودة الوجوه المنسحبة مثل صالح قوجيل ومحمد بوخالفة وعبد الكريم عبادة وعبد الرحمان بلعياط وعبد العزيز زياري وعمار سعداني.
وكان آخر تصريح لولد عباس أدلى به ليومية وطنية أن انتقادات لوح لأويحيى لا تعني حزب جبهة التحرير الوطني وأن لوح تحدث كوزير للعدل.
خلاص