جريدة الجزائر اليومية الجزائرية
مقالات مشابهة
دفع الغضب الذي يخيم على بعض محافظي حزب جبهة التحرير الوطني في الآونة الأخيرة الأمين العام جمال ولد عباس لبرمجة لقاء مستعجل معهم خلال هذا الأسبوع في محاولة منه لامتصاص غضبهم والاستماع لانشغالاتهم وإيجاد صيغة توافق معهم ورغبة منه في تفادي ما يعكر صفو الحزب ومسار حصيلة إنجازات رئيس الجمهورية التي شرع فيها أكتوبر الماضي وتسلمت القيادة المركزية 42 تقريرا في انتظار استكمال 6 ولايات المتبقية.
في ظل تصاعد موجة غضب المحافظين وجد ولد عباس نفسه مجبرا على عقد اجتماع هو الثاني من نوعه بعد الاجتماع بهم الأسبوع الفارط بفندق الأروية الذهبية والذي رفض أغلبيتهم التوقيع على البيان الختامي للقاء الأخير ليجد هذا الأخير نفسه مضطرا لتدارك الأمر وكسب ودهم.
موجة الغضب هذه تجاوزت المحافظين والقاعدة لتطال المكتب السياسي والذي ليس بأحسن حال بحيث عبر العديد من أعضائه عن سخطهم من سياسة الأمين العام الحالي والذي ينتهج في الآونة الأخيرة سياسة ارتجالية و قرارات فردية دون العودة له بحيث لم يجتمع مع هذا الأخير سوى ثلاث أو أربع مرات وما يؤكد عدم انسجام بين الجانبين هو خرجة عضو المكتب السياسي محمد عليوي مؤخرا والذي وجه انتقادات لاذعة لشخص الأمين العام جمال ولد عباس والذي قال ضمنيا أن هذا الأخير ربما فقد البوصلة ويسير الحزب بطريقة عشوائية أساءت له وللمنتمين له ما دفع عليوي لمقاطعة نشاطات المكتب السياسي الذي لم يعد له أهمية في الأونة الأخيرة.
وانضم لموجة الغاضبين القيادات السابقة للحزب ممثلة في الهيئة التنفيذية الموحدة لحزب جبهة التحرير الوطني بحيث اعتبر رئيسها عبد الرحمن بلعياط أن الحزب وصل حقيقة للهاوية وانحرف عن مبادئه التي أسس عليها وتحول لمرتع لشبه المناضلين والمنشقين و الإنتهازيين والمتسلقين مبرزا أن حزب الأفالان الذي كان في السابق مفخرة لمن يقول أنه ينتمي له صار اليوم مجرد حزب عادي بعدما تداول على قيادته أناس ليسوا في مستوى الحزب وساهموا في إرجاعه للوراء بدل السعي لتقدمه بالسير وفق قانونه الأساسي وتبني خطاب ومواقف تسايرالمستجدات الراهنة وأضاف أن الأمين العام غير الشرعي ولد عباس ينتهج سياسة الهروب للأمام و مستمر في ممارسته وسياساته المعهودة والتي ألبت القاعدة وجعلتها تخرج عن صمتها جراء سياسة الإقصاء والمركزية المنتهجة في تسيير الحزب و التي لم تعهدها القوة السياسية الأولى في البلاد.
زينب بن عزوز