ينطلق اليوم السباق لمحليات 23 نوفمبر المقبل بحيث ستشرع 51 تشكيلة سياسية على مدار 21 يوما في حملة إقناع للمواطن ببرامجها الإنتخابية للظفر بمقاعد في المجلس الشعبية البلدية والولائية سبقتها حملة على الفضاء الأزرق بنشر صور المترشحين ومقتطفات من البرنامج الانتخابي .
يشرع ما يناهز ال165 ألف مرشح يمثلون 51 حزبا سياسيا و4 تحالفات و مجموعات الأحرار اليوم في تنشيط حملات إنتخابية من أجل التنافس على مقاعد المجالس الولائية ال48 ومقاعد المجالس البلدية الـ1541 عبر الوطن.
وبلغة الأرقام يشارك حزب جبهة التحرير الوطني في محليات23 نوفمبر في 48 ولاية بالنسبة إلى و1435 مجلس شعبي بلدي في حين سيدخل غريمه الأرندي بـ48 قائمة انتخابية ولائية و1521 قائمة للمجالس الشعبية البلدية أما الحركة الشعبية الجزائرية فشاركت ب 850 قائمة انتخابية على مستوى 46 ولاية وسيخوض الأفافاس المحليات ب18 قائمة ولائية و348 في المجالس البلدية في حين تخوض حركة مجتمع السلم معترك الانتخابات المحلية بـ720 قائمة بلدية و47 قائمة ولائية وسيشارك حزب العمال بـ520 قائمة أما الاتحاد من أجل النهضة والعدالة والبناء فيشارك ب25 قائمة ولائية و240 بلدية .
الموالاة بخطاب الدفاع عن الإنجازات والمعارضة بأسطوانة التزوير
وستكون أحزاب الموالاة والمعارضة في مهمة صعبة لاستمالة المواطنين ودعوتهم لضرورة المساهمة في بناء البلاد وذلك عن طريق إختيار ممثليهم في المجلس المنتخبة البلدية و الولائية سيما مع اتساع هوّة فقدان الثقة في المنتخب المحلي والذي ترسخت صورته عند المواطن بوصفه الشخص الإنتهازي المطلق لحزمة من الوعود ليس إلا للظفر بالمنصب وبعدها “يدير ظهره ليقضي مصالحة هو لمدة خمس سنوات” لتكون هذه الأخيرة أمام شبح العزوف الذي سيفرض نفسه بقوة أمام مواطنين أداروا من زمان ظهورهم للمنتخب المحلي و المسمى لديهم بالضيف المناساباتي
فالموالاة بأحزابها الأربعة المساندة لرئيس الجمهورية و برنامجه والمشاركة في أكبر عدد من البلديات و الولايات مقارنة بالمعارضة دشنت حملتها الإنتخابية مبكرا بخرجاتها و تصريحاتها التي أخذت حيزا إعلاميا من لقاءاتها لمناقشة قانون المالية و كذا ما روج عن استغلال الحملة الانتخابية للترويج لأهمية استغلال الغاز الصخري بوصفه موردا بديلا للبترول و تجاوز الأزمة المالية التي تتخبط فيها البلاد على خلفية إنهيارأسعار البترول في الأسواق العالمية يجب إستغلاله وكبح محاولات المعارضة لاستعمال الأمر كورقة لتأليب الرأي العام .
و لن يخرج خطاب الموالاة عما عهدناه من الدفاع عن سياسات الحكومة و محاولة إيجاد تبريرات لجملة السياسات التي اتخذت لمواجهة الأزمة المالية بوصف الأمرحتمية ولي خيارا
أما المعارضة فستجد في مخطط عمل الحكومة وقانون المالية والغاز الصخري وسلسلة الإجراءات التي تبنتها الحكومة لتجاوز الأزمة المالية التي تتخبط فيها البلاد والتي وصفتها بالحلول الترقيعية التي ستزيد من تعقيد الوضع لا الخروج منه كمادة دسمة لاستمالة المواطنين وإقناعهم بأن الشعب هو من يصنع التغيير ويمنح الفرصة للبديل بالإدلاء بصوته يوم 23 نوفمبر القادم غير أن هذه الأخيرة سوف لن تتوقف عند انتقاد سياسات الحكومة على مر 15 سنة وإنما ستعيد أسطوانة التزوير المصاحبة لكل استحقاق انتخابي باتهام الإدارة بالتضييق عليها و منح الأولوية لأحزاب الأغلبية المحسومة لها النتائج مسبقا .
“محليات بعزوف المترشحين”
وما يميز محليات 23 نوفمبر هو ظاهرة العزوف التي انتقلت عدواها من المواطنين إلى المترشحين وهو الأمر الذي اشتكت منه عديد الأحزاب السياسية بالنظر لقلة الصلاحيات الممنوحة للأميار والأغلفة المالية التي قلصت هي الأخرى على خلفية الأزمة المالية ما يعني أن المنتخبين المحليين مجبرين على البحث عن عائدات بعيدا عن دعم الدولة لتحقيق التنمية وأكدت هذه الأخيرة أنها وجدت صعوبة في إعداد قوائمها لقلة الراغبين في الترشح، وهو الأمر الذي وصفته بالسابقة لم تعهدها الأحزاب السياسية و السبب في ذلك راجع لقلة الصلاحيات الأمر الذي يستدعي مراجعة إستعجالية لقانون البلدية والولاية – على حد تعبيرهم-.
مواطنون بشعار “أخطونا نعرفوكم”
وإن كانت الأحزاب السياسية قد وجدت صعوبة في ملء قوائمها بالنظر لعزوف مناضليها عن الترشح فإن المواطن الجزائري أدار ظهره وصم آذانه عن استحقاقات 23 نوفمبر القادمة وهو الأمر الذي استسقته الجزائر خلال جولتها الاستطلاعية التي قامت بها أمس بحيث أكد أغلبيتهم أنهم غير معنيين بإستحقاقات23 نوفمبر القادم كونها المناسبة الوحيد الذي يتهافت فيها المترشحون على المواطنين لقضاء مصالحهم و من بعد توصد الأبواب في وجوههم بعد ذلك و أنه لا ثقة لهم في المنتخبين المحليين و أن همه هو العيش بسلام والظفر بوظيفة وراتب ومنزل والعيش بكرامة في بلد المليون ونصف مليون شهيد فيما راح البعض الآخر لتدوين مطالبهم على اللافتات المخصصة للملصقات الإشهارية للمترشحين و تعليق صور أخرى فيما رفع آخرون شعار ” أخطونا نعرفوكم ” تشترون عقولنا بالوعود للظفر بالمناصب وبعدها لا نرى وجوههم بالمرّة”
زينب بن عزوز