يعتبر مهرجان السبيبة أهم تراث ثقافي لامادي في منطقة جانت المتزامن مع العاشر من محرم من كل سنة، حيث يولي سكان جانت اهتماما بالغا بهذه المناسبة، ويحضر لهذا المهرجان منذ بداية السنة الهجرية، قبل تسعة أيام من بداية المهرجان يطلق عليها اسم “ثيمولاوين”.
و”السبِيبَة” احتفال تقليدي سنوي يقام بمدينة جانت ولاية ايليزي، وتعتبر تقليدا تراثيا، ومن أهم المناسبات المحلية العريقة التي تحتفل بها طوارق الصحراء بالجنوب الجزائري، الذي يصادف كل سنة اليوم العاشر من محرم في التقويم الهجري، حيث ترمز هذه المناسبة إلى السلم المدني والسلام والالتحام الاجتماعي، وتعود الاحتفالات إلى قرون عندما تعاقدت قبائل الطوارق في الجنوب الجزائري على الصلح والسلام بين سكان القصرين العتيقين “أزلواز” و”الميهان”.
التظاهرة رمزية احتفالية تعبر عن السلام الذي حل بالمنطقة بين قبائل الطوارق بالهقار، يتخذ أشكالا احتفالية تعبيرية مختلفة، من خلال مشاهد الرقصات الجماعية التي يؤديها الراقصون بأزياء المحاربين، على وقع دقات الطبول، يسوده جو من العواطف التي تختزل الود والاطمئنان الطوارقي على أرض الصحراء بالهقار، وترمز الاحتفالية أيضا إلى وحدة هذه القبائل والالتحام فيما بينها أمام الأخطار والتعاون على الخير والبر.
وقد تم إدراج المناسبة الاحتفالية “السبيبة” وما يرافقها من عادات وتقاليد مرتبطة بها كحدث تاريخي، ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي اللامادي سنة 2008، وذلك تحت عنوان: “طقوس ومراسم السبيبة في واحة جنات الجزائر”.
ويتم نقل المعرفة المتعلقة بالطقوس والاحتفالات مباشرة، عبر الأجيال المتلاحقة، من كبار السن إلى الأصغر سنا، الحلي ومنتجات الحرفيين وإصلاح وصناعة الزي الطارقي الرسمي التقليدي، والأسلحة التقليدية، والحلي والآلات الموسيقية المطلوبة لطقوس احتفالات “السبيبة”.
صبرينة ك