جريدة الجزائر اليومية الجزائرية
مقالات مشابهة
تمر اليوم الذكرى ال57 لعيد النصر المصادف ليوم 19 مارس 1962، و هو اليوم الذي يعد محطة هامة في تاريخ الجزائر، التي تمكن أبناؤها من إفتكاك نصرهم و استقلالهم بعد ثورة مجيدة و بفضل حنكة دبلوماسية أجبرت فرنسا على التوقيع على اتفاقية افيان ووقف إطلاق النار عبر كامل التراب الجزائري، وقد دعا باحثون وأكاديميون بالمناسبة إلى ضرورة الحفاظ على التاريخ و ذكر الحوادث التاريخية كما هي دون”تأويلات للذين لم يشاركوا في صناعة هذا النصر”.
وفي الصدد قال الأكاديمي محمد طيبي، أمس، في تصريح ل”الجزائر”، أن النصر هو حالة مسارات ومحن و انتصارات و بطولات وخيانات أيضا، و اعتبر أن النصر “وديعة جيل لجيل” يجب الحفاظ عليها، ويفسر على انه عودة للتاريخ، و قال انه يجب أن يحافظ الجيل على هذه “الصناعة الحضارية التي لا تقدر بثمن من حيت التكاليف أو القيمة”.
و قال الباحث الأكاديمي انه لا يجب أن يعتبر ما قدمه الشهداء و المجاهدون في سبيل أن تنعم اليوم بالاستقلال، على انه “لعبة” ا وان يتم “احتكارها ممن قبل جيل دون سواه”، و أضاف أن كل هذه التضحيات تحتاج إلى جيل يحافظ عليها و يؤمن بها و ليس إلى “تأويلات للذين لم يشاركوا في صناعة هذا النصر”.
واتهم طيبي أطرافا وصفها ب”المتسللين في آخر ساعة، ممن ركبوا الموجة وسرقوا جزء من التاريخ و بسببهم صار مغشوشا، و قال أن التكلم عن “النصر” لا يكون كما يفعل البعض كرسالة تقرا أو كاحتفالية، وهم في المقابل لم يقدموا شيئا، قائلا”هناك من يتكلم عن النصر كاحتفالية، ولكنه لم يقدم شيئا، فللنصر أهله و للخيانة أهلها” و أضاف:” أهل النصر هم أسيادنا إلى الأبد ولولاهم لما كنا اليوم أحرارا، فالنصر ليس مجرد رسالة تقرا فهو أمانة ربانية”.
و قال طيبي انه اليوم يجب الحفاظ على أمانة الشهداء، وعلى المشروع الوطني النوفمبري و الدولة الوطنية، و اتهم البعض لم يسمهم بمحاولة تلطيخ هذا المشروع قائلا: هناك نية مبيتة لتلطيخ المشروع الوطني النوفمبري و الدولة الوطنية”، و دعا إلى ضرورة التمييز بين جبهة التحرير و بين القيادات السياسية الحالية التي تقود هذا الحزب، و قال أن هناك من يريدون إسقاط الدولة و ليس إسقاط النظام، حيث علق على الحراك الشعبي السلمي بالقول:”من حق الجميع أن يتحرك و أن يندد بالفساد، إنما من باب تعيين منهم المفسدين و ليس السطو على التاريخ كله، فهناك فاسدين يجب أن يحاربوا كفاسدين” و أضاف قائلا” يجب التمييز بين المندسين الذين يريدون أن يسقطوا الدولة و ليس النظام كما يطالب الشعب، حتى يتمكنوا من بناء دولة علمانية لائكية بقيم غربية”.
رزيقة.خ