جريدة الجزائر اليومية الجزائرية
مقالات مشابهة
يضرب العرض المسرحي العالمي “ناثان الحكيم” موعده للجمهور مساءيوم الغد، بالمسرح الوطني محي الدين بشطارزي، حيث سيكتشف الجزائريون معنى التسامح الديني والعيش بسلام، بعيدا عن التعصب والخلافات العرقية والدينية.
المسرحية، التي تأتي في إطار روح “العيش معا في سلام” الذي يحتفل به عالميا، كل 16 ماي تبعا لمبادرة الجزائر التي صادقت عليها هيئة الأمم المتحدة، كتبها الكاتب الدرامي و الناقد الألماني غوتنغولد افرايم ليسين سنة 1779، سافرت عبر قرون من الزمن دون أن تفقد من عمق الرسالة التي تحملها، في معالجة قضايا الساعة، حيث يقدمها الأعضاء 23 لجمعية « الصداقة بين الديانات»، من مدينة استر الفرنسية والذين يمثلون في الحياة اليومية معتقدات دينية مختلفة، على غرار جمال بدرة، رئيس مسجد الرحمة الذي يقوم بدور الصوفي، وجان فرانسوا نووال، كاهن كنيسة استر، الذي يلعب دور المحقق الكبير.
وتدور أحداث المسرحية بمدينة القدس بين سنة 1187-1192 و تروي قصة «رشا» بنت تاجر يهودي حكيم ناتان، ينقدها من النيران فارس من فرسان الهيكل الذي عفا عنه السلطان صلاح الدين الأيوبي، لتبدأ قصة درامية تلبسها الإثارة و الغموض حول الهوية الحقيقة لرشا التي قد تتسبب في هلاك ناتان، حيث يطلب منه صلاح الدين حكامة بين ممثلي الديانات الثلاثة الموحدة.
ويعتبر المخرج المسرحي لهذا العمل بأن “المتن الروائي، باستثناء المشهد الأخير، وفي جدا لليسنغ: تحقيق للشرطة على خلفية من الأسئلة الفلسفية. تجري أطوار المسرحية في القدس في نهاية القرن ال12، حيث تم إنقاذ رشا، ابنة تاجر يهودي حكيم يدعى ناثان، من ألسنة اللهب على يد أحد فرسان المعبد الذين عفا عنهم السلطان صلاح الدين. وهنا تتطور حبكة مزدوجة: في الوقت الذي قد يؤدي فيه الكشف عن الهوية الحقيقية لرشا إلى فقدان ناثان، يطلب صلاح الدين منه التحكيم بين الأديان السماوية الثلاث.
ونجد من أبرز خصوصيات هذا العمل، أن الممثلين الذين يحيون العرض المسرحي “ناثان الحكيم” هم أيضًا أعضاء في جمعية تعمل من أجل “الصداقة بين الأديان”(A.I.R.)، وهم أنفسهم ينتمون إلى عقائد مختلفة، على غرار جمال بدرة، رئيس مسجد الرحمة بإيستر (في دور الصوفي) و جان-فرانسوا نويل، كاهن كنيسة إيستر (في دور المحقق الكبير).
ويقول الكوميديون بهذا الخصوص: “قررنا بكل حرية أن نقوم بأداء هذه المسرحية التي كتبها ليسنغ الذي يطرح السؤال التالي: ما هو الدين الحق؟ مثل العديد من فلاسفة عصر التنوير، فإنه يجيب على هذا السؤال من خلال اعتبار أن الشكل لا يهم. وحدها فقط القيم الأخلاقية للتضامن والعدالة التي تهم.” تم إخراج هذا العمل المسرحي من طرف أليس و برتران كازماريك الذان يعتبران بأن “العيش معًا ممكن من خلال قبول اختلافات كل واحد”.
وفي تصريح لهما كشف المخرجان أليس و برتران كازماريك نص : برتران كازماريك، أنه « بعد لقاءات متعددة لكثير من السنوات حول عادات وتقاليد كل منا، حاولنا إعطاء نفس جديد لصداقتنا من خلال تقاطع الديانات ». وفي خلال ساعة وربع من زمن العرض، يصنع كل من الضحك ، والسخرية والدعوة إلى التفكير العميق، التحدي الذي رفعته الفرقة المسرحية للتواصل مع جمهور متعدد المعتقدات في ظل احترام الاختلافات والتعايش السلمي وكذا الصداقة البناءة.
العرض، الذي يأتي تحت رعاية وزارة الثقافة المسرح الوطني الجزائري، والوكالة المتوسطية لتنظيم التظاهرات والسياحة الثقافية العرض، ويحظى بدعم من وزارة الشؤون الخارجية ووزارة الثقافة بمعية هيئات ومؤسسات أخرى وكذا شخصيات داعمة للمشروع الإنساني العالمي « العيش معا قي سلام»، أرادته الفرقة كمشروع سلام وتبناه المجتمعين المسلم و الكاتوليكي بمدينة إستير.
يذكر أن فرقة الصداقة بين الأديان ،Amitié Inter-religieuse (A.I.R) ، تأسست في 5 فيفري 2018 بمدينة إيستر. تجمع هذه الجمعية أشخاصا من أديان مختلفة من اجل تعميق فهمهم المتبادل والمساهمة في بناء مستقبل عدالة وسلام وحرية. تهدف هذه الجمعية إلى خلق فضاء للحوار والنقاش والعمل المشترك. تنشط أساسا في مجالات الترفيه والحياة الاجتماعية.
أما الوكالة المتوسطية لتنظيم التظاهرات والسياحة الثقافية “ميد للأسفار” MED VOYAGES ، ورئيسها ابراهيم جلواجي، تنشط ” في الجزائر العاصمة ومرسيليا في آن واحد لتكون فاعلا نشيطا في مجالات التبادلات بين ضفتي المتوسط لاسيما الثقافية والاقتصادية، وبالأخص تلك التي تحمل رسالة تسامح وإثراء متبادل.
ومنذ عام 2007، يترأس إبراهيم جلواجي “المتوسط-أوربا للسياحة” في الجزائر العاصمة و”المتوسط للتظاهرات والأسفار” في مرسيليا. وهو حاصل على شهادة ليسانس في التاريخ من جامعة قسنطينة، وتخرج أيضا من جامعة الثقافة والسياحة من أجل السلام (شهادة توقعها منظمة اليونسكو ومنظمة السياحة العالمية) كما انه حاصل على شهادة عليا في التسيير السياحي من غرفة التجارة والصناعة لمرسيليا. منذ عام 2018، ويشارك جلواجي كعضو في المنتدى الدولي للسياحة التضامنية.
صبرينة كركوبة