كشف البروفيسور احسن تليلاني عن استئناف رحلاته العلمية مجددا وهذه المرة ولأول مرة سيزور العراق، من أجل المشاركة بتقديم مداخلة حول الظاهرة المسرحية في المجال العمومي من خلال تجربة مسرح القوال والحلقة في الأسواق الشعبية والساحات العامة، وذلك ضمن فعاليات ملتقى بابل الدولي لفنون الشارع الذي سينعقد برعاية كلية الفنون الجميلة جامعة بابل بالجمهورية العراقية الشقيقة يومي 14 و15 مارس المقبل.
وابرز تليلاني، أن مداخلته ستناقش مسألة حضور الفعل المسرحي ضمن المجال العمومي في التراث الشعبي الجزائري، وذلك من خلال مساءلة تجربة مسرح القوال والحلقة المعروف في التراث بوصفه من أهم أشكال صناعة الفرجة في المجال العمومي، حيث كان القوال يقيم حلقاته في الأسواق الشعبية وغيرها من الساحات العمومية، مضيفا إن هذه المداخلة هي محاولة لإبراز السمات المسرحية التي يوظفها القوال داخل المجال العمومي، وهي التجربة التي تعد رائدة فيما يسمى اليوم بفنون الشارع، فهل سبق القوال عصره وأسس لتجربة مسرحية تصلح اليوم لاستحضارها وتوظيفها في التجارب الجديدة التي تؤسس لفنون الشارع؟ مع الإشارة إلى أن هذا الشكل الذي نجده في عموم التراث العربي هوالشكل المسرحي الذي سعى دعاة تأصيل المسرح العربي إلى توظيفه في عديد التجارب المسرحية في الشرق والغرب وإن كان ذلك بتسميات مختلفة كالحكواتي والسامر الشعبي والقوال والمداح وغيرها، على غرار ما فعل عندنا في الجزائر المرحوم عبد القادر علولة في ثلاثيته الشهيرة: الأقوال، والأجواد، واللثام.
واعتبر أن مداخلته هي محاولة لإبراز عناصر الفرجة في المجال العمومي من خلال مسرح القوال والحلقة، وعلى رأسها عنصري العرض والجمهور، وهما العنصران الواجب توفرهما في أي ممارسة مسرحية بتعبير بيتر بروك، مع الإشارة إلى أن هذا الشكل يحتفظ لنفسه بخصوصيات وجماليات مسرحية تراثية استفاد منها المسرح العربي خاصة والمسرح العالمي بوجه عام مثل السرد والفضاء السينوغرافي الفقير والاعتماد على خاصية الكلمة بديلا عن الفعل وغيرها من الخصوصيات التي يمكن اكتشافها في هذه المداخلة الأكاديمية.
صبرينة ك