جريدة الجزائر اليومية الجزائرية
مقالات مشابهة
قال رئيس النقابة الوطنية لممارسي الصحة العمومية، إلياس مرابط، إن المؤشرات الوبائية الحالية لفيروس “كورونا” في الجزائر “لا تسمح برفع الحجر الصحي”، وأنه “من السابق لأوانه” الحديث عن الأمر في ظل تزايد عدد الإصابات، مشيرا إلى أنه “ينبغي التمديد لأسبوعين على الأقل”، غير أن القرار النهائي – على حد تعبيره- من صلاحيات السلطات العليا للبلاد.
وذكر مرابط في تصريح لـ”الجزائر”: أن “قرار رفع الحجر الصحي كلية أو التمديد هو من صلاحيات السلطات وهي الوحيدة المخولة لإصدار قرار من هذا النوع بناء على تطور الوضعية الوبائية وتقرير اللجنة التي كلفت بمتابعة هذا الفيروس غير أن هذا لا يمنع من القول أن الحالة الراهنة تقتضي تمديد الحجر الصحي لما بعد 14 ماي، في ظل تسجيل تزايد في عدد حالات الإصابات بمعدل 150 حالة وهذا بعد مرور أسبوعين من شهر رمضان”، وتابع: “وحتى إن تم اللجوء لرفع هذا الحجر الصحي فلا بد أن يكون مدروسا ومتبوعا بإجراءات وقائية وبصفة تدريجية وليس دفعة واحدة وتظل اليقظة موجودة فلا نستطيع بين ليلة وضحاها أن نرفع الحجر الصحي دون أن يتبعها تعزيز للإجراءات الوقائية والتزام كبير جدا للمواطنين لها من التباعد الاجتماعي وشروط النظافة وأعتقد أنه لا بد من التمديد لأسبوعين على الأقل ندرس الوضعية الوبائية و تطور هذا الفيروس، هل هو في منحى تصاعدي أم في تناقص ؟ وكيف سيتم تطبيق قرار الحجر الصحي ؟”.
وتعليقا على بعض الدول التي عانت من هذا الوباء وحصدت الآلاف من حالات الإصابات والوفيات ولجأت اليوم لرفع الحجر الصحي والعودة بصفة تدريجية للحياة العادية، قال: “لا مجال للمقارنة ولا حتى الدعوة للإقتداء بها كل وإمكانياته وواقعه ووضعية الوباء في دولته ومن غير المعقول القول إنه تم رفع الحجر الصحي في بعض البلدان فلابد أن ننهج الطريق ذاته فالأمور يجب أن تدرس بدقة ويجب الإشارة والتأكيد على نقطة مهمة وهي أنه إذا لجأنا لرفع الحجر الصحي فلا بد أن يكون بالموازاة مع ذلك مضاعفة الكشوفات والتحاليل وهو الأمر الذي لجأت إليه هذه الدول مع توفير الكمامات وجعلها إجبارية”.
واعتبر المتحدث ذاته، أن عدم وقوع الجزائر في سيناريوهات بعض الدول التي عانت كثيرا من فيروس “كورونا” رغم قوة منظومتها الصحية مرّده لـ”حزمة التدابير الإحترازية الإستباقية التي سارعت الدولة لوضعها منذ بداية انتشار هذا الوباء في العالم ومعها التجند الكبير والهام للجيش الأبيض والذي يواصل في مهمتها النبيلة ويضاف إلى ذلك استخدام بروتوكول العلاج “كلوروكين” الذي ساهم هو الآخر بشكل كبير في التقليص من عدد الإصابات والوصول للمراحل الحرجة”، غير أن مرابط كشف في الوقت نفسه أن هذه الأخيرة لن تجعل الجزائر في منأى سيما في ظل سلوكيات بعض المواطنين المواصلين في انتهاج اللامبالاة، وقال في هذا الصدد: “الحمد لله لم تعش الجزائر سيناريوهات بعض الدول والتي لم تستطع منظومتها الصحية القوية مجابهة هذا الوباء وظلت تحصد الآلاف من الإصابات والوفيات بصفة يومية فنحن تجنبنا هذا السيناريو والحمد لله بفضل جملة الإجراءات الوقائية التي اتخذتها الدولة في وقت مبكر من غلق المجال الجوي في ظل أغلبية الحالات المصابة والتي كانت مستوردة من الخارج ومعها تجند كافة عمال الصحة بمختلف أسلاكهم، (الجيش الأبيض) الذي كان في المقدمة وتحمل مسؤولياته كاملة بالرغم من المعاناة من نقص الإمكانية في بداية الوباء والتي حصد الطاقم الطبي أيضا ضحاياه من هذا الفيروس ليتم استدراك الأمر مع تسخير وتوفير الدولة للإمكانيات والمستلزمات الطبية ومعها تبني أيضا في وقت مبكر بروتوكول العلاج الكلوروكين كلها عوامل ساهمت بشكل كبير في تجنبينا هذه السيناريوهات”.
وطالب المتحدث من المواطنين ضرورة الخروج من دائرة اللامبالاة والتساهل مع هذا الفيروس الذي هو وباء عالمي، وأكد على أن التدابير الاحترازية والإجراءات الوقائية التي وضعتها الدولة ومعها الإستراتيجية التي وضعتها لمكافحة هذا الوباء “لن يكون لها ثمار إيجابية إذا لم يكن المواطن واع ومنضبط وملتزم بها لكونه المحور الرئيسي في نجاح هذه الإستراتيجية”، ودعا في السياق ذاته إلى تشديد العقوبات على المخالفين لإجراءات الحجر الصحي من فرض غرامات وحتى السجن إذا اقتضى الأمر”.
زينب بن عزوز