تواجه تونس والجزائر خطرا مشتركا على الحدود ،التي تجمع البلدين ،بوجود 100 إرهابي من كتيبة عقبة بن نافع الإرهابية.
كشف وزير الدفاع التونسي، عبد الكريم الزبيدي، أن حوالي 100 إرهابي يتحصنون بالجبال الغربية للبلاد التونسية على الحدود مع الجزائر وأن عناصر من جماعة داعش الارهابية تحاول الدخول إلى تونس عبر حدودها الجنوبية مع ليبيا.
و أوضح وزير الدفاع التونسي، في كلمة له خلال جلسة استماع أمام لجنة تنظيم الإدارة وشؤون القوات الحاملة للسلاح بالبرلمان، أن “القوات المسلحة التونسية جاهزة للتصدي لأي تهديدات قد تأتي من جانب إرهابيين ينتظرون الفرصة للدخول إلى تونس، وذلك بالتعاون مع الأجهزة الأمنية في وزارة الداخلية “.
وأضاف أن هذه هي أبرز المخاطر الأمنية والتهديدات الإرهابية التي لازالت تواجه أمن تونس الذي شهد استقرارا جيّدا خلال الفترة الأخيرة .
وجاءت تصريحات الزبيدي بعد أيام من التصريحات التي أطلقها رئيس البرلمان الأوروبي، أنطونيو تاجاني، التي كشف فيها عن مساعٍ لتعزيز منظومة الأمن التونسية على الحدود مع ليبيا والجزائر، بهدف التصدي بشكل فعال لعودة الإرهابيين من بؤر التوتر .
وجاءت تصريحات تاجاني على هامش جلسة عامة بالبرلمان التونسي، حضرها سفراء حكومات الاتحاد الأوروبي بتونس.
وأشار رئيس البرلمان الأوروبي، إلى مساعٍ لتعزيز أنظمة الاستعلامات والاستخبارات التونسية، ومنظومة الأمن الحدودية على السواحل وعلى الحدود الترابية مع ليبيا والجزائر، للتصدي لتدفق الإرهابيين القادمين من أفريقيا أو العائدين من بؤر الإرهاب والتوتر، بعد أن ضيق عليهم الخناق في سورية والعراق .
وتواجه القوات الأمنية التونسية حربا ضد الإرهابيين في الجبال الغربية المعروفة بجبال الشعانبي الحدودية مع الجزائر،حيث يتحصن أفراد من كتيبة عقبة بن نافع الإرهابية التابعة لجماعة القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي منذ سنوات في المرتفعات الوعرة.
وعلى الرغم من نجاحها في القضاء على أغلب القيادات الإرهابية وتدمير عدة مخابىء، فإن تحركات هذه المجموعة بين الجبال لا تزال مستمرة يكشفها تكّرر حوادث انفجار الألغام التي تستهدف العسكريين بصفة مستمرة.
وتتعاون قوى الأمن الجزائرية مع نظيرتها التونسية وتنسق فيما بينها لتطويق المنطقة،لمنع تسلل الإرهابيين لحدود الدولتين منذ سنوات وتم تعزيز التعاون بتوقيع اتفاق تعاون مشترك بينهما في المجال الأمني خلال شهر مارس الفارط، لصد الإرهاب القادم من ليبيا .
واستفادت قوى الأمن التونسية من تدريب الجيش على فنون حرب العصابات التي تعتمد عليها الجماعات الإرهابية وذلك بالنظر لما يمتلكه الجيش الجزائري من خبرة طويلة في محاربة الإرهاب، بعدما واجه الجماعات الإرهابية على مدار أكثر من عشرين عاما .
وأكد خبراء الأمن تدفق المزيد من الإرهابيين على ليبيا وهو ما يضاعف الخطر الأمني على تونس والجزائر..
وتأتى الجزائر في مقدمة الدول المستهدفة لتمركز أعضاء التنظيم، بما يشكِّل تحديًا أمنيًّا كبيرًا للجزائر ودول المنطقة المتوسطية بسبب انطلاق محتمل لموجات الهجرة .
ونقلت التقارير أن التحدي الأكبر الذي تواجهه الجزائر يتمثل في تأمين الحدود الشرقية لها مع ليبيا، لاسيما بعد محاولة فلول تنظيم داعش الإرهابي التغلغل إلى داخل الجزائر بعد تَلقِّى ليبيا ضرباتٍ موجعة فى سِرْت ومناطق أخرى .
وأوضحت التقارير أن أطماع التنظيم الإرهابي تجد صعوبةً في تحقيقها، كونَها تواجه قوات أمن جزائرية تمتلك خبرةً كبيرة نتيجة الحرب التي شنتها على الحركات الإرهابية في التسعينيات .
وكان الناطق الرسمي باسم الحرس الوطني التونسي خليفة الشيباني، قد كشف منذ فترة أن الوحدات الأمنية التونسية والجزائرية تقوم باجتماعات شبه يومية لتنسيق للتصدي للإرهاب و أضاف أن التعاون الأمني التونسي الجزائري مميز. وأشارالشيباني أن العمليات الأمنية تكاد تكون يوميا لتفكيك الخلايا الإرهابية مع المداهمات المتواصلة لتفكيك خلايا الإسناد .
وأفاد أن هزائم التنظيم الإرهابي داعش على المستوى الإقليمي ساهمت في تقليص استقطاب الشباب، خاصة مع تنشيط العمل الاستخباراتي والمضايقة المتواصلة للخلايا الإرهابية.
وسجلت تونس خلال السنتين الأخيرتين تراجعاً كبيراً في العمليات الإرهابية المنطلقة من الجبال، بعد إحكام السيطرة عليها وتطويقها وقطع طريق الإمدادات والقبض على الخلايا الداعمة لها لوجيستيا.
رفيقة معريش