أصدر الاستاذ عبد الكريم ماروك، كتابا جديدا موسوما “الارهاب الالكتروني وآليات مكافحته”، وذلك عن دار علي بن زيد للطباعة والنشر.
وقال الأستاذ عبد الكريم ماروك، إن كتاب”الارهاب الالكتروني وآليات مكافحته” توزع على أزيد من 200 صفحة من القطع الكبير، مشيرا أن الهدف منه هو ابراز الخطورة اللامتناهية لجريمة الإرهاب الالكتروني وشيوع استخدام أدواته، في سهولة الاتصال بين الإرهابيين والجماعات الإرهابية، وتنسيق عملياتهم الإرهابية عن طريق جهاز كمبيوتر موصول بالشبكة المعلوماتية، فهو ذو أبعاد تدميرية وتخريبية مكلفة للأفراد والدول، قد يؤدي الى قيام حروب عالمية إلكترونية تقضي على التطور التكنولوجي الهائل والمؤثر في حياة الأفراد والشعوب.
وقال ذات المتحدث، أن البشرية لم تشهد تطورا تكنولوجيا مذهلا مثلما هي عليه الآن، فقد وظف الإنسان قدراته على مر العصور في تطوير سبل تسهيل حياته من خلال ثورات علمية متتالية أهمها الثورة الصناعية وصولا للثورة التكنولوجية خاصة في مجال الاتصالات (الرقمية) التي نقلته إلى عصر فريد من نوعه بإيجابياتها وسلبياتها فأصبح يعمل جاهدا على الحد من سلبياتها والاستفادة قدر الإمكان من تلك الإيجابيات.
وبالموازاة مع ذلك –يضيف ذات المتحدث- شهدت البشرية تطورا وتنوعا في الجرائم عبر مختلف العصور راح ضحيتها آلاف الملايين من البشر، ولعل أفظعها على الإطلاق الجرائم الإرهابية التقليدية التي ظهرت عقب اندلاع الثورة الفرنسية سنة 1789 والجرائم الإرهابية الحديثة كالإرهاب النووي الإرهاب البيولوجي والإرهاب الكيماوي والإرهاب الإلكتروني. هذا الأخير الذي يوظف الإنترنت والحواسيب الإلكترونية كساحة لتنفيذ الجريمة الإرهابية. فبالرغم من محاولة الإنسان استعمال الشق الإيجابي للثورة التكنولوجية لفائدته، إلا أن هناك من يستغل الشق السلبي منها من خلال سوء استعمال وسائلها التكنولوجية وتحويلها إلى أداة للقيام بجرائم إرهابية إلكترونية. ففي الماضي كان الإرهاب أو العمليات الإرهابية عبارة عن قيام الإرهابيين أو المنظمات الإرهابية بتفجير قنبلة في مكان معين أو تفخيخ سيارة أو تفجير طائرة أو اغتيال شخصية أو القيام بعمليات انتحارية وغيرها من العمليات الإرهابية التي اعتاد أفراد الأمن على مواجهتها، أما في وقفتنا هذا ومع تطور تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، فقد تطورت أساليب الإرهابيين والمنظمات الإرهابية في تنفيذ نشاطاتهم الإرهابية، وبات الإرهاب الإلكتروني هو الوسيلة المختارة.
واعتبر الاستاذ عبد الكريم ماروك أن الجريمة الإرهابية الإلكترونية هي نوع من أنواع الجريمة تعتمد على استخدام القدرات والموارد العلمية والتقنية واستغلال وسائل الاتصال والشبكات المعلوماتية لتهديد وتخويف وترهيب وترويع الأفراد والجماعات والدول إلى جانب اختراق المواقع الإلكترونية وشبكات المعلومات والتجسس الإلكتروني ونشر فيروسات تدمر الأجهزة والمواقع الإلكترونية فأضحت تشكل هاجسا مرعبا للعالم بأسره، وهذا ما عجل بظهور أول اتفاقية دولية لمكافحة الإجرام المعلوماتي بالعاصمة المجرية بودابست في 23/11/2001 والتوقيع عليها من طرف 30 دولة، ثم تلتها الاتفاقية العربية لمكافحة جرائم تقنية المعلومات في 21/12/2010.
ويرى الأستاذ ماروك فإن التصدي لظاهرة الإرهاب الإلكتروني مرهون بتفعيل عدد من الآليات القانونية والمجتمعية على مستوى كل الدول المعنية، للحد من وطأة هذه الظاهرة ومن خسائرها من خلال العمل على انجاح الجهود الدولية والوطنية بإصدار تشريعات وطنية واتفاقيات دولية وإقليمية للحد والقضاء على هذه الظاهرة الخطيرة وهذا ماجاء في هذا الكتاب.
يذكر أن الأستاذ عبد الكريم ماروك شغل رئيس بلدية باتنة السابق ومعروف بنجاحه في تسيير إحدى أكبر البلديات في الجزائر، وقد صدر له سنة 2013 عن دار نشر لبنانية كتابه المهم “الميسر في شرح قانون البلدية الجزائري”، وستصدر له قريبا عدة مؤلفات أخرى.
صبرينة ك