رفيق آخر من رفقاء دار السنونو الدافئة وحقول القمح بكردسان، ولد الفنان سنة 1963 بكردستان العراق، درس بأكاديمية بغداد للفنون الجميلة التي غادرها بسبب جو سيطرة حزب البعث على الأجواء الدراسية في تلك الفترة.. يقول انه لم يستسغ أبدا ان يدرسه أحد عن فان كوخ و في حزامه مسدس، تأثر بالكثير من المدارس الفنية وبفنانين مثل الإسباني خوان ميرو والروسي كاندينسكي كما بحركة كوبر، حركة البدائية… يقيم حاليا في أمريكا ببنسيلفانيا منذ 2001.. نجاحاته الأولى كانت بعد انتقاله للأردن… عند مغادرته الحدود صودرت ألوانه، أوراق الرسم و فرشه، ولما سئل عن اللوحات التي معه قال انها رسوم أطفال لإبنته ميدوزا، بهذه الحيلة تمكن من تمريرها.. بعد شهرة نسبية و تنقله عبر لعالم دخل أمريكا و في جيبه كما يقول 35 دولار.. لوحاته و أحلامه، تشاء الأقدار ان يصبح بعد مدة قصيرة من نجوم المدينة التي استقر بها وبيعت لوحاته بأغلى الأثمان، فنان يلامس الدهشة الكامنة في البراءة الأولى من اجل النهل من المنبع البكر و ملامسة الحس الفطري… لوحاته تمنح صلة حميمية لحقائق باطنية عميقة و كأنه يبحث عن جنة مفقودة و انعكاسات الأشياء البسيطة وغير المرئية من هذا العالم وعمق جوهر المخلوقات، تشكيله يساعدنا على استكشاف المغزى الرمزي و الأبعاد الميتافيزيقية للأسطورة لعالم الطفولة الأولى بنقاءه صفاءه، تأملاته الجمالية لم تأت فقط من رحم الميثولوجيا بل في النهاية تبلغ لوحاته درجة من النضج عندما بلغت تجسيد رؤاه عن الحقيقة الباطنية التي تسكنه… يمكن ان نصنف الفنان في حركة ما بعد الطليعية TRANSAVANT GARDISME وهي حركة فنية معاصرة ظهرت في بداية الثمانينات من القرن العشرين و مازالت في كامل قوتها حتى الآن وهي العودة الى التعبير والرجوع الى الرمزية، الجامع بين فناني هذه الحركة هي الإحالة الفنية إلى تاريخ أسطوري ولتقاليد بلدانهم حيث الإهتمام بتصوير الشخوص مع حيوانات ترافقها و كأنها مأخوذة من مكان وزمان مجهولين حيث الجمع بين عناصر مشتتة لا رابط بينها.. من خلال التركيب بين الأجسام في عالم شبه سريالي … فن يعكس فكرة التعبير الفردي و لا يطالب بمرجعية حالية يومية ..فله مرجعيته الفنية حيث يستقي جزء من الهامه.
صدر الدين أمين ينقل مشاعره بتعبير ذاتي و حرية، أعماله هي صور لعالم خاص منفصل عن كل مفهوم زمني، فنان مسكون بهاجس التعبير عن العولم الداخلية – اللاشعور – باستعمال ألوان منسجمة محملة بردة فعل لخلق تواصل معين مع المشاهد يستثيره و لا يطلب مجرد مشاهدة عابرة من هناك كانت الحاجة لديه الى سبر أغوار الروح من خلال استحضار المميزات التشكيلية الرمزية البدائية ..همه في اللوحة البحث عن موضوعات جديدة غير موضوعات الطبيعة أو المدينة بدون أي انشغال بأهمية الشكل، الفضاء واللون متأثرا في ذلك ربما بالأساطير… فالفنان البدائي وجد أمام معتقداته الدينية ضرورة خلق مجموعة أخرى من الوحوش والكائنات الهجينة، موضوعات تذهب بنا خلف حدود العلامة المباشرة التي تكمن تحتها ..تعد حاملة لمعانيها، يبدو من جهة أخرى ان هذه الأنساق الجمالية تضطلع بوظيفة مضاعفة فبعضها عبارة عن تمثيل للمجهول و تقع خارج نطاق القواعد المنطقية وهي أدوات للإمساك بشكل عام بالتجربة العملية للحواس، الفنان صدر الدين أمين سحرته البدائية الممزوجة بين الجمالي و الروحي مزجا فنيا وفكريا صهره في بوتقة الفكر والفن البدائي الخلاق وذلك بأسلوبه الشخصي الذي هو نتاج بحث و تجربة سنوات عديدة..
…
لمحة تعريفية: الفنان مصطفي بوسنة رسام ونحات ومصور دخل إلى المدرسة العليا للفنون الجميلة بالجزائر العاصمة، حيث تعلم قواعد الفن التشكيلي ومداعبة الريشة على يدي كبار الرسامين من أمثال مصطفي عيدود ودينيس مارتيناز.. تميز المسار الفني لمصطفي بوسنة بالنجاح، حيث أقام عدة معارض داخل وخارج الجزائر. وقد أقام معرضا لآخر أعماله “حديقة النور” في نوفمبر الماضي بالجزائر العاصمة.
الفنان التشكيلي مصطفي بوسنة