حاول 109 تونسيً من منطقة فريانة بولاية القصرين التونسية، اختراق الحدود الجزائرية، بطريقة غير شرعية هروبًا من الجوع والفقر، مطالبين بلقاء السفير التونسي بالجزائر.
منع حرس الحدود الجزائري بولاية تبسة، الحدودية مع تونس في غضون الــــ72 ساعة الماضية دخول نحو 109 تونسيًا من منطقة تلابت التابعة لمنطقة فريانة بولاية القصرين التونسية، اخترقوا الحدود الجزائرية و حاولوا الدخول إلى التراب الوطني بطريقة غير شرعية هروبًا من الجوع والفقر و البطالة و انعدام التنمية، وطالبوا بمنحهم الجنسية الجزائرية، فيما يشبه تصعيدا في احتجاجاتهم على عدم استجابة السلطات التونسية لانشغالاتهم و اهتماماتهم..
وحسب موقع أنباء تونس أمس فإن هؤلاء التونسيين الذين حاولوا التسلل نحو الجزائر هم شباب في مقتبل العمر و تتراوح أعمارهم ما بين 19 و 40 سنة، وبحسبهم فهم يعيشون في بطالة قاتلة منذ مدة و ينحدرون من منطقة “حيدرة” التابعة إلى ولاية القصرين التونسية المحاذية لولاية تبسة الجزائرية، وكانوا قد توغلوا داخل التراب الجزائري في تصعيد شديد في لهجتهم الاحتجاجية على السلطات التونسية،و كشفوا لعناصر حرس الحدود الجزائري أنهم هاربون من جحيم البطالة والفقر في تونس ،و هي الأسباب التي أرغمتهم قسرًا على الاحتجاج و الفرار نحو الجزائر بحثًا عن لقمة تسد جوعهم،و أنهم كانوا معتصمين بمقر معتمدية فريانة لعدة أيام لكن دون جدوى،مطالبين بلقاء القنصل التونسي في تبسة ووالي ولاية القصرين التونسية .
و قد نجح هؤلاء التونسيون من قطع عشرات الكيلومترات مشيًا على الأقدام في ظروف مناخية صعبة و زادهم الصيام مشقة و تمكنوا من دخول التراب الجزائري قبل أن تتدخل مصالح الدرك الجزائري و قامت بتوقيف مسيرتهم و منعهم من التوغل أكثر و أعادتهم إلى منطقة الحدود البرية المشتركة بين البلديبن،حيث قضوا ليلتين هناك-بحسب نفس المصادر-و قد تكفلت السلطات المحلية بولاية تبسة بتأمين الغذاء و الدواء و المأوى،أين قامت بنصب 5 خيم متوسطة الحجم و تكفل المكتب الولائي للهلال الأحمر الجزائري بالتعاون مع القيادة المحلية للدرك الجزائري و بعض سكان المنطقة بتقديم وجبات الإفطار لهؤلاء التونسيين و ضمان لهم وجبات السحور كذلك .
و بحسب نفس المصادر فأنه عند مساءلة هؤلاء التونسيين من طرف مسؤولي الأمن الجزائريين بالمنطقة، صرّحوا بأن السبب الذي دفعهم لهذه الهجرة الجماعية هو الفرار من جحيم البطالة والفقر والجوع وأنهم لم يجدوا سوي دخول التراب الجزائري ورفع مطالبهم انطلاقًا منه لإسماع صوتهم ، وقالوا إنّه لم يبق أمامهم سوى البحث عن القوت في أقرب مكان لهم حيث كانت الجزائر مقصدهم..
وطالب هؤلاء الشباب التونسيون ،بمقابلة القنصل التونسي بولاية تبسة الجزائرية لرفع مطالبهم إليه و إبلاغها للسلطات التونسية،و قد تم إبلاغ السلطات المحلية في تبسة و أنها قد باشرت مفاوضات معهم لإقناعهم بالعدول عن البقاء معتصمين في الحدود المشتركة الجزائرية-التونسية و رفضهم العودة إلى بلدهم الأصلي،و أنها لا ترغب في إعطاء هذه القضية أكبر من حجمها الفعلي .
بحسب الناشط التونسي بالمجتمع المدني وعضو تنسيقية “اعتصام المصير بحيدرة” نادر سماري فأن شباب المنطقة المحتج سبق و أن أقدم خلال الأسابيع القليلة الماضية في حركة احتجاجية تصعيدية ، على نصب الخيام على بعد بضعة أمتار من الحدود التونسية الجزائرية، وعمد إلى غلق الطريق الوطنية رقم 4 المؤدية إلى المعبر الحدودي بالمنطقة الرابط بين معتمدية حيدرة ومدينة تبسة، ومنع السيارات من المرور باستثناء الحالات الاستعجالية ، مؤكدًا أن المحتجين هددوا بالدخول إلى التراب الجزائري والاعتصام هناك، في حال تواصلت سياسة تجاهل السلط الجهوية والوطنية لمطالبهم المشروعة وفق تعبيره.
وأضاف أن وفدًا من المحتجين عقد، في وقت سابق جلسة عمل مع والي الجهة حسن الخديمي بمقر الولاية ، وأن الوالي طلب منهم تحرير مطالبهم في لائحة وتمكينه من فترة زمنية لدراستها والنظر فيما يمكن فعله.
ر.م
الرئيسية / الحدث / اخترقوا الحدود من أجل إيصال صوتهم إلى العالم:
109 تونسي يطلبون مقابلة قنصل بلادهم في تبسة
109 تونسي يطلبون مقابلة قنصل بلادهم في تبسة