ليس الرمز في أعمال الفنان التشكيلي الجزائري محمد كرور إلا امارة على اعتبار الكون و الموجودات و الحقائق رموز كلها. .و منتهى مرامه في تأثيثه التشكيلي داخل اللوحة ا بما هي ابتكار ذاتي بلوغ درجة من الوحدة العميقة التي تربطه بخفايا الكون و جوهره ربطا وثيقا..فما هو إلا انعكاس لهذا الجوهر الكامل أو الجمال المطلق..و ما الرمز بهذا الإستتباع إلا مطية تعبيرية دافعها الضرورة لا الترف..لقد انشأ الفنان محمد كرور لغته الخاصة. .لغة نمتها أبحاثه.. أحواله و مقاماته و مواجيده فكانت معبرا عن صحوه و غيابه..و عن كشفه و إخفاءه..و على العموم خطابه على غموضه ذا قدرة استقطابية عالية مازاده الرمز إلا مغايرة تراوح فيها الرمز بين البداهة و التقصد..فكانت المضامين لا تنكشف إلا بمقدار و لا تبين إلا بمقدار..و بين اغراب الرمز التشكيلي بداهة و اغرابه قصدا تتراوح القراءات فهما و تأويلا و تدبرا كل حسب أفقه و كفاءته و لما كان الرمز التشكيلي عنده كتوما ضنينا بمضامينه فإن جهد المشاهد يكون مضاعفا إذ ليس تدبره منحصرا فيه بل يمتد الى مداليل اعمق يستنبطها من المسكوت عنه أو بياضات اللوحة بياضات تمنحها انفتاحا كبيرا بقابلية للتكييف أو لنقل لمطاوعة المشاهد اكثر…
…
لمحة تعريفية: الفنان مصطفى بوسنة رسام ونحات ومصور دخل إلى المدرسة العليا للفنون الجميلة بالجزائر العاصمة، حيث تعلم قواعد الفن التشكيلي ومداعبة الريشة على يدي كبار الرسامين من أمثال مصطفى عيدود ودينيس مارتيناز.. تميز المسار الفني لمصطفى بوسنة بالنجاح، حيث أقام عدة معارض داخل وخارج الجزائر. وقد أقام معرضا لآخر أعماله “حديقة النور” في نوفمبر الماضي بالجزائر العاصمة.
الفنان التشكيلي مصطفى بوسنة