جريدة الجزائر اليومية الجزائرية
مقالات مشابهة
أجبرت أزمة السكن التي تشهدها الجزائر العديد من مواطنيها إلى استغلال مستودعات كمأوي لها، وهو حال 90 فردا مكونين لـ 14 عائلة قاطنة ببلدية تسالة المرجة الواقعة بالمقاطعة الإدارية لبئر توتة التي اتخذت من أحد المستودعات مسكنا لها في ظل أزمة السكن، أين تزاحم أنابيب قنوات صرف والمياه القذرة دون أن تستفيد من عمليات إعادة الإسكان، رغم النداءات المتكررة التي وجدتها إلى الجهات الوصية.
إيمان بوفيجلين
وذكرت هذه العائلات في حديثها ليومية “الجزائر” بأنها تعيش على أعصابها بسبب الحياة المأساوية والقاسية التي تعيشها داخل مستودع تنعدم فيه أدنى شروط الحياة الكريمة منذ قرابة 10 سنوات، وما زاد من معاناتها هو التجاهل المفروض عليهم من طرف السلطات المحلية التي ضربت كل انشغالاتهم عرض الحائط على الرغم من المراسلات العديدة المرفوعة إليها، كما عبر المتحدثون عن طبيعة المعاناة التي تزداد يوما بعد يوم خاصة وموسم الصيف مع ارتفاع درجة الحرارة سيما وأن بيوتهم مشيدة من خشب وأسقفها من الصفيح، فضلا عن انعدام قنوات الصرف الصحي، إذ يعتمدون في معيشتهم على النمط البدائي للتخلص من المياه القذرة وتسرب الفضلات نحو الخارج مشكلة مياه راكدة متسببة بذلك في انتشار روائح كريهة تزكم الأنفس وتحول المستودع إلى مكان لتجمع مختلف الحشرات الضارة، منوهين إلى أن المتضرر الأكبر هم الأطفال الذين لا يتحملون عبء هذه الأمراض المختلفة بسبب طبيعة المكان، كما أشاروا أن معايشتهم لتلك الأوضاع نغصت عليهم حياتهم وحولتها إلى جحيم لا يطاق، ورغم إطلاق نداءات الاستغاثة للسلطات المحلية إلا أن مطالبهم تلك لم تلق أي صدى لدى المسؤولين ولازالت معاناة العائلات متواصلة داخل مستودع.
وفي ظل هذا الوضع المزري التي تتكبده هذه العائلات، ترفع هذه الأخيرة من جديد نداءاتها المستعجلة إلى السلطات المعنية وعلى رأسها والي العاصمة عبد القادر زوخ انتشالهم من وضعيتهم، وذلك بمعاينة المكان والوقوف على حجم المعاناة التي يواجهونها في ظلل الأوضاع الكارثية وانعدام أبسط ظروف العيش الكريم، وذلك باتخاذ إجراءات ضرورية من أجل حفظ كرامتهم وانتشالهم من تلك السكنات ناهيك عن خطر ارتفاع نسبة الإصابة بمختلف الأمراض كالربو والحساسية ومشاكل التنفس وغيرها من الحالات الناتجة عن تدهور المحيط البيئي والعمراني، حسب تأكيدات القاطنين بالمكان.