يبقى قطاع التربية الوطنية سنة 2018، رهينة المشاكل الاجتماعية والبيداغوجية التي تؤثر في استقراره بطريقة مباشرة، حيث من المنتظر أن تعرف سنة 2018 العديد من الأحداث التي من شأنها أن تخلط أوراق التلاميذ والأساتذة وكافة الموظفين والوزيرة في نفس الوقت، ويأتي في مقدمتها ملف البكالوريا الذي من غير المستبعد أن يتم الانتهاء من التحضير له خلال الأشهر القليلة المقبلة ووضعه على طاولة الحكومة للمصادقة عليه والذي من المنتظر أن يشهد تغييرا جذريا من خلال إعادة هيكلته على رأسه تقليص عدد أيامه الى 3 أيام مع امتحان المواد الأساسية لكل شعبة، بالاضافة الى الاحتجاجات التي تشهدها الساحة التربوية و التي ماتزال مستمرة الى غاية 2018 حسب توقعات نقابات القطاع التي أجمعت على أن سنة 2018 ستكون “صعبة” على الموظفين و التلاميذ على حد سواء .
جزم الشركاء الاجتماعيون لوزيرة التربية نورية بن غبريط على ان عام 2018 لن يمر بردا وسلاما على قطاع التربية الوطنية بالنظر للعديد من المعطيات و التي يأتي في مقدمتها الظروف المهنية و الاجتماعية الصعبة التي تؤثر على كافة الموظفين و هو الوضع الذي يؤثر على التلاميذ لا محال وسط جملة الاحتجاجات التي من المنتظر ان يدخل فيها الاساتذة و مختلف موظفي القطاع في كل مرة ، بالاضافة الى امتحان شهادة البكالوريا الذي من المنتظر هو الآخر ان يشهد جملة من التغييرات هذا العاخم و التي من شأنها هي الاخرى ان تؤثر على التلاميذ.
الكناباست: ” ستشهد العديد من الانسدادات”
اكد المكلف بالإعلام بالمجلس الوطني المستقل لمستخدمي التدريس لقطاع ثلاثي الأطوار للتربية “كناباست” مسعود بوديبة بأن العمال غير مستبشرين خيرا بسنة 2018 و أن قانون المالية لهذا العام شكل أفقا مظلما فيما يخص ظروفهم المهنية و الاجتماعية ، سيما و انه يحمل توجها خطيرا يمس بالشق الاجتماعي و الحماية الاجتماعية باعتبارها اساس تقليص الفوارق الموجودة فيما يخص سياسة الأجور، مشيرا الى ان توجه الدولة لرفع الدعم و تقليص الحماية الاجتماعية يخدم بالدرجة الأولى مالكي وأرباب المال في الجزائر الأمر الذي يمس بالتوجه الاجتماعي للدولة الاجتماعية ويمس عديد المسائل الاجتماعية التي من شأنها المساس باستقرار الأسرة و العامل الجزائري من خلال المساس بسياسة الاجور.
و اضاف بوديبة بأن سياسة وزارة التربية المنتهجة حاليا سواء في قضية التضييق على حرية ممارسة العمل النقابي من خلال التضييق على النقابيين و طريقة التعامل مع المشاكل المطروحة في الولايات وسياسة الهروب الى الأمام من خلال قرارات الخصم بالجملة من أجور المضربين بكل من ولاية البلدية وبجاية وسكيكدة وتيزي وزو، مشيرا الى أن هذه القرارات تنبئ بان سنة 2018 ستشهد انسدادات وانه ستكون هناك مشاكل ترهن استقرار قطاع التربية الوطنية.
كما جزم بوديبة على أن المشاكل البيداغوجية بالقطاع لن يتم حلها مادامت لا توجد هناك سياسة تكوين متخصصة مبنية عل استراتيجية علمية، مشيرا الى أن هذا الوضع سيبقى مستمر، وهو الأسلوب الذي يهدد المدرسة العمومية في قيمتها العلمية مؤكدا ان الوضع البيداغوجي سيزداد سوءا في سنة .
هذا وتطرق الى شهادة البكالوريا التي من المنتظر ان شهد تغيرا هذا العام مؤكدا بأن الإضرابات المفتوحة في ولايتي البلدية وتيزي وزو ستمس مباشرة التحصيل العلمي للتلاميذ ومسالة تقدم الدروس سلبيا الامر الذي سيمس مصداقية شهادة البكالوريا آليا، كما اعتبر ان الاصلاحات التي من المنتظر ان يشهدها امتحان البكالوريا لم يحن اوانها بعد و لا يمكن القيام بها دون اعادة هيكلة التعليم الثانوي ، مضيفا بأن التركيز على البكالوريا لا يحقق الأهداف المرجوة ولا يحل المشكلة المطروحة في المدرسة الجزائرية.
الإينباف: 2018 سيكون عام نضال بامتياز
من جهته ايضا اكد المكلف بالإعلام بالاتحاد العام لعمال التربية و التكوين عبد الوهاب العمري زقار، ان عام 2018 سيكون عاما صعبا بالنسبة لعمال و موظفي قطاع التربية وذلك بداية من انهيار القدرة الشرائية وتطبيق قانون المالية لسنة 2018المتضمن سياسة التقشف التي اعتمدتها الحكومة لتسيير الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد، مؤكدا أن عام 2018 سيكون عام نضال بامتياز وذلك من أجل المطالبة بالإسراع بإصدار القانون الخاص بقطاع التربية، و الدفاع على القدر الشرائية و مشروع قانون العمل و الحريات النقابية في إطار التكتل النقابي.
كما اعتبرالعمري زقار بان عام 2018 أيضا ستكون بالنسبة للتلاميذ مرهقا لهم وذلك بسبب الإصلاحات الارتجالية التي أقدمت عليها الوزارة دون الأخذ بكل اسباب نجاحها خاصة فيما يتعلق بالتكوين القبلي للمفتشين و الأساتذة و كل الاطراف الفاعلة في جملة الاصلاحات و هو الامر الذي من شأنه ان يرهق التلاميذ و الأساتذة معا
اما فيما يخص هيكلة البكالوريا فأكد أن موقف الاتحاد العام للعمال التربية والتكوين واضح و قد عبر عنه خلال اجتماعه الاخير بوزيرة التربية نرية بن غبريط حيث طالبها بعقد جلسة للجنة المكلفة بهذا الموضوع و ذلك للاطلاع على المشروع النهائي للامتحان البكالوريا قبل ايداعه للحكومة و قد تم الموافقة على ذلك وللتذكير فان الاتحاد لا يمانع في تقليص عدد ايام الامتحان غير انه يبقى متمسكا بمواد الهوية الوطنية و المتمثلة في التاريخ والتربية الاسلامية.
وفاء مرشدي