الإثنين , ديسمبر 23 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / الوطني / تم ترسيمه يوما وطنيا:
22 فيفري.. موعد مع التاريخ

تم ترسيمه يوما وطنيا:
22 فيفري.. موعد مع التاريخ

تمر اليوم السبت 22 فيفري، الذكرى الأولى لانطلاق الحراك الشعبي، وهو التاريخ الذي انتفض فيه الجزائريون عبر التراب الوطني وفي الخارج كرجل واحد ضد استمرار الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة في الحكم لعهدة خامسة، وتحول هذا التاريخ بمرسوم موقع من طرف الرئيس عبد المجيد تبون إلىيوم وطني للأخوة والتلاحم بين الشعب وجيشه من أجل الديمقراطية“.. ولكن بمرور حَول كامل على هذا التاريخ يطرح كثير من المراقبين تساؤلات لتقييم سنة كاملة من التحولات السياسية والاجتماعية.

من أبرز ما حققه الحراك الشعبي المطبوع بسلميته المبهرة، إيقاف قطار العهدة الخامسة للرئيس السابق، وكذلك رفض التمديد لعهدته الرابعة وإزاحة الطبقة السياسية الموالية له، وتحييد طبقة مالية فاسدة كانت مرتبطة بهذه السلطة، وشن حملة لمكافحة الفساد ضد ما أصبح يعرف بـ”العصابة”، أسقطت رؤوسا لم يكن يتوقع أحد أنها ستكون يوما من الأيام وراء قضبان سجن الحراش، واسترجاع الشارع.

 ورغم أن الحراك المتنوع أصلا والمتشكل من عدة تيارات سياسية واجتماعية لم يكن على موقف واحد بخصوص تمثيله أو الأفكار التي يحملها إلا أنه توحد على فكرة رفض بقايا نظام بوتفليقة، والدعوة إلى انتقال ديمقراطي حقيقي.

تحول هذا الحراك الشعبي إلى ظاهرة سياسية واجتماعية أسبوعية لدى الجزائريين، وقد أبهر تحرك الجزائريين والجزائريات سلميا وبروح حضارية شعوبا أخرى، ففي الوقت الذي كانت شوارع باريس تعرف صدامات عنيفة بين متظاهري “السترات الصفراء” وقوات الأمن الفرنسية، كان المحتجون في شوارع الجزائر يوزعون الورود ويأخذون صور “السالفي” ويهتفون وينشدون.. صور تنقلت عبر مواقع التواصل الاجتماعي لتقدم صورة جميلة عن بلد لطالما حاول بعض سيئي النفوس إلصاق العنف به، ولكن التجربة أكدت للجزائريين أن السلمية هي المفتاح لتحقيق مكاسب سبق لهم أن فشلوا في الماضي في تحقيقها، وحسب كريمة ديريش الباحثة في مركز البحوث بباريس فإنه “قد تكون الجزائر حالة فريدة يتم تدريسها وستخبرنا السنة الثانية من الحراك بذلك”.

ومن بين منجزات الحراك الشعبي، علاوة على ترسيمه، تأكيد السلطة بأنه ظاهرة سياسية حقيقية، ففي آخر تصريح للرئيس تبون قال إن “الحراك المبارك حمى البلاد من الانهيار الكلي”، مشيرا إلى أن “الدولة الوطنية كادت أن تسقط نهائيا مثلما حدث في بعض الدول التي تبحث اليوم عن وساطات لحل مشاكلها”، وتطرح السلطة اقتراحات لطمأنة المحتجين، وأضاف الرئيس تبون “نحن بصدد تنفيذها بداية بالدستور وقانون الانتخابات وإعادة تنظيم المؤسسات التي نحاول أن نجعلها جوارية تمكن المواطن من أن يشارك فيها من خلال مشاركته في التفكير والحل والتسيير والرقابة”.

ومع أن الرئيس عبد المجيد تبون، قد وعد بعد انتخابه بفتح حوار مباشر مع الحراك الذي وصفه بـ”المبارك” إلا أنه يبدو أن رفض تمثيل الحراك قد أبطأ هذا المسعى، وتم التركيز على مشاورات مفتوحة مع الأحزاب السياسية والشخصيات الوطنية وجمعيات المجتمع المدني في إطار البحث عن إعادة صياغة دستور توافقي يحمي الجزائر من أزمات سياسية قوية كالتي عرفتها في فيفري 2019.

إسلام كعبش

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super