أكد مسئولون بوزارة الصحة، أن ظهور داء الحصبة الذي بلغت الحالات المصابة به إلى غاية الساعة الأخيرة 4 آلاف حالة، كان متوقعا بعد فشل حملة التلقيح ضد هذا الداء العام الماضي، نافين كل ما يروج حول عدم صلاحية اللقاح، مؤكدين انه معتمد من قبل المنظمة العالمية للصحة ومراقب من قبل معهد باستور، مشيرين انه لا مفر من التلقيح لاحتواء انتشار المرض، ودعوا في سياق آخر الحجاج إلى الإسراع في التطعيم ضد مختلف الأوبئة وفقا لرزنامة وزارة الصحة المخصصة لهذه الفئة خلال الشهر الجاري، واعترفوا من جهة أخرى بنقص الموارد البشرية في المستشفيات و المراكز الصحية عبر الوطن.
وفي هذا السياق، نفى جمال فورار مدير الوقاية في وزارة الصحة، فرضية “عدم صلاحية اللقاحات ضد البوحمرون، وأنها سبب انتشار الوباء”، مؤكدا أن اللقاح الذي اقتنته الجزائر ضد الحصبة آو الحصبة الألمانية، آو مختلف اللقاحات الأخرى ، كلها معتمدة من قبل منظمة الصحة العالمية، و يخضع للمراقبة من قبل معهد باستور، و كل اللقاحات التي وزعت في ولايات الجنوب أو غيرها تخضع لسلسة تبريد تحميها من كل تلوث، مشيرا إلى أن هناك أطرافا سعت إلى نشر إشاعات حول اللقاح، و هي من أفشلت حملة التلقيح التي كانت الوزارة قد أطلقتها شهر مارس من السنة الماضية، موضحا انه و بعد فشل هذه الحملة كان متوقعا ظهور الوباء، إلا أن الوزارة الوصية تمكنت من اتخاذ إجراءات استعجاليه ، وما ساعد على ذلك توفر اللقاحات و بكميات كبيرة، كاشفا في السياق ذاته، أن الرزنامة الوطنية للتلقيح تكلف أكثر من 10 ملايير دينار سنويا بينما كلف اللقاح الخاص بالحصبة 6 ملايين اورو .
وفيما تعلق بعدد الحالات المسجلة رسميا و المصابة بالداء، فقال فورار انها بلغت إلى حد الساعات الأخيرة 4 آلاف حالة مع تسجيل 6 حالات وفاة ، منها 4 بولاية الوادي، حالة وفاة ببسكرة و أخرى بورقلة، و قال أن 75 بالمائة من الحالات المسجلة موجودة في ولاياتي الوادي وورقلة، و الباقي مترفقة بين 22 ولاية أخرى، وجدد التأكيد على انه لا مفر من التلقيح لحماية الأشخاص الموجدين في الأماكن التي ينتشر بها الوباء، و قال أن التكفل الصحي داخل المستشفيات يقتصر فقط على الحالات المعقدة.
على الحجاج التوجه للتطعيم ضد كل الأوبئة سريعا
من جانب آخر، دعا فورار، الحجاج إلى الإسراع في التطعيم من مختلف الأوبئة عبر 120 مركز منتشر في كل ربوع الوطن، وذلك قبل نهاية الشهر الحالي، مؤكدا أن هذه المراكز مفتوحة كل أيام الأسبوع، و قال في هذا الصدد، أنه من الضروري أن يتقدم الحجاج إلى المراكز التي أنشأتها الوزارة من أحجل التلقيح قبل الذهاب إلى البقاع المقدسة، مؤكدا أن المديرية العامة للصحة خصصت برنامجا خاصا بزائري بيت الله من أجل التلقيح ضد بعض الأوبئة على غرار أنفلونزا لتفادي الإصابة بها بسبب تغيير المحيط و كذا التحاب السحايا الذي يعتبر التطعيم ضده إجباريا، مؤكدا أن المديرية ستقدم للحجاج الميامين دفتر صحي يحتوي على التعليمات الضرورية في هذا الشأن.
إعادة النظر في السياسة الصحية و التركيز على الطب الوقائي
على صعيد أخر أكد الحاج محمد المدير العام لمصالح الصحة بوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، أن الوزارة تسعى إلى إعادة النظر في السياسة الصحية للجزائر من خلال الارتكاز على الطب الوقائي والتوزيع العادل في العتاد الأطباء، معترفا أن هناك نقص فيما يخص الأطباء والممرضين في مستشفيات الجزائر، مضيفا أن المنظمة العالمية للصحة التي تعد الجزائر عضو فيها تساعد وتعمل على أن تحقق البلاد اكتفاءها في الأطباء.
وبخصوص عودة الأوبئة الفتاكة للجزائر وانتشارها في السنوات، الأخيرة أوضح نفس المتحدث أن المنظمة العالمية للصحة وضعت طريقة للتأهب ومكافحة الأوبة، من خلال تخصيص ميزانية خاصة للتكفل بها في أي منطقة في العالم، كاشفا أن وزارة الصحة من جانبها سطرت برامج مشترة مع بعض القطاعات في الدولة لمحاربة هذه الأخيرة على غرار وزارة الداخلية ووزارة الفلاحة اللذان يلعبان دورا مهما في هذا المجال.
90 من الحالات التي تتوجه للاستعجالات “ليست اسعجالية”
وبخصوص وضع مستشفيات الجزائر والاستعجالات بشكل خاص تأسف ضيف الإذاعة، و قال أن هذه الأخيرة تستقبل يوميا عدد هائل من المرضى في حين أن 90 بالمائة من الحالات ليست مستعجلة وتتطلب فقط اللجوء إلى مراكز الصحة الجوارية ما يسبب في الاكتظاظ، ، مبرزا أن الهيئة التي ينتمي إليها تعمل على تحسين الاستعجالات من خلال توفير التجهيزات وما يجب أن تحتويه من معايير بما فيها العنصر البشري، ناهيك –يضيف المتحدث- إلى تطوير الجراحة و التوليد وطب الأطفال بداخلها، مؤكدا على ضرورة إعادة تنظيم الصحة الجوارية للقضاء على مشكل الاستعجالات والاكتظاظ، غير انه اعترف بوجود نقص كبير في الموارد البشرية في المستشفيات و المراكز الصحية، من أطباء و ممرضيين، و قال أن المشكل مشكل عالمي و لا يقتصر على الجزائر فقط.
رزيقة.خ