الخميس , أبريل 25 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / المحلي / في ظل تماطل المهندسين والمعماريين في عمليات الترميم:
70 بالمائة من بنايات العاصمة مهددة بالانهيار

في ظل تماطل المهندسين والمعماريين في عمليات الترميم:
70 بالمائة من بنايات العاصمة مهددة بالانهيار

تعرف العاصمة مؤخرا عدة حوادث لانهيار بنايات وأسقف عمارات، علما أن هذه البنايات شيدت في العهد الاستعماري وباتت تشكل خطرا محدقا على حياة قاطنيها.
إذ أصبحت المباني والعمارات ببلديات العاصمة تشكل تهديدا لقاطنيها، خاصة أن أغلبها مشيد منذ العهد الاستعماري ومنها مايزال يصارع لأجل الصمود والبقاء بالرغم من الميزانية المعتبرة التي خصصتها ولاية الجزائر لتهيئة وترميم الواجهة الخارجية لهذه العمارات على غرار عمارات بلدية الجزائر الوسطى، باب الواد، القصبة، حسين داي وغيرها من البلديات، إلا أن الحوادث الأخيرة التي أودت بحياة المارة أو ساكنيها نتيجة سقوط أجزاء العمارات المهترئة والمتصدعة، أضحت كابوسا نغص على قاطنيها حياتهم وجعلها جحيما حيث باتت هذه العمارات تعرف لدى الكثيرين بالقنابل الموقوتة التي من الممكن أن تودي بحياة سكانها في أية لحظة.
هذا وكشف عدة تقارير المراقبة التقنية للبناء وجود آلاف منها عبر عدة مناطق، مما يستوجب ضرورة ترميمها أو هدمها كليا، خاصة أن التقارير تشير إلى أن مجرد سقوط قطرات المطر أو هزة أرضية حتى ولو كانت ضعيفة، فإنها تكون كافية لإحداث الانهيار، لكن رغم ذلك يضطر قاطنوها للعيش فيها لاستحالة إيجاد بديل أو عجز السلطات عن القضاء على الظاهرة بشكل جذري.

عديدة البنايات مهددة بالانهيار
قبل أيام قلائل شهدت العاصمة، تهاطل القليل من قطرات الأمطار عبر كامل الولاية ورأى الجميع ما خلفته من غلق للطرقات وسد للحركة المرورية، إضافة على هذا تسرب المياه إلى بعض المنازل و المحلات التجارية، نتوقف عند هذا الحد، و نعود إلى أحداث الأسابيع القليلة الماضية و التي عرفت سقوط شرفة في أحياء بلدية حسين داي و التي خلفت جروحا لكهل على مستوى الكتف لينقل مباشرة إلى المستشفى ، أمام هذه المخاطر أصبح سكان العاصمة يشاركون الشوارع و الأرصفة بحذر شديد خوف أن تصيبهم سقطة جزء بناية ترديهم قتلى أو تحدق بهم شللا إذ همهم الوحيد أنهم استعملوا الشارع من أجل الوصول إلى أماكن لمباشرة أعمالهم اليومية أو لتسوية أمورهم.
في المقابل لم تفرغ شوارع العاصمة ولا أحياؤها الشعبية من هذا المشكل و السبب مجهول و السلطات المعنية تصلها الرسائل يوميا بخصوص هذا الملف الذي أضحى يبدى مخاوف الكثيرين.

حسين داي .. ومسلسل الحوادث
تعود الأحداث والشهادات إلى شهر جويلية الماضي أين شهدت البلدية وقع سقوط شرفة على شخص أربعيني كان مارا بمحاذاة شارع طرابلس في بلدية حسين داي، وأردته قتيلا، عادت الحادثة مجددا بعد غرق البلدية في مياه الأمطار التي سقطت مؤخرا و بالتحديد في الأسابيع الماضية أين تكررت الحادثة نفسها، أين كان شخص كهل على مستوى الشرفة لتسقط هذه الأخيرة في بضع لحظات مخلفة إصابة بليغة و أدخلته حياته في مرحلة خطيرة، و على وقع هذه الأحداث فقد خرج العديد من المواطنين و ساكني أحياء البلدية محتجين على هذه الأوضاع المزرية التي تعيشها البلدية، و على حسب ما نشرته مصادر إعلامية فإن رئيس بلدية حسين داي قد طالب مصالح الولاية بالخروج من أجل وضع معاينة ميدانية للحادثة و انتظار ما ستسفره عنه مصالح ولاية الجزائر بعد اطلاعها على تقرير المعاينة، و وضح أيضا أن السقوط يأتي كون البنايات هي من وقت الاستعمار و كذا الوتيرة البطيئة التي يعمل بها المقاولون المعنيون بترميم مثل هذه العمارات في حين وضح أن ترميم البنايات يأتي على حسب هشاشة البناية و خطورة سقوطها.

سكان بلوزادد مهددون
تنتظر عدة عائلات قاطنة في مختلف العمارات ببلوزداد ، والتي تشهد انهيارات جزئية مست سكناتهم القديمة، خاصة الشرفات التي تعرف حالة جد متقدمة من الاهتراء والتدهور، حصولها على سكنات لائقة واستفادتها من عملية الترحيل في مراحلها القادمة ، حيت ابدى السكان تخوفهم من الموت الذي يواجهها، بعد أن ازدادت الانهيارات الجزئية التي تعرضت لها سكناتهم في الفترة الأخيرة، سيما الشرفات التي تشهد حالة جد متقدمة من التدهور انه برغم المراسلات والنداءات المتكررة التي أودعتها العائلات لإدراجهم في عمليات الترحيل المقبلة إلا أن المشكل مازال قائما لحد الساعة .

سكان باب الوادي يناشدون زوخ التدخل
تعيش عائلات بلدية باب الوادي، على وقع الأعصاب خاصة بعد موجة السقوط المفاجئ للأبنية و الجدران و تأزم الوضع بعد الاضطراب الجوي و الذي تسبب في تسرب الأمطار إلى البنايات المهددة بالسقوط و زاد في التشققات و التصدعات مما عقد وضعية ساكنيها، خوفا منهم على سقوط العمارات في أي وقت، و تعتبر بعض العمارات في البلدية ضمن النقاط الحمراء و التي صنفها المختصون من البنايات المهددة بالسقوط، في هذا الوضع فقد ناشدت العائلات التي تقطن الحي، والي الولاية من أجل التدخل الفوري و حل الأمر استعجاليا نظرا لهشاشة المساكن و عدم صمودها أمام الكوارث الطبيعية و اضطرارهم للبقاء فيها على الرغم من وضعيتها، و يؤكد البعض أن رغم نداءات الاستغاثة التي وجهها المواطنون إلى والي الولاية فإن السلطات لم تحرك ساكنا أمام هذا الوضع، ويبقى الساكنون بالبلدية ينتظرون التفاتة من مصالح الولاية و على رأسهم، عبد القادر زوخ.

ترميم العمارات يتواصل.. والحوادث تستمر
وفي هذا السياق تسعى ولاية الجزائر لتدارك الأمر وحسب ما كشفت عنه والي ولاية الجزائر عبد القادر عبد القادر زوخ في تصريحاته الاخيرة أن مصالحهم قد وجهت تعليمات للمقاولين وورشات تهيئة العمارات والتي تتعلق باتخاذ كافة الإجراءات الأمنية اللازمة للحفاظ على نظافة محيط الورشات إلى جانب تنظيم لقاءات دورية بين المقاولين، يضيف ذات المسؤول أنه قد تم تنصيب أكثر من 500 مقاول ومكتب دراسات مكلفين بعملية إعادة تهيئة العمارات، حيث خلق مشروع تهيئة وعصرنة العاصمة أكثر من 22 ألف منصب شغل.
وبحسب تقرير سابق لولاية الجزائر حول مشاريع تهيئة العمارات فإن عدد العمارات والمساكن التي برمجت عملية ترميمها بولاية الجزائر خلال 2018 قد بلغ 1597 عمارة قديمة، أي ما يعادل 22034 وحدة سكنية، بهدف تنفيذ محتوى المخطط الاستراتيجي لإعادة تهيئة عصرنة ولاية الجزائر الذي تقف على إنجازه مصالح ولاية الجزائر بغية استكمال كافة البرنامج وبضمان توفير ميزانية معتبرة لأجل المشروع الذي أطلقته مصالح زوخ سنة 2014، حيث خصصت هذه الأخيرة من ميزانية سنة 2018، غلافا ماليا قدره 2.5 مليار دينار لمواصلة برنامج إعادة الاعتبار وعصرنة العاصمة أزمة لتأمين الورشات، فيما وعد بأن تكون هناك لقاءات دورية مع المعنيين.

عبد الحميد بوداود: “المراقبة وتحمل المسؤولية في الترميم هو الحل”
تعددت الاسباب التي أدت إلى انهيار البنايات و جزء من جدران بعض العمارات، فمنهم من يرجعها إلى تسرب مياه الأمطار بمرور الوقت فتصبح البناية مشبعة بالمياه ما يجعلها هشة وعرضة للإنهيار في أي وقت، و البعض الآخر يعود إلى أساس البناء و التشييد منذ البداية إذ أن اختيار مكان العقار و التربة التي يبنى عليها المشروع تحتاج إلى دراسة معمقة، و فيما تطرق سكان حسين داي إلى سبب سقوط الشرف هو الإهتزازات التي تشهدها شوارع البلدية إثر مرور الترامواي بالبلدية، في حين صرح عبد الحميد بوداود، رئيس المجمع الجزائري لخبراء المهندسين و المعماريين في حوار خص به جريدة “الجزائر” أن السبب الرئيسي لتساقط الأبنية هو قدم العمارات كونها مشيدة منذ وقت الاستعمار و هذه الأخيرة هي ما تحتويه العاصمة ،كما لا يمكن نفي أن المياه هي هاجس البناء، فيما يبقى أي اهتزاز طفيف ليس من حركة الترامواي وإنما من حركة هدم لجدران أو ما شابه سببا في سقوط واجهة، أو شرفة..،
وأضاف العاصمة بأكملها و بنسبة 70 بالمائة تعاني من المشكل بالنظر إلى بلديات سطاولي، الجزائر الوسطى، بلوزداد، حسين داي، المدنية.. معربا في ذات السياق أن الترميم يكون حلا متى تم ذلك من طرف خبير متمكن و ذو أهلية، في المقابل على هذا الأخير أن ينجز “دفترا صحيا” خاصا بالعمارة محل الترميم تدون عليه كل المعلومات المتعلقة بها و كذا بعملية الترميم، و من جهة أخرى أضاف بوداود، أن الصحيح في الأمر هو فرض الرقابة و تحميل المسؤولية من بداية العمل بما سماه “دفتر الورشة” و الذي يدون فيه الخبير مكان ورشة البناء، الرخصة، تحليلا للتربة التي سينجز عليها المشروع .. و كذا مراعاة متابعة المشروع خطوة بخطوة بإلزام فرض رقابة مستمرة و تحميل المسؤولية لكل من تجاوز المقاييس و المعايير في البناء، كما نوه ذات المصدر على أن الر قي بالمدينة يأتي بتكاتف جهود الجميع خاصة من وزارة السكن،الموارد المائية، المالية، وزارة الصحة، الإعلام و الاتصال كون أن المدينة تحتاج إلى كل هذه الخدمات.

فلة س / ياسين س

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super