جريدة الجزائر اليومية الجزائرية
مقالات مشابهة
يواصل حزب جبهة التحرير الوطني ترتيب البيت الداخلي وتقويته ومعه تعزيز الدبلوماسية الحزبية مضيفا لذلك تعزيز السياسة الاتصالية بالإعتماد على مختلف وسائل التواصل، ومديرا بذلك ظهره لكافة الإنتقادات والأصوات المعارضة له، حيث رفع في الآونة الأخيرة من سلسلة لقاءاته مع مختلف المنظمات والسفراء.
بالمقارنة مع الأحزاب السياسية التي غرقت في “سباتها” السياسي يعيش حزب جبهة التحرير الوطني نوعا من النشاط والحركية رغم تأجيله لكافة المسائل التنظيمية المتعلقة بالحزب وعلى رأسها تشكيلة المكتب السياسي وهو الأمر الذي أبانت عليه سلسلة اللقاءات التي عقدها الأمين العام للحزب، بعجي أبو الفضل، والتي ارتفعت وتيرتها في الآونة الأخيرة ما يؤكد سعي القيادة الحالية للعودة إلى الواجهة السياسية وضمان مكانة في الخارطة السياسية الجديدة على الرغم من الإنتقادات وتعالي الأصوات المطالبة بإقصاء الحزب من الحياة السياسية، ففي ظرف أسبوع استقبل الأمين العام، بعجي أبو الفضل، وفدا من المنظمة الجزائرية للتنمية الاجتماعية والتضامن الوطني، وهو ما اعتبره الحزب بأنه يندرج ضمن رؤية الحزب في الانفتاح على المجتمع المدني والحركة الجمعوية، وبعدها لقاء مع سفير الجمهورية الصحراوية في الجزائر عبدالقادر الطالب عمر بحيث أكد الحزب في هذا اللقاء بأنه “سيعمل على إحياء شبكة علاقاته الخارجية وسيعود للعب دوره المؤثر إقليميا ودوليا”.
تعزيز السياسة الإتصالية بالإعتماد على وسائل التواصل الإجتماعي
وربما أن تعزيز الدبلوماسية الحزبية وتقوية الجبهة الداخلية ليست وحدهما من يحضيان بالأولوية في أجندة القيادة الحالية بل تم إضافة تفعيل مسألة تفعيل الشبكة الإعلامية وحسن استغلال التكنولوجيات الحديثة للإعلام والاتصال بهدف التسويق الجيد للحزب ومشاريعه بحيث أعطيت مؤخرا تعليمات صارمة لكافة مسؤولي التواصل الاجتماعي على مستوى المحافظات للعمل على تفعيل دور وسائط التواصل الإجتماعي في الترويج والتسويق ومواكبة مشاريع الحزب وتحقيق التكامل والتفاعل بينه وبين وسائل الإعلام عموما ووسائل إعلامه، بحيث أشار الحزب إلى أنه ينبغي أن يكون مقنعا في تلبية ما ينتظره المواطن وما يتطلع إليه الشباب بعيدا عن الأفكار الجامدة والخطابات المغلقة والممارسات التقليدية.
واعتبر “الأفلان” أن منصات التواصل الاجتماعي خاصة منها: اليوتيوب، تويتر، الفايسبوك أضحت اليوم ذات أهمية كبيرة في عملية استقطاب مختلف الشرائح العمرية فالهدف منها هو إضفاء الفعالية على الأداء الإعلامي والسياسي للحزب، وفق رؤية شاملة وتكاملية بحيث يكون متعدد الاتجاهات، أفقيا وعموديا، في اتجاه الرأي العام والقاعدة النضالية، بالاعتماد على مختلف وسائل الإعلام والاتصال الحديثة.
تجاهل المساعي الموازية
في سياق آخر، ردت القيادة الحالية لحزب جبهة التحرير الوطني على المساعي التي تقودها بعض التصحيحيات ممثلة في حركة تجمع مناضلي الأفلان والتي أعلنت الأسبوع الماضي عن مسعى موازي للم شتات مناضلي الحزب بتبني سياسة التجاهل وعدم إعطاء أي أهمية للأمر ولم يصدر من قيادة الحزب ردة فعل على ذلك واستمرت في عملية استكمال ترتيب البيت الداخلي وتجسيد اليد الممدودة ومعها لم الشتات والمدرجة ضمن الأولويات في أجندة الحزب واكتفى القيادي في الحزب محمد عماري تعليقا على هذه المساعي بالقول: “لا علم لنا بذلك”.
هذا وأطلقت حركة “تجمع مناضلي الأفالان” المعارضة للقيادة الحالية الأسبوع الفارط، مسعى موازي للم شتات الحزب وذلك عبر بيان لها ذكرت فيه: “نحن من أجل جمع شمل كل مناضلي الحزب بدون استثناء من هم في الداخل والخارج هذا هو دور الحركة تجمع مناضلي الأفلان أبوبها مفتوحة للحوار لمن أراد اللمة التاريخية وليست لنا أطماع لا في المناصب ولا المكاسب ما يهمنا وحدة الصفوف في إطار الجزائر الجديدة”.
واستمرت القيادة الحالية بتبني اللغة ذاتها بالنسبة للمعارضين الذي لا يزالون ينتقدون سياسة تسيير الحزب الحالية واستمرار الحديث على اللاشرعية وإدراج سياسة لم الشمل في خانة المسألة الموجهة للإستهلاك الإعلامي فقط.
زينب بن عزوز