ثمنت نائب مدير إعادة التشجير والمشاتل بالمديرية العامة للغابات، راشدي صبرينة، قرار رئيس الجمهورية الذي أمر بفتح تحقيق في الأسباب المؤدية للحرائق المسجلة الأسبوع الفارط والتي تسببت في إتلاف 3049 هكتارا في ظرف ثلاثة أيام.
أكدت راشدي صبرينة أن “ولايات الجزائر تعيش على وقع خسائر كبيرة في الغطاء الغابي رغم الحملة الاستباقية التي سطرتها المديرية العامة للغابات والسلطات العليا في البلاد”، وأفادت راشدي صبرينة أمس، عبر “حصة ضيف الصباح” للتلفزيون الجزائري، أنه “تم تسجيل 1216 بؤرة حريق نصفها خلال الأسبوع الفارط وهو ما يؤكد أنها حرائق غير طبيعية ومفتعلة”.
وتحدثت المسؤولة عن برنامج حماية الغابات الذي انطلق من الفاتح جويلية الى غاية27 جويلية وسجل خلالها 15بؤرة حريق يوميا على المستوى الوطني، ليتضاعف العدد الى 47 بؤرة حريق من بداية شهر جويلية الى 25 جويلية وتسببت في إتلاف 3928 هكتارا، وكشفت ذات المسؤولة أنه مع ارتفاع درجة الحرارة من 27 جويلية الى غاية يومي العيد الموافق لـ 31 جويلية تم اتلاف 3049 بمعدل 207 حريق أي ما يعادل ما تم حرقه في ظرف شهر تقريبا، مضيفة أن هذا يؤكد أنها حركة غريبة وغير طبيعية ومفتعلة حتى ولو تم تسجيل ارتفاع درجة الحرارة.
وتحدثت نائب مدير إعادة التشجير بالمديرية العامة للغابات، عن عمليات الصيانة وتنظيف الغابات التي تعد حسبها عملية متواصلة على مدار السنة، لكن حسبها لم تجدي نفعا مع تسجيل سلوكات معادية لطبيعة من طرف المواطنين والتي صعبت حسبها على عمل أعوان الغابات والحماية المدنية.
وأشارت المسؤولة إلى أن “أسباب اندلاع الحرائق إما مفتعلة او ارتفاع درجة الحرارة”، مضيفة أن “المديرية العامة للغابات تثمن قرار رئيس الجمهورية فتح تحقيق لمعرفة الأسباب، وهو ما يعد حسب المسؤولة تحفيزا لدفع أعوان الغابات لمواصلة عملهم وأداء واجبهم لحماية الثروة الغابية خاصة وأنه تم تسجيل في يومي العيد فقط 140 حريق وهو ما حتم على الاعوان قضاء يومي العيد في العمل على إخماد الحرائق، وتحدثت المسؤولة عن تعرض العديد من الاعوان لعمليات الضرب أثناء أداء مهامهم”.
وتحدثت نائب المدير عن أهمية لجنة اليقظة والمتابعة التي تم تنصيبها لمتابعة الحرائق يوميا في الولايات.
وعن عدد الأشخاص المتابعين في قضايا إتلاف الغابات، أكدت المتحدثة ذاتها، أنه يوجد أشخاص مرضى هدفهم اشعال النار فقط وإتلاف الغابات وهو ما تم التصدي له في عديد ولايات الوطن منها ولاية باتنة أين تم توقيف اكثر من خمسة أشخاص وتم اعتقالهم من طرف اعوان الدرك الوطني، وأشارت المسؤولة الى انه حان الوقت لتطبيق قوانين ردعية ضد المعادين للطبيعة وضرورة اللجوء الى غلق الغابات في ظل عدم وجود وعي انساني لحماية الثروة الغابية وضرورة تفعيل القانون 84/ 12 الذي صدر سنة 1984 والذي يفرض قيود صارمة على المواطنين ممن يقصدون الغابات.
وعن المعدات التي يستعملها أعوان الغابات لاخماد الحرائق اكدت المسؤولة انها لا تفي بالغرض رغم انه تم اقتناء معدات جديدة واكدت وجود 20 رتل بمعدل رتل واحد لكل ولايتين في انتظار اقتناء معدات جديدة العام القادم من أجل الوصول لتسجيل رتل لكل ولاية.
وعن فيروس كورونا أكدت أنه تسبب في تقليص عدد الأعوان بعد إصابة عدد كبير منهم خاصة وأن المديرية العامة للغابات يوجد بها 7 عون فقط و4 آلاف متعاونين في فصل الصيف.
وحول حجم الحرائق المسجل في الثلاثة أشهر الأخيرة، أكدت أن النيران التهمت ما يزيد عن 8 آلاف هكتار وهو ما أكدته المديرية العامة للغابات والتي كسفت عن تسجيل 1.216 بؤرة حريق بين الفاتح جوان والفاتح أوت أتت على مساحة إجمالية قدرها 8.778 هكتار. وأوضحت انه تم اتلاف 2.846 هكتار من الغابات و3.245 هكتار من الأدغال و 2.687 هكتار من الأحراش، مشيرا إلى تسجيل ما معدله 20 بؤرة يوميا أتلفت 7.2 هكتار من الأراضي خلال هذه الفترة، وتعد ولاية تيزي وزو هي أكثر الولايات تضررا بالحرائق الغابات بتسجيل 1767.5 هكتار و 153 بؤرة، تليها بجاية 1516.5 هكتار و68 بؤرة منها 479 هكتار من الغابات، ثم تيارت 852.85 هكتار وما مجموعه 32 بؤرة منها 258.3 هكتار من الغابات، و أخيرا ولاية سطيف بـ 716.5 هكتار و 23 بؤرة منها.
رزاقي جميلة