عرفت الساحة السياسية في الآونة الأخيرة نوعا من الحركية والديناميكية بعد إطلاق مبادرة القوى الوطنية للإصلاح التي ساهمت بعض الشيء في كسر الركود الذي طبع المشهد السياسي في الآونة الأخيرة، فيما أعلنت بعض التشكيلات عن استئناف نشاطاتها السياسية سواء تعلق الأمر باستكمال ترتيب البيت الداخلي أو تنظيم ندوات وجامعات صيفية.
يركز “الأفلان” جهوده منذ تزكية أبو الفضل بعجي على رأس الأمانة العامة للحزب نهاية شهر ماي الفارط، على العودة إلى الواجهة والتموقع مرّة أخرى على الساحة السياسية بالإعتماد على تعزيز البعثة الدبلوماسية للحزب ببرمجة سلسة من اللقاءات والإستقبالات لسفراء بعض الدول وبعدها محاولات لترتيب البيت من الداخل بتبني سياسة رص الصف الداخلي عن طريق تنظيم لقاء مع أحد التصحيحيات وجعل هذه الأخيرة ضمن سلم الأولويات وبعدها لقاءات مع تنظيمات طلابية وجمعيات المجتمع المدني، عاد الحزب اليوم ليدرج الأمور التنظيمية الداخلية في جدول أعماله وذلك بعقد دورة اللجنة المركزية هي الثانية يوم 29 أوت المقبل، ستخصص لعرض تقرير الأمين العام والكشف عن مقترحات الحزب الخاصة بالدستور ومعها تزكية تشكيلة المكتب السياسي.
وجاء في بيان الحزب المذكور: “طبقا للمواد 38 و 39 و 40 من القانون الأساسي والمادة 68 من النظام الداخلي يعقد الحزب اجتماع الدورة العادية للجنة المركزية بالمركز الدولي للمؤتمرات، عبد اللطيف رحال، ويضمن جدول الأعمال عرض تقرير الأمين العام وعرض مساهمة الحزب في مشروع تعديل الدستور والمصادقة على تشكيلة اللجان الدائمة وتشكيلة المكتب السياسي”.
وفي المقابل تحضر حركة مجتمع السلم، لعقد جامعاتها الصيفية بداية من 26 أوت إلى غاية 29 من الشهر ذاته واختارت لها شعار “الجزائر والعالم التحديات والرهانات المستقبلية” ليكون الحزب الوحيد الذي سيعقد جامعته الصيفية بالمقارنة مع الأحزاب الأخرى وتكون هذه الأخيرة بمثابة خروج الحركة من الركود الذي ركنت له منذ أسابيع واكتفت فيها بلغة البيانات.
وسبق لرئيس اللجنة التحضيرية للجامعة الصيفية، أحمد صادوق، أن كشف في تصريح سابق لـ”الجزائر” أن “الجامعة الصيفية ستعرف مشاركة لسياسيين وممثلي المجتمع المدني والشخصيات الوطنية والنشطاء أما عن باقي البرنامج فسيكون التأطير عن بعد بحضور 1500 مشارك من مختلف الهياكل والإطارات والمؤسسات والشباب والنساء والمنتخبين التنفيذيين وأساتذة وعلماء ومفكرين من داخل وخارج الوطن ستتناول بالدراسة والنقاش الملفات الوطنية ذات الأولوية خصوصا في الشق السياسي والاقتصادي والاجتماعي وملف الذاكرة ومن أهم أهداف هذه الجامعة تكوين الإطارات على معالجة مختلف القضايا وامتلاك المهارات الأساسية للتعاطي مع مرحلة ما بعد كورونا مستفيدين من التجارب الميدانية وخبرات مدربين عالميين مشهود لهم بالكفاءة والاقتدار”.
وتم تحديد 4 أهداف لهذه الجامعة الصيفية ممثلة في تأهيل الهياكل والمؤسسات ومكاتب الجالية بما يستجيب لمرحلة ما بعد كورونا وتعميق الفهم وتعزيز الوعي بالتحولات الوطنية والدولية لكل المشاركين مع رفع مستوى الجاهزية وتعميق قيم العمل الجماعي التشاركي واستكمال مسار التدريب الهياكل والمؤسسات والحالية بما تتطلبه المرحلة من مهارات أساسية.
ومن جهته، تعقد جبهة القوى الإشتراكية نهاية الشهر الجاري، دورة للمجلس الوطني بحيث سيقوم فيها الأمين الوطني الأول، يوسف أوشيش، بتقديم تشكيلة أمانته العامة مع مناقشة العديد من المسائل التنظيمية التي لا تزال عالقة ومعها الرؤية الجديدة للحزب وخارطة طريق تسيير المرحلة المقبلة وهي الدورة التي تأتي في خضم حديث عن عودة الحزب إلى “نقطة الصفر” في ظل الصراعات التي لا تزال حول استعادة المقر المركزي.
زينب بن عزوز
الرئيسية / الوطني / جامعات صيفية واستكمال ترتيب البيت الداخلي لبعضها :
عودة الحيوية إلى الساحة السياسية
عودة الحيوية إلى الساحة السياسية