ارتفعت حوادث المرور الفترة الأخيرة مع عودة فتح الشواطئ وأماكن الراحة والاستجمام حيث سجلت الأيام الأخيرة عدة حوادث تزامنا والإنزال الذي تشهده الولايات الساحلية من قبل المصطافين بحيث عاد إرهاب الطرق ليحصد عشرات الضحايا عبر الوطن تزامنا مع رفع القيود عن الحجر الصحي والقيد على تنقل المركبات بين الولايات.
وفاة 4 أشخاص وإصابة 102 آخرين خلال نهاية الأسبوع
لقي أربعة اشخاص حتفهم وأصيب 102 آخرون بجروح متفاوتة في 80 حادثا مروريا جسمانيا تم تسجيله خلال نهاية الأسبوع المنصرم (28 و 29 أوت 2020 ) على مستوى المناطق الحضرية، حسب حصيلة أوردتها أمس، مصالح الأمن الوطني.
وتشير المعطيات التي قامت بها المصالح المختصة للأمن الوطني أن سبب وقوع هذه الحوادث يعود بالدرجة الأولى إلى العنصر البشري إضافة إلى عوامل الأخرى.
وتوالت حوادث السير المأساوية طيلة الأسبوع الجاري، مخلّفة العديد من الضحايا والموتى والمصابين بشكل أعاد الصور المأساوية التي عاشها الجزائريون بسبب إرهاب الطرقات قبل الجائحة.
وفي هذا السياق، سجلت المديرية العامة للحماية المدنية بين 16 إلى 17 أوت 123 تدخل لوحداتها من أجل عدة حوادث مرور عبر عدة ولايات، خلّفت وفاة 06 أشخاص وإصابة 152 آخرين بجروح مختلفة ومتفاوتة الخطورة، حيث تم إسعافهم في المكان ثم تحويلهم إلى المستشفيات المحلية.
كما قامت وحدات الحماية المدنية في الفترة ما بين 15 إلى 16 أوت، بـ133 تدخل من أجل عدة حوادث مرور عبر عدة ولايات ووفاة 05 أشخاص وإصابة 195 آخرين بجروح مختلفة ومتفاوتة الخطورة، ليتم إسعافهم في مكان الحوادث، ثم تحويلهم إلى المستشفيات لتلقي العلاج. وقبلها سجلت ذات المصالح من 14 إلى 15 أوت 261 تدخل من أجل حوادث مرور مختلفة بعدة ولايات خلّفت وفاة 10 أشخاص وإصابة 338 آخرين بجروح مختلفة ومتفاوتة الخطورة.
وسجلت المديرية الولائية للحماية المدنية بتيبازة في 18 من أوت الجاري، وقوع حادث مرور على مستوى الطريق السريع تيبازة في اتجاه شرشال، أودى بحياة 3 أشخاص وإصابة شخص رابع بجروح بليغة. وأشارت خلية الإعلام والاتصال بالمديرية الولائية للحماية المدنية، أن الوحدة الرئيسية ووحدة القطاع بتيبازة، تدخلتا في حدود الساعة (14:05) من أجل حادث مرور مميت بالمكان المسمى الطريق السريع تيبازة اتجاه شرشال، وتمثّل الحادث في انحراف وانقلاب سيارة عن الطريق خلّف 3 قتلى وجريح في حالة حرجة تتراوح أعمارهم ما بين 23 و25 سنة. كما لقي 9 أشخاص حتفهم وأصيب 469 آخرون بجروح متفاوتة الخطورة إثر وقوع حوادث مرور عبر عدة ولايات من الوطن خلال تلات أيام الفارطة. كما أفاد بيان للمديرية العامة للحماية المدنية أن “أثقل حصيلة سجلت بولاية معسكر بوفاة 02 شخصين وإصابة 03 آخرين مع تسجيل 04 تدخلات في حوادث المرور”.
من جهة أخرى، تم خلال ذات الفترة الممتدة ما بين 27 الى 29 أوت 2020 وإلى 29 على الساعة الثامنة صباحا (أي خلال 48 ساعة الأخيرة) “تسجيل 13 حالات وفاة غرقا منها 08 وفيات في البحر في كل من ولايات مستغانم (05 وفيات) في شواطئ ممنوعة للسباحة (شاطئ المطرية، الميناء الصغير والبحارة) تتراوح أعمارهم بين (05 و28 سنة)، و(01 وفاة) بكل من ولايات الجزائر، الشلف وعنابة.”
كما تم تسجيل 05 وفيات في المسطحات المائية في كل من ولايات عين الدفلى (وفاة شخص غرقا يبلغ من العمر 26 سنة ببركة مائية ببلدية عين الدفلى)، وقالمة (وفاة شخصين غرقا يبلغان من العمر 23 و26 سنة في واد ببلدية حمام النبائل)، وغليزان (وفاة طفل غرقا يبلغ من العمر 08 سنوات في بركة مائية ببلدية غليزان) وباتنة.
النقيب برناوي:
“بعد الرفع الجزئي للحجر الصحي سجلنا أكبر عدد من الحوادث منذ بداية الأزمة الصحية”
في هذا السياق أوضح النقيب نسيم برناوي، المكلف بالإعلام على مستوى الحماية المدنية، أنه بعد الرفع الجزئي للحجر الصحي وعودة بعض المركبات للطرق شهدت الفترة الأخيرة تسجيل أكبر عدد من الوفيات والحوداث المميتة منذ بداية أزمة كورونا وإجراءات الحجر الصحي .
ودعا برناوي خلال استضافته على قناة “البلاد” المواطنين إلى التحلي بالأخلاق المرورية خاصة وأننا مقبلون على الدخول الاجتماعي وعودة النقل بين الولايات والخطوط الطويلة، مؤكد أن العامل البشري يبقى هو العامل الرئيسي في عدد حوادث المرور بعيدا عن المركبات والطرقات، وهو ما تترجمه الأرقام الحالية لحوادث المرور.
وعلى صعيد المتصل، أكد المتحدث أن السنوات الأخيرة شهدت انخفاضا نسبيا في حودات المرور لكن يبقى مرتفعا لذلك يجب تكثيف الحملات الوقائية وتغير في نمط العمليات التحسيسية وذلك بإقامة دارسة ما يحدث في الطرق من تفعيل رخصة السياقة بالنقاط إلى جانب تطبيق سياسية الردع وفرض غرامات وعقوبات صارمة.
هذا وقد كانت شلت جائحة وباء كورونا حركة السير في مختلف ولايات الوطن، خاصة بعدما فرضت الحكومة في وقت سابق، قيودا صارمة على التنقل العشوائي والأنشطة غير الضرورية لكبح انتشار الوباء، وهذا ما أدى إلى انخفاض محسوس في حوادث المرور بالجزائر خلال الخمسة أشهر الأولى من السنة الجارية.
ولمست المديرية العامة للحماية المدنية، من خلال بياناتها اليومية وكذا الأسبوعية، تراجعا كبيرا لحوادث المرور وعدد الوفيات والإصابات مع بداية فرض الحجر الصحي، حيث أحصت ذات المصالح في الفترة بين 15 مارس إلى غاية 21 من الشهر ذاته 35 وفاة، ليتراجع العدد خلال الفترة الممتدة من 22 مارس إلى غاية 28 من الشهر ذاته إلى 29 حالة وفاة.
وأكدت أن نسبة التراجع في حوادث المرور قدّرت بـ30 في المائة، أي بمعدل 3 إلى 4 وفيات في اليوم الواحد كنتيجة لقلة حركة المرور على مستوى كل الطرقات، خاصة في الولايات الـ 9 المعنية بالحظر الكلي حينها ، إلى جانب الحس الوقائي لدى المواطن بسبب ما ولّده فيروس كورونا، وكذا قلة التحركات جراء العطل الممنوحة لعدة فئات، على غرار النساء وأصحاب الأمراض المزمنة بنسبة 50 في المائة، باعتبار العامل البشري هو السبب الرئيسي في حوادث المرور.
هذا وجددت المديرية العامة للأمن الوطني دعوتها إلى مستعملي الطريق العام من أجل “توخي الحيطة والحذر أثناء السياقة مع ضرورة احترام قانون المرور وعدم تجاوز السرعة المحددة دون التغاضي عن المراقبة الدورية للمركبة حفاظا على الأرواح وسلامة مستعملي الطريق”.
ف.س