الأحد , نوفمبر 24 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / الثقافة / مساهمة الفنان التشكيلي مصطفى بوسنة: الفنانة الجزائرية عائشة حداد

مساهمة الفنان التشكيلي مصطفى بوسنة: الفنانة الجزائرية عائشة حداد

للمرأة في الفن الجزائري حضور عميق يعكس برمزيته معنى الحياة والطبيعة، الأرض والخصوبة، الجمال والمحبة، فهي تمتاز بصفات متنوعة تمتزج مع الفكرة الفنية التي تحدد الجانب الجمالي المطروح فيها.

كما أن دور المرأة الجزائرية في الفن لم يتوقف عند حضورها كفكرة ورمز وصورة، بل انفلت من تلك الأطر العامة ليصبح لها حضورا ذاتيا مشرقا في الفن والإبداع يلازمها الخيال والإبداع والشاعرية والألوان كصورة عميقة ثرية ومتنوعة لا تخلو من التميز فهي رمز الحياة، والأمومة،  وانعكاس الحلم والرغبة في الأفضل هو الأمل والتجدد و هو المنفذ نحو النور و قضايا المجتمع لأنها الجسد والروح كما أنها الحضور والذاكرة،..هذا التناول جعلها تنهض بنفسها وتقرر أن تصنع دورها كمبدعة خلاقة تعالج صورتها وخيالها وانفعالاتها التي تعبر عن ذاتها فقد ابتكرت لها منافذ حاكت وجودها وكيانها داخل المجتمع فهي صاحبة فكر وجمال استطاعت أن تكوّن لها رؤية في الفنون وتؤسس لمدرسة تعنيها وتعني قضاياها وطموحاتها دون أن تتخلص من بيئتها وتراثها وهويتها وقد مثلت بلادها أحسن تمثيل..من بين هذه الفنانات عائشة حداد التي تجعلنا نبحر في عوالمها، تسافر بنا في مناطق من الجزائر.. تلك الأرض الجميلة بتنوعها، نتلمس من خلال لوحاتها حقول القمح بمجانة في ولاية برج بو عريريج، الحر الشديد، الشمس الحارقة، الجمال و غزلان الريم بالصحراء الكبرى. منارات المساجد البيضاء التي ترتفع في السماء، منطلقة من الأرض، تستملك جماليا منطقة البيبان و عبق ياسمين العاصمة، شيء من ذكريات الحيرة و الخوف الذي كان يخيم على حياة الناس إبان الثورة التحريرية، أقدارهم، في بيئتهم الإستعمارية، وكأنهم مكلفين من الغيب أن يدخلوا هذه المعمعة، يغطسوا في قسوة الحياة،. الركض الدائم وراء لقمة العيش التي أسقطهم فيها الإستعمار، دون أن يقف الكثير منهم مع نفسه ويسأل: ـ ماذا فعلت؟ من رجمت حتى أعاني هذا العذاب والألم؟ حاولت الفنانة نقل البنية النفسية للناس و احلامهم البسيطة في بيئة و عالم اجمل..

الفنانة الجزائرية عائشة حداد من مواليد 1937 بولاية برج بو عريريج شرق الجزائر ..توفيت في 24 فيفري 2005 بمدينة الجزائر العاصمة.. لقبت الفنانة بـ “المجاهدة”. مسارها الفني هو جزء من تقاليد المنمنمات الجزائرية و تيارات الرسم الغربي (التكعيبية والرمزية والواقعية الجديدة) التي اكتشفتها بمتاحف أوروبا.

تأثرت حياتها وأعمالها الفنية بمراحل طفولتها الأولى في منطقة مجانة ببرج بو عريريج و بتاريخ عائلتها وتاريخ عشيرة الحشم و هم من خيرة فرسان المنطقة و لهم تاريخ عريق في المقاومة و التحرر ..كذا الطبيعة هناك و التي هي أقرب لمنظر جنة فوق الأرض بمراعيها الممتدة على طول البصر و مياهها العذبة…

تقول الفنانة عن هذه الفترة من طفولتها… كانت يومياتي الطفولية متفرغة للدراسة، أما أمسياتي فكانت جدتي خضرا تجعل مخيلتي تسافر بعيدا، حيث كانت تروي لي مآثر أسلاف عائلتي” الحشم ” أولئك .الفرسان البواسل القادمين من منطقة معسكر و الذين أصبحت مجانة مستقرا لهم،  ذكريات طفولتها الأولى ارتبطت بألوان الطبيعة،  اللون القرمزي المتدرج للورود بمنطقة العناصر، اللون الأحمر لأزهار الخشخاش بمجانة،  ثم اللون الأصفر الذهبي لأزهار الميموزا و زمردية لون البحر في بجاية أين كنت أقضى أيام عطلتي في زيارة لجداي من أمي،  اللون البنفسجي الفاتح لأزهار الغليسين و بنفسجية زهور البوغنفيل و الأبيض الناصع لأزهار الياسمين المتساقطة في أمسيات مدينة الجزائر ففي سن مبكرة ظهرت بوادر ميولها الواضحة لفن الرسم حيث كانت معلماتها تشجعها بعرض رسوماتها المائية و كان حبها لدراسة المواد الفنية حينها وراء اختيارها لمهنة تدريس الفنون التشكيلية دون أدنى تردد.

في عام 1954 كانت آنذاك طالبة تمريض دون ان تبلغ سن 17 عامًا،  كانت واحدة من أولى الفتيات اللواتي انضممن إلى صفوف ALN (جيش التحرير الوطني).في عام 1956 في نهاية دراستها شاركت في مؤتمر الصومام. اعتقلها الجيش الاستعماري الذي سجنها لأكثر من أربع سنوات.

لمحة تعريفية: الفنان مصطفى بوسنة رسام هونحات ومصور دخل إلى المدرسة العليا للفنون الجميلة بالجزائر العاصمة، حيث تعلم قواعد الفن التشكيلي ومداعبة  الريشة على  يدي كبار الرسامين من أمثال مصطفى عيدود ودينيس ما رتيناز.. تميز المسار الفني لمصطفى بوسنة بالنجاح، حيث أقام عدة معارض داخل وخارج  الجزائر. وقد أقام معرضا لآخر اعماله “حديقة النور” في نوفمبر الماضي  بالجزائر العاصمة.

يـــتبع

الفنان التشكيلي مصطفى بوسنة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super