عند إطلاق سراحها سنة 1962 انتقلت إلى العاصمة الجزائرية من عام 1966 و مكثت هناك حتى 1988 في مراحل الاستقلال الأولى تابعت عائشة حداد دروسا لدى الفنان كاميل لوروا في جمعية الفنون الجميلة بالجزائر رفقة كل من الفنان بلكحلة.. حمشاوي، بوردين،أنجزت خلالها عدة أعمال كانت مواضيعها : عروض خيالة “الحشم” مشاهد بحرية لبجاية و مشاهد لجماعات نسوية ذات الألوان المتعددة، ولكن أكثر ما استهواها و أسرها هو سحر الجنوب الجزائري والشاعرية المنبعثة منه و الذي بقي منبع إلهام لا ينضب بسلسلة ألوانه الساحرة من.الألوان المغرية للرمل و اللون الأزرق المتدرج لليالي الصحراوية و قد أنجزت كذلك مجموعة من المنمنمات الممثلة لمختلف مناطق الجزائر استوحتها من أعمال الفنان الكبير محمد راسم الذى كان له كبير الأثر في اعمالها الفنية.. شاركت الفنانة سنة 1972 بمسابقة للفن التصويري بمدينة الجزائر، نالت خلالها جائزة. وكان هذا بداية لمشاركتها في الحياة الفنية الجزائرية.
انخرطت السنة 1973 في الإتحاد الوطني للفنون التشكيلية حيث التقت بالعديد من الفنانين التصويريين الجزائريين أمثال فارس بوخاتم، زميرلي، تمام، خدة، علي خوجة، بوزيد، سهيلة بلبحار، لزهر حكار، فليجاني، وباية…تبع ذلك معارض شخصية وجماعية، في الجزائر وخارجها. خلال رحلاتها وزياراتها المتعددة للمتاحف و المعارض الفنية الدولية، ستكتشف العديد من أنماط التعبير والفنانين التي تعد أساسية لتطوير فنها..
تابعت لفترة طويلة مهنة تدريس الفنون التشكيلية بثانوية عمر راسم في الجزائر العاصمة، من 1983 إلى 1988 شغلت منصب مفتش التربية الوطنية…
مارست الفنانة بأناقة فن المنمنمات، وهو تقليد فني جزائري للأجداد شهد طفرة جديدة مع محمد راسم، مؤسس مدرسة المنمنمات الحديثة في الجزائر عام 1939 والذي تحمل له عائشة حداد إعجابًا كبيرًا. ستميز هذا الفن بحساسيتها الأنثوية وكثافة ظلال ألوانها الزرقاء. ستبقى وفية لهذا النوع من التعبير طوال حياتها، مع بحثها الدائم عن آفاق فنية جديدة.
في أعمالها الفنية المنجزة خلال ثمانينيات و تسعينيات القرن العشرين اعادت صياغة نفس المواضيع دون ملل، مركزة على التعبير والإحساس بالحركة واللون.
اعمال التسعينات، مستوحاة من حركة الواقعية الجديدة، حيث دفعها شغفها بالعمل مع المواد إلى اللجوء إلى النحت والكولاج للتعبير عن انعكاسها على حالة الإنسان. ستقوم بتحويل الأشياء المصنعة (المفاتيح والأقراص المدمجة وساعات الساعة والساعات وما إلى ذلك) لتسليم الأعمال المجردة برسالة عالمية.
سنة 2003، أنشأت مؤسسة الفن والثقافة في مدينة الجزائر جائزة تحمل اسمها وتهدف إلى مكافأة أفضل فنانة نسوية. تكريما لمسيرتها المهنية وتفانيها في خدمة الفن، تحمل اليوم احدى قاعات المتحف الوطني للفنون الجميلة في الجزائر العاصمة اسمها.
أصالة أعمالها الفنية الأخيرة ارتبطت بالتقنيات الحرفية والخامات المستخدمة في معالجة موضوعات كلاسيكية، مثل المناظر الطبيعية الساحلية لمنطقة بجاية و صحراء غرداية،و الوجوه الحالمة لنساء القبائل،محاربو الطوارق تقوم بتشكيل قباب وأقواس من المعادن وتطرح عليها لون أبيض نقي ليحدث تلاعب بقيم الضوء والظل. تغطي احيانا مساحات العمل الفني (قماش، خشب) بعجينة من الرمل تتقاطع بقوة عبر خطوط ومنحنيات واضحة، حيث تتداخل الأشكال الهندسية من أقواس ومثلثات و دوائر بمهارة، وأحيانًا تستحضر الأشرعة والقباب عبر خامة النسيج في بعض الأحيان و التي تستوحيها من التقاليد البدوية. معززة بألوان دافئة، تقدم صورة و رؤية متناغمة للعالم.
تحت ضغط الشعور المتجدد باستمرار بعدم الوصول إلى جوهر عواطفها، سعت إلى تكوين بناء صورة جديدة للعالم.
الأشكال التعبيرية المتعددة في أعمالها رفضت أن تبقى حبيسة نوع واحد من أنواع التعبير الفني، فالتعبير في كل أبعاده من بحث منوع في المواضيع و التقنيات و المواد و الأحجام و التراكمات و الترتيبات تمنحها آفاقا إبداعية متجددة على الدوام.
تذهلنا أعمالها التي تتكون من تماثيل، وتجميعات، نقوش، لوحات، مونتاج، تنطوي على جمال وأصالة كبيرة.
إنها أعمال ذات شحنة عاطفية كبيرة وذات قيمة كبيرة بالإضافة إلى قيمة جمالية كبيرة، والتي من خلالها تعرض الفنانة بذهول مخيلتها الخصبة.
من خلال كل منجزاتها الفنية عبرت عائشة حداد عن احساسها العميق بالطبيعة و الأشياء كما نقلت المخاوف والقلق التي تعاني منه بشكل يومي من تأثير ما عانته إبان الثورة التحريرية.
أعمالها معبرة تتحدث عن السلام (شجرة السلام)، عن الماء (شجرة المصدر). يمثل هذا التمثال كرة مدعومة بعمود حيث تقع كلها على دعامة.
تعبر الفنانة عن أسئلتها حول الوقت في (L’arbre-temps): النحت الذي تم تعليق عليه الساعات المنبهة فقط…. كما تعرب احيانا في اعمالها عن مخاوفها من مشكلة التصحر.
…
لمحة تعريفية: الفنان مصطفى بوسنة رسام هونحات ومصور دخل إلى المدرسة العليا للفنون الجميلة بالجزائر العاصمة، حيث تعلم قواعد الفن التشكيلي ومداعبة الريشة على يدي كبار الرسامين من أمثال مصطفى عيدود ودينيس ما رتيناز.. تميز المسار الفني لمصطفى بوسنة بالنجاح، حيث أقام عدة معارض داخل وخارج الجزائر. وقد أقام معرضا لآخر اعماله “حديقة النور” في نوفمبر الماضي بالجزائر العاصمة.
الفنان التشكيلي مصطفى بوسنة