جريدة الجزائر اليومية الجزائرية
مقالات مشابهة
تعتبر التيارات والاتجاهات التي تسود الساحة الفنية العالمية، تطور نتج عنه مفاهيم ومصطلحات فنية واكتشافات مخالفة لما هو متعارف عليه في اللغة الجمالية، واحدث تغيرا شاملا في الفكر الفني، اذ لاقت قدرا كبير من الحرية والحيوية والانطلاق، وتغيرت التجربة الفنية والتقنية لدى الفنان، من خلال منطلقات فلسفية وفنية جديدة تعتمد علي مبادئ حديثة كالتعددية الثقافية، والعولمة، التاريخية التي ترتكز علي العلاقة بين الماضي الموروث والحاضر من خلال اعادة تقييم الافكار للوصول لقوالب معاصرة، والعودة الي المضمون في العمل الفني، والجمع بين الرمز والشكل في عمل فني واحد لإثراء التعبير، أي ماقل في التشكيل ودل في التعبير واستبعاد ما دون ذلك. وهذا النوع من العمل الفني يرجع تاريخه الى الإنشائية الروسية والتي كان الفنان موندريان Mondrian من اهم مؤسسيها. ويرتبط بالنزعة التشكيلية (Formalism) كأساس لبناء العمل الفني هدفها الاختزال والرجوع للأسس الجوهرية للأشكال الفنية، وتعتمد علي احادية الوحدة المتكررة، ويتضمن ترتيبات لوحدات وعناصر متماثلة وقابلة للتغير والتبديل ذات اصل رياضي وأسس شبكيات هندسية التكوين.
فنّ حسان بوذراع اختصاري، هو أسلوب نراه امتداد لحركة أميركية النشأة، ينبع معظمها من أعمال فرانك ستيلا Frank Stella، الذي عُرضت أعماله «اللوحات السوداء» «Black Paintings» للمرّة الأولى في متحف الفنّ الحديث في نيويورك عام 1959، وألهم كثيرين من الفنّانين في الابتعاد عن الفنّ التعبيري السابق.
ظهر هذا النوع من الفن، بنيويورك أوائل عام 1960، بين الفنانين الذين نبذوا بوعي ذاتيّ الفنّ الحديث، وظنّوا أنه أصبح قديماً وأكاديميّاً، وقد استُنفِدت أصالته.
إنّه فنّ جديد يفضّل الباهر على الدراماتيكي يشدّد على المجهول اللامكشوف عن هويته بخلاف التعبير المفرط لدى التعبيرية التجريدية، وتجنّب الفنان الرمزية العلنية والمضمون العاطفي والإنساني.
لا نجد الحاجة إلى التعليق الاجتماعي والتعبير عن الذات في هذا الأسلوب الفني، ولا للسرد، أو أيّ إشارة أخرى إلى التاريخ، والسياسة، أو الدين لأنه يقوم على إنشاء أشياء من الفائدة والجمال. وقد اختزل عمله إلى أقل عدد ممكن من الألوان والقيم والأشكال والخطوط والملامس.
فنّ يعتبر كردّ فعل ضدّ المبالغة الشديدة للشكلانية التعبيرية التجريدية. و له جذورٌ في فنّ الـ«بوب آرت Pop art»، والتكعيبية «Cubism»، والفنّ المفهومي «Conceptual art» و اسلوبه أيضاً مستوحى من التفوّقية الروسية «Suprematism» مثل كاسيمير ماليفيتش Kasimir Malevich. فن عادةً ما يكون دقيق ومحدّد وحادّ. وقد دمج أشكالاً هندسيةً في أحيان كثيرة في أنماط متكرّرة ومسطّحات من اللون بدرجات مختلفة، وغالباً ما يستند إلى تأليف هندسيّ…
يخوض المُشاهِد تجربة عمله من دون إلهاءات التأليف، والموضوع، وغيره من عناصر العمل التقليدي. إذ لم يكن المقصود من التراكيب المستخدمة أن ترمز إلى أيّ أمر آخر. فلم يُستخدم اللون للتعبير عن الشعور أو الحالة المزاجية، ولكن ببساطة لتحديد الفضاء. يسعى العمل الفني لدى الفنان حسان بوذراع إلى استحضار ردّ من المُشاهِد من حيث العلاقة بين مختلف عناصر العمل. ويرفض الفنّان فكرة أنّ الفنّ يجب أن يعكس تعبير صاحب العمل، لذلك هناك نقص في الجانب العاطفي وصنع القرار اللاواعي، وإخفاء وجود الفنان ومشاعره، ناهيك عن أنه يعتقد أن ردّ فعل المُشاهِد الشخصية إزاء العمل لها أهمية أكبر، فسعى إلى إبعاد أثر وجوده في العمل الفني.
وقد يعتبر البعض أن هذا الأسلوب الفني فنّ نخبوي منيع وفارغ، و قد يرى آخرون أنه مفهوم ثوري للجمالية النقية….
…
لمحة تعريفية: الفنان مصطفى بوسنة رسام و نحات ومصور دخل إلى المدرسة العليا للفنون الجميلة بالجزائر العاصمة، حيث تعلم قواعد الفن التشكيلي ومداعبة الريشة على يدي كبار الرسامين من أمثال مصطفى عيدود ودينيس ما رتيناز.. تميز المسار الفني لمصطفى بوسنة بالنجاح، حيث أقام عدة معارض داخل وخارج الجزائر. وقد أقام معرضا لآخر اعماله “حديقة النور” في نوفمبر الماضي بالجزائر العاصمة.
الفنان التشكيلي مصطفى بوسنة