تعززت الساحة الأدبية برواية جديدة موسومة “نساء يرفضن الرحيل” للكاتب ولد الصديق ميلود، وذلك عن دار ميم للنشر.
وقال الكاتب ولد الصديق ميلود، إن روايته جزء من الوفاء بالدين الذي حمله على عاتقه منذ أعوام للمرأة وكل امرأة تعشق الحياة والحرية وتكابد الضيم وغوائل الدهر من أجل أن تسجل حضورها وبصمتها، مكانتها وسؤددها في هذا العالم المليء بالمتناقضات.
وأضاف بأن “نساءٌ يرفضن الرحيل” من وحي الواقع، تصف حال المرأة ضمن بيئات متعددة، من خلال أحداث متحركة زمانا، ثابتة مُتموْضِعة مكانا (غرفة في أحد أجنحة مستشفى المدينة)، أستلهم فيها نماذج مختارة بدقة يعج بها المجتمع، كما هي متصورة في المخيال الشعبي العام، هذا المخيال الذي يسلب العدالة نظرته للمرأة، نتيجة غوائل الدهر وطبيعة المجتمع (الذكورية) الذي يدير ظهره في كثير من الأحيان لشقيقة الرجل، مبرزا أيضا بأن ذات الرواية تتجول ضمن فضاءات: القرية البادية المدينة، الحاضر والماضي، وترسم لوحات زيتية متعددة الألوان والأشكال حول المرأة: المناضلة، العاملة، المعنًفة المقهورة، الرسالية، المحبة العاشقة، المظلومة المسلوبة الحقوق… وهن نساء يجمع بينهن الصمود والإيمان وقبول التحدي.
وأشار ولد الصديق ميلود، بأن الشخصية المحورية في الرواية هي “ياقوتة”، فكل حدث سترافقُه بذكرياتها التليدة المجيدة، الحزينة الرائعة البائسة، ياقوتة صندوق يحمل أسرارا لامتناهية من النضال والكفاح المستمر، فهي صاحبة محل وهي المترجمة متعددة اللغات، هي الحرفية، هي الفلاحة و الممرضة، هي المواسية وهي المقبورة المدمرة أيضا… ألوان المقاومة والعنفوان اللذان يستحقان الإشادة يجتمعن في هذه المرأة الفولاذية، مشيرا بأنه اختار أن يكون بداية نصه على وقع مظاهرات شعبية سياسية صاخبة تعم أرجاء المدينة، يحمل فيها المتظاهرون شعارات تتحدث عن التغيير والإصلاح، تترجم معاناتهم، بينما “ياقوتة” قابعة بين جدران أربع في مستشفا لاتعرف احداثياته، نقلت إليه على إثر كارثة بيئية مدمرة تمثلت في فيضانات أرضية غير متوقعة في واحة صحراوية جميلة غناء… لتغوص الرواية في أحداث كثيرة معقدة.
يذكر أن الدكتور ميلود ولد الصديق، ابن مدينة تيميمون ولاية أدرار، أستاذ محاضر “أ” في قسم العلوم السياسية والعلاقات الدولية بكلية الحقوق والعلوم السياسية جامعة الدكتور مولاي الطاهر ولاية سعيدة، حاصل على دكتوراه في العلوم السياسية، تخصص التنظيم الإداري والسياسي، كلية العلوم السياسية العلاقات الدولية جامعة الجزائر3، كما أنه حصل على ليسانس ترجمة انجليزي –عربي من جامعة السانيا –وهران، تقلد عدد من المهام الإدارية الجامعية، وعمل عضوا محكما لواحد وعشرين مجلة بحثية وطنية، ويشارك في عدد من الحصص والبرامج الإذاعية والتلفزيونية….من إصداراته: رواية “ابن القرية: ميس نتموحت” 2018، وكذا “الانقسام الاجتماعي وأثره في بنية الاحزاب السياسية” 2013، “الاغتراب السياسي في الوسط الطلابي” 2014، “مفاهيم اولية في تحليل السياسة الخارجية” 2016، مشرف ومحرر للعديد من الاصدارات الجماعية في المجال السياسي.
صبرينة ك