جريدة الجزائر اليومية الجزائرية
مقالات مشابهة
يرى أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية ورئيس تحرير المجلة الافريقية للعلوم السياسية بشري شايب، أن الاجتماع المباشر الأول لملتقى الحوار السياسي الليبي، والذي سوف تستضيفه تونس في الفاتح من نوفمبر القادم وبرعاية أممية، قد يرسم خارطة طريق حقيقية وقابلة للتطبيق من أجل تحقيق مصالح بين الفرقاء الليبيين، كما اعتبر أن “التحول إلى تونس كحاضنة للحوار-وإن كان الاجتماع في حد ذاته مطلب جزائري بامتياز-يحمل الكثير من الأمال الطيبة”.
وقال شايب، في تصريح ل” الجزائر”، أنه “لطالما كان الموقف التونسي من الأزمة الليبية يتأرجح بين لا مبالاة سياسية وحياد سلبي جدا نظرا لازدواجية الخطاب السياسي في تونس، إلا أن الرئيس التونسي قيس سعيد بدأ مؤخرا بجمع خيوط الموقف بيده باعتباره المسؤول الأول”، و يرى أن” ندوة الوفاق الليبي في تونس هذه المرة تحت رعاية الأمم المتحدة تأتي للخروج بخارطة طريق حقيقية وقابلة للتطبيق من أجل تحقيق مصالحة بين فرقاء الأزمة”.
واعتبر أستاذ العلاقات الدولية، أن الندوة في حد ذاتها وإن كانت مطلب جزائري بامتياز إلا أن التحول إلى تونس كحاضنة للحوار الجديد يحمل الكثير من الآمال الطيبة، وهذا راجع حسبه لحالة التكافؤ العسكري حول خطوط المواجهة العسكرية، هذه الأخيرة التي وصلت إلى طريق مسدود لا يمكن
التكهن فيه بالغالب من المغلوب، وعليه-يقول المتحدث ذاته- ففرص نجاح ندوة تونس أكبر بكثير من محاذير فشلها.
وبخصوص اجتماع ليبيا أو ما سمي باجتماع أو ندوة “سرت2” للمصالحة الوطنية، الذي نظم أول أمس، تحت رعاية حكومة الوفاق، و إن كان بإمكان القبائل الليبية أن تكون فاعل قد يغير من الوضع الحالي نحو الأفضل وخلق توافق بعيدا عن التدخلات الاجنبية وتأثيراتها، قال شايب إن ليبيا هي مجتمع قبلي بامتياز، وللقبائل كلمتها في السياسة، إلا أن التحالفات السياسية وولاءاتها المتعددة أضعف كثيرا من دورها في اي حوار وتوافق، لأنها متورطة مع هذا الطرف أو ذاك، وما إشراف حكومة الوفاق على جلسات “سرت”2 إلا دليل على الاستغلال السياسي للقبائل من قبل الاطراف السياسية المتصارعة، إلا أنه وفي حال قررت القبائل الليبية سواء التابعة للشرق أو الغرب الليبي صلحا حقيقيا فإن فرص نجاحها ستكون كبيرة مالم تتدخل الأطراف الأجنبية لتأجيج الصراع واختلاق أزمات جديدة.
للإشارة، هذا وسوف تستضيف تونس الاجتماع المباشر الأول لملتقى الحوار السياسي الليبي، في الفاتح نوفمبر القادم، على أن تبدأ أولى جلسات الاتصال المرئي التمهيدية يوم 26 أكتوبر الجاري، وتتولى الأمم المتحدة تيسير محادثات مباشرة بين وفدي اللجنة العسكرية المشتركة (5+5)، في جنيف ابتداء من 19 من الشهر نفسه، حيث كانت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة ورئيسة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بالإنابة، ستيفاني وليامز، قد أعلنت في بيان لها منذ أسبوع، عن استئناف المحادثات الليبية – الليبية الشاملة بالاستناد إلى قرار مجلس الأمن رقم 2510 لسنة 2020 الذي تبنى نتائج مؤتمر برلين بشأن ليبيا، والذي انعقد في 19جانفي الماضي. وأوضحت الممثلة الخاصة ” أن ملتقى الحوار السياسي الليبي سيعقد وفق صيغة مختلطة بسبب جائحة كورونا من خلال سلسلة من الجلسات عبر الاتصال المرئي، وكذلك عبر اجتماعات مباشرة”.
ويهدف ملتقى الحوار السياسي الليبي بشكل عام إلى تحقيق رؤية موحدة حول إطار وترتيبات الحكم، التي ستفضي إلى إجراء انتخابات وطنية في أقصر إطار زمني ممكن، من أجل استعادة سيادة ليبيا والشرعية الديمقراطية للمؤسسات الليبية. وتبدأ أولى جلسات الاتصال المرئي التمهيدية يوم 26 أكتوبر الجاري على أن تتولى الأمم المتحدة تيسير محادثات مباشرة بين وفدي اللجنة العسكرية المشتركة (5+5)، في جنيف ابتداء من 19 من الشهر نفسه.
رزيقة. خ