أعلنت وزارة الثقافة والفنون عن تأجيل العرض الشرفي الأول للفيلم الروائي الطويل “هيليوبوليس” للمخرج جعفر قاسم، والمنتج من طرف المركز الجزائري لتطوير السينما CADC، إلى أجل مسمى، وذلك بعدما كان سيعرض يوم الخميس الفارط، بدار أوبرا الجزائر “بوعلام بسايح”، حسب بيان للوزارة.
ودون تحديد تاريخ العرض، أرجعت الوزارة سبب التأجيل، لرغبتها في إتاحة الفرصة لأكبر عدد ممكن من الحضور وفتح نقاش داعم للفيلم الجزائري، خاصّة وأن السينما الجزائرية تحتاج الدعم للعودة إلى الساحة الدولية، مع التذكير أن الفيلم قد اختير ليمثل الجزائر في جوائز الأوسكار.
وكان قد قدم يوم الأربعاء الفارط، العرض الشرفي الخاص بالأسرة الإعلامية لفيلم “هيليوبوليس”، بقاعة ابن زيدون برياض الفتح، وذلك بحضور المخرج والطاقمين التقني والفني للفيلم.
والفيلم هو أول فيلم روائي طويل للمخرج جعفر قاسم، ويتناول حيثيات مجازر 8 ماي 1945 التي تمثل مرحلة هامة في مسار نضال الشعب الجزائري من أجل الاستقلال، حيث اعتمد المخرج في فيلم “هليوبوليس”، وهو الاسم القديم لمدينة قالمة مقاربة جديدة في تناول الموضوع بطريقة انسانية تعطي نظرة مغايرة لبعض الأمور منها الصورة المعروفة عن القياد والأعيان لدى الجزائريين وتدور أحداث الفيلم حول عائلة زناتي أحد أعيان وأغنياء المنطقة.
وأكد المخرج جعفر قاسم على تقديم عمل إنساني مبني على إحداث مستمدة من وقائع حقيقية، حيث سمح اللقاء الصحفي من معرفة ظروف تصوير الفيلم الذي تم بعدة مناطق بغرب البلاد مثل سيدي بلعباس وتلمسان بينما صورت اغلب الاحداث ببلدية المالح بعين تيموشنت.
وقد أرجع جعفر قاسم ذلك لعدم وجود مناظر تشبه ما كانت عليه هليوبوليس في تلك الفترة، واشتغل فريق الديكور كثيرا في هذا الشأن .
وشدد المخرج بخصوص ترشيح فيلمه في مسابقة أوسكار أحسن فيلم روائي طويل دولي (فيلم ناطق بغير اللغة الإنجليزية) التي تنظمها الأكاديمية الأمريكية لفنون وعلوم الصور المتحركة على أن الامر مربوط بوجود موزع كبير لأن الأفلام التي رشحت كانت كما قال إنتاج مشترك مع منتجين كبار ومعروفين.
وقال جعفر قاسم أن هذا الفيلم موجه في الأول للجمهور الجزائري و يتمنى أن يوزع في القاعات وأن يعرض بالمناطق النائية و يشاهده الجميع خاصة الشباب لأهمية الأحداث التي يعالجها والتي يجب أن يعرفها الشباب.
وشارك في أداء هذا العمل ممثلون جزائريون كعزيز بوكروني، مهدي رمضاني، فضيل عسول، سهيلة معلم… بالإضافة إلى ممثلين فرنسيين.
ويتطلب قبول أكاديمية الأوسكار للأفلام المرشحة لقائمتها الأولية لجائزة أحسن فيلم روائي طويل دولي العديد من الشروط منها أن يكون العمل قد عرض تجاريا بإحدى قاعات العرض في بلده الأصلي لمدة أسبوع على الأقل.
وستوزع جوائز الأوسكار في دورتها الثالثة والتسعين (2021) في 25 أفريل المقبل بدل 28 فيفري (موعدها المعتاد) وهذا بسبب جائحة “كورونا”
وكانت الدورة ال92 قد عرفت تتويج الفيلم الكوري الجنوبي “باراسايت” (طفيلي) بجائزة أحسن فيلم روائي طويل دولي.
وتوجت الجزائر بهذه الجائزة في 1969 عن فيلم “زاد” (إنتاج مشترك جزائري فرنسي) للمخرج الفرانكو-يوناني كوستا غافراس.
صبرينة ك