شدد رئيس نادي المخاطر الكبرى، عبد الكريم شلغوم، على ضرورة إنشاء مرصد وطني متعلق بالمخاطر الكبرى يكون تابعا لرئاسة الجمهورية بدلا من المندوبية التي تم وضعها وهي اليوم تحت وصاية وزارة الداخلية، مشيرا في السياق ذاته، إلى أن المرصد له أهمية كبيرة في بلورة وإعداد الإستراتيجيات الخاصة بالوقاية من المخاطر الكبرى التي تهدد الجزائر، وكشف بلغة الأرقام عن تسجيل الجزائر منذ سنة 2001 لـ 120 كارثة مصنفة ضمن المخاطر الكبرى.
وأضاف شلغوم لدى نزوله أمس ضيفا على حصة “ضيف التحرير” عبر أمواج القناة الإذاعية الثالثة الناطقة بالفرنسية أن تسيير المخاطر الكبرى لا يكون بلغة الخشب ولا بالتطمينات وهو الأمر الذي كان سائدا خلال 20 سنة الماضية وأكد على أن هذه التطمينات وسياسة “كل شيء على يرام” سرعان ما تصطدم بكوارث تعرّي هذه الأخير وقال: “غرقنا طيلة 20 سنة الماضية في لغة الخشب والقول إن الأمور تسير على أحسن ما يرام فيما يتعلق بتسيير المخاطر الكبرى لتصطدم لغة التطمين التي كانت تعطى بحدوث كوارث وضعف نظام والإستراتيجية المتبعة لتسيير المخاطر الكبرى وهو الأمر الذي لا نريد تكراره اليوم فلا بد من وضع مرصد وطني خاص بالمخاطر الكبرى تابع لرئاسة الجمهورية”.
وتابع: “منذ صدور القانون رقم 20/04 ليوم 25 ديسمبر 2004 كانت هناك جهود كبيرة في مجال إعداد الإجراءات الوقائية لاسيما الحماية من المخاطر الكبرى وكما يعرف الجميع فإن الجزائر في مواجهة 4 أنواع من المخاطر الكبرى منها المخاطر الطبيعية والتي تشمل الزلازل وحرائق الغابات والفيضانات ومخاطر كبرى مهمة بتروكيميائية صناعية وفي هذه الأشهر الأخيرة كانت هناك 5 حوادث على مستوى المحطات البترولية وهناك مخاطر الأوبئة بحيث نعيش اليوم وباء كورونا” وأضاف: “تم إعداد قانون 20/04 من طرف مجموعة من الخبراء وذلك بعد زلزال بومرداس والذي تنص على وضع مرصد وطني خاص بالمخاطر الكبرى بمهام وصلاحيات واضحة ولكن للأسف هذا الأخير لم يتم وضعه حتى 2012 وتم تعديله وتعويضه بمديرية بسيطة تابعة لوزارة الداخلية رفضنا وانتقدنا الأمر بصفة وقدمنا مقترحات ذات نجاعة وفعالية”. وقال أيضا: “تحويل المرصد الوطني للمخاطر الكبرى إلى مجرد مديرية تابعة لوزارة الداخلية بمسمى المندوبية الوطنية للمخاطر الكبرى هو خطأ وطالبت فقط بتطبيق القانون 20/04 والتي تمت المصادقة عليها من طرف غرفتي البرلمان ويجب أن يكون المرصد تحت وصاية الوزارة الأولى أو رئاسة الجمهورية”.
واعتبر ذات المتحدث أنه من غير المعقول أن تكون الجزائر مصنفة ضمن البلدان المعرضة للمخاطر الكبرى ولا يقابل الأمر بإستراتيجية واضحة المعالم للوقاية مثلما هو معمول به في الكثير من الدول والتي تعتمد اليوم أكثر على إستراتيجيات الوقاية وقائمة في الكثير من الأحيان على سياسة الإنذار المسبق وتصنيف المناطق المهددة والأكثر عرضة للمخاطر وهو ما يجب أن يكون في الجزائر” – على حد تعبيره –
متابعة وباء كورونا لا يكون بلجنة علمية فقط بل بهيئة مكونة من نفسانين
وحضر وباء كورونا في حديث البروفيسور شلغوم بحيث أكد أن فيروس كوفيد19 ليس مرضا بسيطا بل وباء تعاني منه كافة دول العالم ومنها الجزائر وهو مدرج في خانة المخاطر الكبرى، مشيرا في السياق ذاته إلى أن كان من الأجدر أن يتم إنشاء هيئة مكونة من 100 شخصا من أطباء و نفسانيين و مختصين في الرقمنة وغيرهم لمتابعته وليس مجرد لجنة مكونة من أطباء فقط، وقال في هذا الصدد: “فيروس كورونا ليس مرض بل هو وباء ومدرج في خانة المخاطر الكبرى التي تعيشها بلدان العالم اليوم و منها الجزائر ولا أخفي على الجميع أنني تمنيت أن تكون هناك هيئة اليوم مكونة من أكثر من 100 شخص من أطباء نفسانيين وأطباء الأمراض العقلية ومختصين في الإحصاء ومهندسين ومختصين في الرقمنة أطباء مختصين في أمراض الأوبئة وليس لجنة علمية فالمسألة لا تتعلق بالأطباء فقط”.
وما تعلق بحرائق الغابات التي عرفتها الجزائر خلال الأيام القليلة الماضية، قال شلغوم: “حرائق الغابات هو خطر بسيط يمكن تسييره وقدمت عرضا حول ذلك في ندوة نظمها كناس يوم 19 أكتوبر وهناك إجراءات وقائية من السهل وضعها من طرف وزارة الفلاحة ومديرية الغابات”.
زينب بن عزوز