تم تجاهل الفنان خوسيه مانويل كابوليتي (1925-1978) من قبل المعجبين بالرسامين الإسبان الرئيسيين في القرن العشرين و الذي عاش جنبًا إلى جنب مع بيكاسو ودالي، من قبل المؤسسة النقدية خلال حياته – باستثناء الجامعيين المميزين، بمن فيهم آرثر روبنشتاين، وجلاديس لويد روبنسون، كان الأمير خوان كارلوس، ملك إسبانيا المستقبلي، من بين الشخصيات البارزة التي رسم صورها. منذ وفاته، تم نسيان Capuletti بشكل شبه نهائي.
مرجعياته الفنية المتواشجة مع جماليات الكلاسيكية فضلا عن تيار الرمزية ..اما تكوينه المعرفي فيشير الى فلسفة نيتشه و شوبنهاور..أفكار فرويد حول الأحلام ..يمكن القول عن فنه يقع في البرزخ التاريخي الذي يلي الرمزية و يسبق السريالية..
تعلم الفنان كابوليتي بنفسه، حيث قضى سنوات في دراسة أعمال الأساتذة الذين أعجب بهم كثيرا – من بينهم فيلاسكيز وكارفاتشيو وفيرمير. ومع ذلك، ففي الأسلوب، هو أقرب إلى سلفادور دالي والإيطالي جورجيو دي شيريكو، على النقيض من مواطنه دالي غريب الأطوار، الذي اعتنق في كثير من الأحيان اللاعقلاني، والغريب، والبشع – يعرض عمل كابوليتي باستمرار القيم الإنسانية الإيجابية، حتى عندما يقارن بين عناصر متضاربة في مشاهد خيالية أو درامية. رسام غزير الإنتاج، تتراوح موضوعاته من إمرأة معزولة، وأطفال صغار مفعمين بالحيوية، وفتيات مراهقات (أحد الأمثلة الرائعة، شخص وحيد يقفز على الحبل)، إلى مغنيي الفلامنكو والموسيقيين، ومصارعي الثيران، وصور ذاتية الاستبطان، ناهيك عن المناظر الطبيعية .. مناظر المدينة. في بداية حياته المهنية كان قد صمم أزياء ومجموعات مسرحية لشركة راقص الفلامنكو الشهير خوسيه جريكو.
اللوحة التي نعرضها هنا إمرأة تجلس على رصيف طويل فارغ من المارة على جوانبه أشجار بلا أوراق و جدار مرتفع ..شارع طويل بمباني شهيقة رمادية و كئيبة …ما الذي وقع بهذا العالم و ما قصة هذه المرأة ..سؤال مطروح يحتمل إجابات كثيرة..يتناهى لسمع الناظر هسيس خفي مبهم..إنه واقع تصوري شعري موحي.الزمن فيه طويل منسرب في الإتجاهات كافة واقع يتبدى كأحجية لا بد من فك مغاليقها منظر ملغز لا عقلاني بيد أنه قابل للتصديق و التكشف عن منطق بديل.
كان حسب اعتقادنا واحدًا من أفضل الرسامين. يجب أن تأخذ أي إعادة تقييم لتاريخ الفن في الاعتبار الجاد لعمله.. المصدر الوحيد الذي لا غنى عنه اليوم للنقاد ومحبي الفن هو كتاب كابوليتي الرسام و عمله الفني Capuletti: El Pintor y Su Obra …
تعتبر أعمال الفنان كصورة شعرية و هي مجموعة من الأشياء الغير مرتبطة والتي تسبب غير ارتياح للمشاهد وقلق. وهي تختلف قليلا عن أغلب اللوحات السريالية حيث الاخيرة تهتم بتصوير الحلم كما يبدو. ولكن كابوليتي لا يكترث لذلك. هو يجمع العشوائية في جوامد غير مرتبطة ليخلق مساحة ونظرة لواقع آخر ميتافيزيقي. عندما ننظر الى هذه اللوحة مثلاً فإننا نرى مشهداً غير واقعي، وليس من الحياة التي نعرفها. ولكن جميع المكونات من المباني الى الجرذ الى المعطف الأحمر الملقى على الأرض الى الكرسي الخشبي جميعها أشياء من واقعنا. إذا هل الفنان يحاول أن يقول لنا أن الواقع الذي نعيشه قد يكون ليس حقيقياً كما اننا نعتقد؟
…
لمحة تعريفية: الفنان مصطفى بوسنة رسام ونحات ومصور دخل إلى المدرسة العليا للفنون الجميلة بالجزائر العاصمة، حيث تعلم قواعد الفن التشكيلي ومداعبة الريشة على يدي كبار الرسامين من أمثال مصطفى عيدود ودينيس مارتيناز.. تميز المسار الفني لمصطفى بوسنة بالنجاح، حيث أقام عدة معارض داخل وخارج الجزائر. وقد أقام معرضا لآخر أعماله “حديقة النور” في نوفمبر الماضي بالجزائر العاصمة.
الفنان التشكيلي مصطفى بوسنة