كشف رئيس المؤسسة الجزائرية للبيوتكنولوجيا والبحوث الطبية، صلاح الدين صحراوي، أن توفر اللقاح المضاد لفيروس كورونا في الجزائر لا يعني نهاية الوباء أو اللجوء للتراخي في الالتزام بالتدابير والإجراءات الوقائية من ارتداء الكمامة وغسل اليدين والتقيد بمسافة الأمان والتباعد بين الأشخاص هذه الأخيرة التي قال إنها تظل السلاح الفعال الوحيد والآمن والتي تساهم في التقليل من تفشي هذا الوباء العالمي.
وذكر صحراوي في تصريحات للقناة الإذاعية الثالثة الناطقة بالفرنسية أمس: “توفر اللقاح لا ينبغي أن ينسينا الإجراءات الأخرى لمواجهة هذا الفيروس والمتمثلة الوقاية والتدابير الصحية وهو سلاح ضروري وأساسي وحتى وإن توفر اللقاح لدينا فلن يكون فعالا 100 بالمائة والسؤال الذي يطرح اليوم في العالم: “هل بالتلقيح نحد من تنقل و تفشي فيروس كورونا ؟”، والرد عليه هو أنه مسألة مهمة ولكن الجواب على ذلك أننا لا نعلم والتلقيح لا يعني أننا لا ننقل هذا الفيروس ونساهم في تفشيه التلقيح بل يحمي من الوقوع في المرض”.
وفي ظل حديث البعض على أن الجزائر متأخرة في مجال الانطلاق في عملية التلقيح بالمقارنة مع دول أخرى شرعت في عملية التلقيح، رد صحراوي: “نحن لم نتأخر ونسير بحذر و روية والعديد من الدول لم تنطلق في عملية التلقيح بعد للحديث عن تأخر الجزائر مثل كندا و فرنسا والإرادة السياسية كانت واضحة في هذا الخصوص”.
وأدرج صحراوي التسابق الجاري اليوم بين المخابر العالمية لإنتاج اللقاح المضاد لفيروس كورونا في خانة الوضعية الإستثنائية التي يعيشها العالم اليوم وبحث الجميع عن وسيلة لوضع حد لانتشار هذا الوباء و الذي على الرغم من مرورما يقارب السنة على ظهوره غير أنه لا نزال نجهل الكثير عنه و اعتبر بالموازاة مع ذلك أن تخوف الكثيرين من هذه اللقاحات هو أمر طبيعي لكون المعروف على أن تصنيع اللقاحات تستغرق سنوات وليس وقتا وجيزا مثلما هوالحال اليوم مع اللقاح المضاد لفيروس كورونا وقال :”نحن في وضعية استثنائية ونعيش وباء عالمي ولحسن الحظ لا نعيش هذه الحالة كل سنة وأمام هذه الوضعية فإن هناك إجراءات استثنائية ترافقها قامت بها مختلف المخابر ومعها منظمة الصحة العالمية بوضع برنامج بحث شامل حول هذا الفيروس وتخوف الناس من اللقاحات المنتجة اليوم هو أمر طبيعي لأن الاعتقاد السائد أن اللقاحات تصنع في مدّة تستغرق سنوات في الوقت الذي تم تصنيع اللقاح اليوم في ظرف وجيز وهذا الفيروس لا نعرفه جيدا لغاية اليوم ونكتشف كل يوم أمر جديد حوله في تشخيصه أو التكفل بالمصاب به”.
وتابع: “هذه اللقاحات و فعاليتها هي مسؤولية ثقيلة إنسانية وأخلاقية وزارة الصناعة الصيدلانية و الوكالة الوطنية للمواد الصيدلانية ومعهد باستور يعملون مع مختلف المخابر و نطمئن الجزائريين أن اللقاحات المختارة ستمر عبر كافة المراحل الضرورية القانونية الضامنة لفعاليتها.” كما أكد أن الحصول على اللقاح هي نقطة مهمة لأن الأمر لا يتوقف عند عملية الإقتناء فقط بل شروط النقل و التخزين و التعامل معه عند انطلاق عملية التلقيح وهو الأمر الذي سيدرس حتما من طرف اللجنة العلمية و السلطات العليا للبلاد و الذي يعود لهما الفصل في هذه المسألة”.
ورد صحراوي على المنتقدين للمنظومة الصحية الجزائرية بوصفها بالضعيفة وتفاقمت مع الأزمة الصحية العالمية اليوم بسبب فيروس كورونا بالتأكيد أن كورونا أضعف المنظومات الصحية لكافة دول العالم بالنظر لهذا الفيروس الغير المنتظر والمجهول وعرج في الوقت نفسه على قطاع الصناعة الصيدلية وقال إن الجزائر سجلت نوعا من التقدم سيما بتغطية 50 بالمائة من الإحتياجات الوطنية للدواء، مشيرا إلى أنه ولا دولة في العالم و حتى المتقدمة منها تصنع إحتياجاتها المحلية 100 بالمائة.
وذكر في هذا الصدد: “هذا الوباء أضعف المنظومة الصحية في كافة العالم وليس الجزائر فقط وفي مجال الصناعة الصيدلانية حققنا نوع من التقدم بتوفير ما يقارب 50 بالمائة من احتياجات السوق من الأدوية المصنعة محليا وهذا أمر مشرف ولكن على الجميع أن يعلم أنه لا نستطيع تصنيع كافة الأدوية واللقاحات التي نحتاج لها في العلاجات وهوما هوجاري في كل العالم”.
زينب بن عزوز
الرئيسية / الوطني / رئيس المؤسسة الجزائرية للبيوتكنولوجيا والبحوث الطبية، صلاح الدين صحراوي: :
“توفر اللقاح ليس نهاية كورونا”
“توفر اللقاح ليس نهاية كورونا”