جريدة الجزائر اليومية الجزائرية
مقالات مشابهة
جاء نعيك من الصديق الطيب ولد العروسي، وأنا اقرأه لم اصدق ورجوت الصديق ولد العروسي أن يتأكد، ولكن النعي كان حقيقة، رحيلك فاجأ الجميع شخصيا لم اعرف انك مريض فقد مضي ردح من الزمن لم يكن لنا لقاء بسبب هذا الوباء الذي فرض علينا الانعزال في بيوتنا هذا الوحش الذي يخطف الأرواح يوميا وزرع الخوف في قلوبنا.صديقي الراحل الدكتور الناقد المترجم حسين خمري، نص مسرحية الكاتب مخمود دياب الذي طلبته مني لم يصلك لأنني تأخرت في إرساله لك، وأنت لم تأتي والي الخروب كما وعدتني لأخذه بعد أن نجلس جلية عابرة في مقهى نتناول قهوة كالعادة وأسلمك مسرحية محمود دياب، ربما كن طلبته لطلابك، لا اشك فكثيرا ما تطلب كتب غير متوفرة لواحد من طلابك يكون في حاجة لانجاز بحثه في التخرج.
صديقي حسين كم هو مؤلم رحيلك هذا وكم هي كبيرة خسارة الجامعة والنقد في رحيلك أنت الذي يحمل مشروعا نقديا يسعي جاهدا لانجازه وتوطيده وزرع المعرفة في طلابه وروح البحث والتجديد. واراك صديقي وأنت العائد من فرنسا، بروح غير تلك التي عرفتك بها منذ خطواتك الأولي في عالم الأدب والكتابة، منذ إن كنت ترسل لي قصصك وقائدك إلى جريدة النصر أو تسلمني إياها حين نلتقي مترجيا نشرها وكثيرا ما كان لك الذي تطلبه، ليس مجاملة ولكن لان الذي كنت تسلمني إياه من قصص أو قصائد يفرض نسفه بجودته مقارنة برفاق لك بدؤوا معك رحلة الكتابة، اذكر انك بعد عودتك من فرنسا التقينا في مدينة روسيكادا في ملتقي.كانت المدينة حريصة علي تنظيمه، واذكر كيف تهجم عليك بعض الحضور لأنك تحدثت في محاضرتك عن السيميائية وكانت الأغلبية في القاعة لا تتقبل ما جئت داعيا إليه بعد الذي تعلمته في جامعة السوربون بفرنسا، أيامها لم تكن السيميائيات تجد قبولا عند الأكثرية ولكنك كنت مصرا علي المضي فيما اخترت وكانت بعدها انجازات قيمة لك في هذا الاتجاه، واذكر صديقي كم كان شاقا ومتعبا يوم أن ناقشت رسالة الدكتورة في جامعة منتوري والجدل الكبير الذي أثرته وكنت حاضرا في قاعة المناقشة التي أخذت وقتا طويلا وأخذت بعدها علامة جيدة وكانت لنا بعضها جلسة في مطعم الجامعة كرما منك واحتفالا بنجاحك، كم كانت لنا من جولات معا وحضورا في ملتقيات وندوات. آه أيها الصديق الراحل فجأة.
ستذكرك الأجيال لا شك بانجازات النقد الذي قدمت وبما ترحمت من الكتب التي لا يستغني عنا الطالب والناقد.
صديقي الدكتور حسين خمري صدمنا رحيلك ولكن هي مشيئة الله، لك الرحمة والمغفرة ومسكن الجنة ان شاء الله.
…
لمحة تعريفية: علاوة وهبي، كاتب وإعلامي متقاعد، كان من أهم المسرحيين ممارسا، حيث يعد من مؤسسي فرقة “كراك” المسرحي بقسنطينة إلى جانب عبد الحميد حباط، ألف العديد من النصوص المسرحية، تم تقديمها وحاز عن أحدها بعنوان “الضوء” الجائزة الأولى سنة 1966 في مهرجان عيد الاستقلال والشباب. وله عدة مؤلفات منشورة في القصة والرواية والمسرح والشعر، ومجموعة كتب مترجمة عن الفرنسية في مجالات مختلفة، أهمها ترجمة مسرحية “ألف مرحي” لمحمد ديب، و “استراحة المهرجين” لنور الدين عبة وآخرين من الغرب.
علاوة وهبي