الأحد , سبتمبر 29 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / الحدث / الدبلوماسي السابق، عبد العزيز رحابي::
“تقرير ستورا لا يراعي المطلب الرئيسي الخاص باعتراف فرنسا بجرائم الإستعمار”

الدبلوماسي السابق، عبد العزيز رحابي::
“تقرير ستورا لا يراعي المطلب الرئيسي الخاص باعتراف فرنسا بجرائم الإستعمار”

انتقد الدبلوماسي السابق، عبد العزيز رحابي، التقرير الذي سلمه المؤرخ الفرنسي بنجامين ستورا للرئيس، إيمانويل ماكرون، حول ملف الذاكرة مع الجزائر، حيث اعتبر رحابي أنه تقرير “لا يراعي المطلب التاريخي الرئيسي للجزائريين، أي اعتراف فرنسا بالجرائم التي ارتكبها الاستعمار الغاشم”.
وقال رحابي في منشور له على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك”، تعليقا على تقرير المؤرخ الفرنسي بينجامين ستورا “التقرير لا يراعي المطلب التاريخي الرئيسي للجزائريين، أي اعتراف فرنسا بالجرائم التي ارتكبها الاستعمار الغاشم، لا تتعلق المسألة هنا بالتوبة، والتي تعد فكرة غريبة عن العلاقات بين الدول، كما لا تتعلق بتأسيس ذاكرة مشتركة، فالبلدان وريثا ذاكرتين متناقضتين”.
وأضاف رحابي أنه بخصوص باقي المسائل “فيقع على كل دولة أن تتحمل مسؤولية ماضيها، ويتعين على الدولتين تهيئة الظروف اللازمة لإقامة علاقة هادئة موجهة صوب المستقبل”.
وقد لاقى تقرير ستورا الذي جاء في 145 صفحة، وتم رفعه للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأربعاء الماضي، انتقادات واسعة، ليس فقط من المثقفين الجزائريين من المؤرخين والباحثين والسياسيين، بل أيضا من المثقفين الفرنسيين أنفسهم.
من جانب الجزائريين فقد اعتبروا أن التقرير لم يأتي على ذكر أهم النقاط التي كانت تنتظرها الجزائر وهي اعتراف فرنسا بالجرائم الشنيعة المرتكبة إبان الفترة الاستعمارية في حق الجزائريين، والتي كانت كل طبقات المجتمع وحتى السياسيين وحتى البرلمان قد طالبوا بضرورة تقديم الاعتذار، غير أن التقرير تجاهل هذه النقطة، وتجاهل معها ذكر تلك الجرائم من مجازر، حرق ، قتل، تنكيل، نفي، نهب الثروات، اغتصاب، تعذيب، تجارب نووية، تشريد، محاولات طمس الهوية والدين والانتماء، حرق المساجد والزوايا، اغتيالات وغيرها، واكتفى بذكر أحداث صغيرة.
كما أن التقرير ضم نقاطا أغضبت الجزائريين، خاصة ما تعلق بالمقترح الذي جاء به التقرير والمتعلق بـ”ترسيم 25 سبتمبر يوما لتكريم الحركى”، مع إعطاء مساحة أكبر لتاريخ فرنسا في الجزائر في المناهج الدراسية.
واعتبر أغلب الباحثين والمتثقفين في الجزائر، أن تقرير ستورا، عمل يندرج في إطار المقترحات التي تعكس وجهة نظر فرنسا وحدها من هذا الملف، أنه تم تحديد الإطار الذي وجب أن يقع فيه التقرير من قبل سلطات بلاده، كما اعتبر مؤرخون أن التقرير لا يعد سوى أكاذيب لا تمت بصلة لأرض الواقع.

صحفي فرنسي يؤكد أنه يجب على فرنسا تقديم اعتذاراتها للجزائر
ولم تقتصر الانتقادات التي طالبت التقرير على المثقفين في الجزائر فقطن بل حتى المثقفين والمنظمات الفرنسية، حيث دعا الصحفي السياسي الفرنسي، جون ميشال أباتي، فرنسا إلى ضرورة توجيه اعتذاراتها للجزائر حيث أن احتلالها (1830-1962) لا يشبه أي احتلال آخر نظرا للعنف الذي تميز به، ووصفه بـ”بالعمل السياسي الطائش”.
وأكد أباتي في تصريح له أدلى به لقناة فرنسية خلال نقاش حول الاستعمار الفرنسي، بالقول إن “احتلال الجزائر لا يشبه احتلالا آخر. يجب علينا تقديم اعتذارات للجزائر”.
واسرد الصحفي بالقول “نحن لا نعلم سبب احتلال فرنسا للجزائر يوم 5 جويلية 1830. لقد كان عملا سياسيا طائشا”، وأوضح أنه في تلك الفترة كان شارل فيليب دو فرانس، المعروف باسم شارل الخامس شن عملية عسكرية لمجده الشخصي” و”25 يوما من بعد فقد شارل الخامس السلطة يوم 30 جويلية 1830 تاركا مكانه للويس فيليب”- يضيف الصحفي الفرنسي- وأشار إلى أنه “لا أحد كان يعلم ما يجب القيام به في الجزائر”.
وقال أباتي “وانطلاقا من هنا بدأ احتلال فرنسا للجزائر والذي كان عنيفا جدا مما دفع الصحافة الأوروبية إلى شن حملة سنة 1845 للتنديد بهذا الاستعمار”، ووصف تسمية شارع باسم الماريشال “توماس بيجو” بالفضيحة كونه كان سفاحا للدماء. كما ندد أباتي باحتلال فرنسا للجزائر، وأعرب عن استيائه من حرمان الأجيال الجزائرية من حقوقها وأراضيها.
وأضاف الصحفي المعروف بمواقفه السياسية العادلة والشجاعة بالقول: “لقد استولينا على أراضي الجزائريين ومنعنا 5 أجيال من التمدرس كما أطلقنا قذائف النابالم على القرى الجزائرية”.
رزيقة. خ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super