جريدة الجزائر اليومية الجزائرية
مقالات مشابهة
كانت الصدفة وحدها هي التي جعلتني اكتشف هذا الكاتب الذي ليس كالآخرين من كتاب جيله من المسرحيين، الصدفة لعبت دورها وأنا أتسكع في نهج ديدوش مراد بالعاصمة وكالعادة دخلت مكتبة لبيع الكتب القديمة ورخت اقلب في الكتب المكدسة فوق بعضها فوقعت عيني على كتاب (كلمات من أجل الحياة… مسرحيات قصيرة) وبدون تردد سألت عن سعر الكتاب ودفعت الثمن الذي ذكره دون مساومة.
الكتاب يضم مجموعة من النصوص المسرحية لكتاب من الجيل الجديدة متفاوتة الطول ولكنها في مجموعها تكسر قواعد الكتابة المسرحية عند الجيل السابق وتستفيد من العبثية إلى أقصى الحدود، من بين الكتاب الذين لهم نص في الكتاب كاتب اسمه محمد روابحي.
تقول سيرته انه كاتب فرنسي يحمل الجنسية الفرنسية لكن أبوه جزائري من الذين حاربوا كمجندين في فيلق الأهالي وإلى جانب الجيش الفرنسي قوات الاحتلال الهتليري لفرنسا…
والظاهر إن الأب استقر في فرنسا بعد انتهاء الحرب أما أمه فقد كانت مجاهدة في الثورة التحريرية، ورغم ذلك اختار الابن الجنسية الفرنسية إذ ولد في سنة1965 بأحدي مقاطعات العاصمة الفرنسية وزاول تعليمه فيها ثم دخل إلى المدرسة العليا للفنون وفنيات المسرح ليلتحق لعدها بالكونسرفاتوار الوطني الفرنسي ودراسة الفنون الدرامية أين التقى بأساتذة كبار وتعلم منهم وعلي يدهم فنيات الكتابة والتمثيل فهو إلى جانب انه كاتب نصوص مسرحية ممثل قد مثل العديد من المسرحيات وكذا في بعض الأفلام السينمائية كما انه مخرج اخرج للمسرح عديد المسرحيات من كتابته أو لكتاب آخرين ويحتل مكانة مرموقة واحتفى النقاد بأعماله ونال عنها جوائز أدبية قيمة:
محمد روابحي كتب الكثير من الأعمال نذكر منها:
1.. تشظيات كابوزي 1994.
2.. المشيدون الجدد 1997.
3.. حياتي القصيرة دون شيء 1997.
4.. عمر الدم 1998.
5.. اعترافات 1998.
6.. ماكولم اكس 2000.
7.. داخايا ليل خارجيا نهار 2000.
8.. أنا جان نويل مونيل رئيس دون نهاية 2020 ..
ثم نص آخر بعنوان (طفل مثل الآخرين) ليس عليه سنة الكتابة وقد مثله وأخرجه وفي هذا النص حديث عن أب يتذكر قصصا من طفولته وهو على سرير المرض في المستشفي وفي الساعات الأخيرة قبل وفاته يتذكرها ويحكيها لولده الواقف عنده والذي نجده في لوحات أخرى وقد أصبح هو الآخر أب ويرقد في المستشفي مثل أبيه يحكي قصصا يتذكره لولده، مشاهد تزاوج بين أب وابنه أصبح بدوره أبا وبدور يتذكر حكايا من طفولته إما عاش مثل الأب وإما تمت حكايتها له هو التاريخ يتكرر مع الأبناء وسيصبح الابن الآخر بدوره أبا وسوف يحكي بدوره حكايات من طفولته ولابنه أنها دورة الحياة، ولا شك أن الأب الأول والابن الأول كذلك هما محمد روابحي وأبيه فمحمد يعيش ما كان يحكيه له أبوه، قبل وفاته.
وفي أحد المستشفيات وهو بدور يحكيها لابنه هكذا يتصور نفسه حين يصبح في سن أبيه وراقدا بدوره في المستشفي فتغزوه الحكايات التي عاشها في طفولته فيرويها لابنه لأنها وارثة الوحيد من أسلافه وهو لا يريدها أن تضيع فيورثها لابنه الذي سيقوم بدوره لتوريثها لولده.
يــتبع
…
لمحة تعريفية: علاوة وهبي، كاتب وإعلامي متقاعد، كان من أهم المسرحيين ممارسا، حيث يعد من مؤسسي فرقة ״كراك״ المسرحي بقسنطينة إلى جانب عبد الحميد حباط، ألف العديد من النصوص المسرحية، تم تقديمها وحاز عن أحدها بعنوان ״الضوء״ الجائزة الأولى سنة 1966 في مهرجان عيد الاستقلال والشباب. وله عدة مؤلفات منشورة في القصة والرواية والمسرح والشعر، ومجموعة كتب مترجمة عن الفرنسية في مجالات مختلفة، أهمها ترجمة مسرحية ״لمحمد ديب״، و״استراحة المهرجين״ لنور الدين عبة وآخرين من الغرب.
علاوة وهبي