جريدة الجزائر اليومية الجزائرية
مقالات مشابهة
أجمع أطباء وخبراء على ضرورة استجابة الجزائريين لدعوات التلقيح، مؤكدين على توفير الإمكانيات اللازمة سواء من ناحية اللقاحات التي ستصل تباعا إلى غاية نهاية السنة الجارية، وكذلك متابعة الإجراءات الوقائية، داعيين المواطنين إلى الالتزام بها وعدم التهاون حتى نتمكن من الخروج من الوضعية الوبائية.
وفي هذا السياق كشف رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث، البروفيسور مصطفى خياطي أن “حملة التقليح في الجزائر إلى غاية اليوم هي تجريبية وذات أولوية لكبار السن والأمراض المزمنة وأصحاب الوظائف الاستراتيجة”.
وأوضح خياطي في تصريح لـ “الجزائر” أن “الحملة الحقيقية ستنطلق مع بداية مارس مع وصول دفعات جديدة من اللقاح مما سيسمح بتلقيح أكبر عدد من المواطنين”.
وفي حديثه عن الوضعية الوبائية في الجزائر، قال خياطي إن “الجزائر تعرف حالة من الاستقرار لكن يجب دائما الإبقاء على التدابير الوقائية، وضرورة الاستمرار في حملة التحسيس ضد فيروس كورونا بالتزامن مع رفع القيود على بعض الأنشطة التجارية”، مشيرا إلى أن “الخطر لا يزال قائما”.
وأشار المتحدث ذاته إلى أن “المختصين ينتظرون ما ستؤول له نتائج الوضعية الوبائية بعد أسبوعين، خاصة مع حالات الاحتكاك الموجودة في المحلات التجارية والمقاهي حيث يتطلب الأمر التزام المواطنين بالتباعد ووضع الكمامة”. في المقابل حذر خياطي من إهمال الاجراءات الوقائية خاصة في ظل الحديث عن سلالة جديدة للفيروس التي ظهرت في قارتي أوروبا وأمريكا.
وفي السياق ذاته ثمن خياطي قرار الحكومة برفع القيود عن بعض الأنشطة التجارية والفتح الكلي للمساجد، مستدلا بنتائج الحجر الجزئي وتراجع كل من مؤشر الوفيات وعدد المرضى المتواجدين في غرف الإنعاش، مؤكدا أنه يجب التعامل بحذر من كورونا حتى لا نرجع إلى نقطة الصفر.
وفي رده على سؤال يتعلق بإمكانية اقتناء لقاح “فايزر”، قال خياطي إن “هذا اللقاح في البداية كان مخصصا لبعض الدول لكن خلال الأسابيع المقبلة سيكون له إنتاج عالمي لذلك الجزائر سيكون بإمكانها اقتنائه”.
وأشار المتحدث أن الجزائر كغيرها من الدول مضطرة لتنويع اللقاحات بسبب الضغط الحاصل على السوق العالمية، موضحا ذلك بالقول: “مستحيل أن نجد مخبر يمحننا 40 مليون جرعة لذلك يجب تنويع للقاحات لتلبية حاجيات المواطنين”.
من جانبه، كشف الدكتور محمد ملهاق، بيولوجي سابق بمخابر التحاليل الطبية، وباحث في علم الفيروسات في تصريح لـ”الجزائر” أن “عملية التلقيح هي ذات أولوية في الوقت الراهن للفئات المعنية من كبار السن وقطاع الصحة والأسلاك الأمنية وهو ما يحدث في كل الدول حيث تنطلق العملية بفئات معينة تم تكون على نطاق واسع لتشمل كل المواطنين بغية تحقيق المناعة الجماعية”.
و اعتبر الدكتور محمد ملهاق، أن “انخفاض عدد الوفيات ونزول عدد الإصابات إلى مستوى محسوس مؤشر إيجابي للوضعية الوبائية في بلادنا، على غرار دول العالم”، وأرجع ذلك إلى عدة أسباب اجتماعية وعلمية، محذّرا في المقابل من التهاون وإهمال التدابير الوقائية.
وفي هذا السياق ثمن ملهاق قرار الحكومة بفتح الأنشطة الاقتصادية والفضاءات الترفيهية، داعيا إلى الالتزام بالتدابير الوقائية المرافقة لرفع الحجر الصحي مذكرا في هذا الخصوص: “بوجوب الخروج من هذا الحجر بالالتزام بشروط الوقاية ويتمثل في ضرورة وضع الكمامة عند الخروج إلى الفضاءات العمومية”. من جهة أخرى أكد الباحث محمد ملهاق، على أنه ينبغي الاهتمام بأمر الوقاية أكثر من التفكير في اللقاح .
أما عن إمكانية اقتناء للقاح فايزر قال الباحث البيولوجي: “تنويع اللقاحات في الجزائر يبقى من اختصاص اللجنة العلمية المكلفة بمتابعة ورصد تفشي وباء كورونا، باعتبارها الأكثر اطلاعا على المعطيات الميدانية، والامكانيات اللوجستيكية التي تملكها الجزائر، من معدات التخزين والحفظ والنقل وغيرها” مشيرا إلى أنه “مادام كل للقاحات فعالة وآمنة فلا حرج في ذلك”.
من جهته أعلن إلياس مرابط رئيس النقابة الوطنية لمهنيي الصحة أن كمية للقاح التي وصلت قليلة لتلبية حاجيات المواطنين لذلك يجب التزويد مراكز التطعيم بجرعات أخرى من للقاح في أقرب في وقت حتى لا يحدث أي مشاكل في عملية التقليح.
وقال الياس مرابط في حديثه لـ “الجزائر” إن نجاح حملة التلقيح مرتبط بمدى تهيئة كل الظروف الملائمة أبرزها توفير اللقاح بصفة منظمة وتدريجية، داعيا إلى ضرورة التحسيس والتوعية وإشراك وسائل الإعلام في العملية، مضيفا أن عملية التلقيح ستمتد لأسابيع وربما لأشهر”.
من جهة أخرى، أكد الياس مرابط أن “الحالة الوبائية مستقرة والمستشفيات لا تعاني من الضغط وهذا بعد تراجع أعداد الإصابات في الجزائر”.
وشدد رئيس النقابة الوطنية لمستخدمي الصحة العمومية، على ضرورة احترام شروط الوقاية من قبل المواطنين في مختلف الولايات، رغم انخفاض أعداد حالات الإصابة بوباء كورونا المستجد كوفيد19 وتوفير للقاح، كاشفا أنه يحب التطبيق بصرامة للبرتوكولات الصحية حتى نتمكن من الخروج من أزمة كورونا.
فلة سلطاني