بات هاجس زيادة الإنتاج الأمريكي بشكل كبير وكذا الخطة المستقبلية التي وضعتها “أوبك” في اجتماع فيينا لتحقيق توازن في السوق الدولية، أمرين يشكلان ضغطا على أسعار النفط التي انخفضت بشكل ملحوظ خلال الأيام الأخيرة.
ويخشى مراقبون من تأثير مجموعة من العوامل على أسعار النفط من بينها نمو إنتاج النفط بشكل كبير في الولايات المتحدة الأميركية، وذلك بعدما أعلنت إدارة معلومات الطاقة الاثنين، أنها تتوقع ارتفاع الإنتاج الأمريكي من النفط الصخري إلى 5 ملايين برميل يوميا خلال شهر أفريل المقبل، وهو ما سيكون أعلى مستوى شهري له في ما يقرب من عام، إضافة إلى توقعها صعود إنتاج سبعة من كبار منتجي النفط الصخري في الولايات المتحدة بنحو 109 آلاف برميل يوميا إلى 4.962 ألف برميل يوميا في أفريل، مقارنة مع مستواه في مارس.
وعلى هذا الأساس، أبدت روسيا عبر وزير التنمية الاقتصادية مكسيم أوريشكين، تخوفها من تأثر “أوبك” بهذه العوامل، حيث لفت اوريشكين إلى أن التقييم سيكون مرتبطاً بوضع الأسعار في الربع الأول، مشيرا إلى أن الوزارة لم تتوقع أبداً بقاء أسعار النفط عند مستوى 55 دولاراً أميركياً للبرميل لمثل هذه الفترة الطويلة.
وكان وزير الطاقة الروسي، ألكسندر نوفاك قد أكد أول أمس أن إنتاج النفط الصخري في العالم سيتم أخذه بعين الاعتبار ضمن العوامل الأخرى أثناء اتخاذ القرار حول إمكانية تمديد اتفاق فيينا.
وكانت أسعار النفط قد استقرت خلال تداولات أمس، بالقرب من أدنى مستوياتها في أربعة أشهر، وسط ترقب المستثمرين لصدور بيانات حول المخزونات الأمريكية من الخام خلال الأسبوع الماضي، واستقرت العقود الآجلة لخام “برنت” القياسي عند 51.37 دولار، بينما استقر خام “نايمكس” الأمريكي عند 48.38 دولار للبرميل.
وتأتي هذه المخاوف في خضم انخفاض أسعار النفط بشكل ملحوظ خلال الأيام الأخيرة، حيث وصلت أسعار “برنت”، ولأول مرة منذ 30 نوفمبر العام الماضي، إلى أقل من 51 دولاراً، كما يواصل السوق استعادة بيانات الأسبوع الماضي حول نمو إنتاج النفط وعدد منصات الحفر في الولايات المتحدة الأميركية، بالإضافة إلى ذلك ووفقاً لمعطيات وزارة الطاقة الأميركية، انخفض احتياطي مواد الخام بشكل كبير في البلاد، أي خلال الأسبوع الماضي، انخفض مباشرة 8.2 مليون برميل (أي حتى 528.4 مليون برميل).
هذا وكانت دول منظمة “أوبك” قد توصلت في اجتماعها، يوم 30 نوفمبر الماضي، إلى اتفاق بتخفيض حجم إنتاجها للنفط إلى 1.2 مليون برميل يوميا، بينما اتفقت الدول من خارج المنظمة على أن يبلغ الحجم الإجمالي لخفض إنتاجها للنفط ما قيمته 558 ألف برميل يوميا، منها روسيا — 300 ألف برميل. وتم إبرام الاتفاق في النصف الأول من عام 2017 مع إمكانية التمديد.
عمر ح
الرئيسية / الاقتصاد / بعدما انخفضت إلى ما دون 51 دولار:
أسعار النفط تتأرجح بين النفط الصخري واتفاق الجزائر
أسعار النفط تتأرجح بين النفط الصخري واتفاق الجزائر