أحدث تسجيل سلالات متحوّرة من فيروس كورونا في الجزائر نقاشا بين الخبراء والأخصائيين حول مدى تأثير هذه السلالات الجديدة في الوضعية الوبائية، وهذا عقب إعلان معهد باستور عن تسجيل حالات إصابة بالمتحور الهندي، البريطاني والنيجري في السياق ذلك، أفاد وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، عن تسجيل 20 سلالة متحورة من فيروس كورونا في البلاد.
وحذر خبراء الصحة في الجزائر، من هذه السلالات المتحورة التي لم تكشف بعد عن كل أسرارها، وفي هذا السياق، أوضح الدكتور محمد ملهاق، الباحث في علم الفيروسات والبيولوجي السابق في مخابر التحاليل الطبية، في تصريح لـ”الجزائر”، أن هناك ثلاثة أنواع من سلالات هناك “سلالة تحت المراقبة”، يأتي ترتيبها بعد ما يسمى بالسلالات “المثيرة للقلق” وسلالات تحت الدارسة أو في التقييم حسب ما صنفته منظمة الصحة العالمية لذلك لمعرفة مدى خطورة هذه سلالات يجب أولا تصنيفها ودراستها حتى نتمكن من مقارنتها مع سلالات أخرى موجودة مع باقية الدول.
وأشار محمد ملهاق إلى أن الدراسات شحيحة جدا في مجال السلالات بالنظر إلى عدد الإصابات، مشيرا إلى أنّ من طبيعة الفيروسات التطوّر والتحوّر وتغيير الصيغات الجينية الخاصة بها أو ما يسمى بالطفرات.
وأشار الخبير ذاته، إلى أن السلالات الجديدة ليست بالضرورة أن تكون مستوردة ربما تكون قد تطورت في الجزائر وهذا راجع لطبيعة الفيروس، ولذلك يجب دراستها ومعرفة مصدرها وأي نوع هي.
وفيما يخص مسألة فتح الحدود، قال ملهاق أن “الحلول العلمية مع الوباء موجودة من أجل التعايش مع الوباء ومنع انتشار سلالات القادمة من الخارج وهو تبني سياسة الحجر في الفنادق والاعتماد على جواز سفر صحي.
وحول الوضعية الوبائية الحالية في الجزائر، أكد المتحدث ذاته، أن “هناك حالة من الاستقرار في عدد الإصابات لكن يجب عدم التراخي والتهاون حتى لا نعود إلى نقطة الصفر”.
وذكر ملهاق بأهمية التشديد على إجراءات الوقاية وارتداء الكمامات والتباعد الجسدي باعتبارها الحل الوحيد في الوقت الراهن والتسريع في وتيرة التلقيح حتى نتمكن من الوصول إلى مناعة جماعية التي تتطلب تلقيح 70 بالمائة من الجزائريين.
من جانبه، أكد الطبيب الدكتور لخصر أمقران أن السلالات المتحورة في العالم تتعدى ألفي سلالة لكن السلالات أكثر انتشارا هي البرازيلية والهندية والبريطانية والنيجيرية التي ظهرت بقوة في الكثير من البلدان.
وأوضح الدكتور أمقران أن السلالات أنه في بعض الأحيان لا توجد له أعراض ظاهرية، كما أن السلالة الجديدة لا تستوطن منطقة البلعوم بل قد تؤثر مباشرة على الرئتين وقد تكون بأعراض مختلفة قيئ كثير وإسهال لذلك معرفتها يجب تحليل دقيق حتى نتمكن من معرفة نوع السلالة وكيفية التعامل معها.
وشدد الدكتور لخضر أمقران على أنه إذا أردنا أن تفادي هذه السلالات علينا فقط الالتزام بالبروتوكول الصحي حيث تكثر الخرجات والتجمعات والأسواق كما أن المسؤولية الفردية هي المطلوبة حاليا قبل الجماعية لبس الكمامة، التباعد، غسل اليدين وحماية كبار السن والمرضى.
أما المرحلة الثانية فتتمثل حسب المختص في تسريع عملية التلقيح التي تمكننا من تفادي انتشار السلالات المتحورة في الجزائر، مؤكدا أن الجزائر تهدف من خلال تكثيف عمليات التلقيح ضد فيروس كورونا، لبلوغ المناعة، لكن يتعين تلقيح أكثر من 70 بالمائة من المواطنين للخروج بسرعة من هذا الوباء لكن حاليا أمر صعب نظرا للصرع العالمي القائم على اللقاحات ولذلك يبقى الخطر يداهم الجميع في ظل تسجيل مظاهر الاستهتار والتهاون لذلك يجب التزام بالاجراءت الوقائية وعدم التراخي أو التهاون .
من جهته، كشف البروفيسور نيبوش خلال استضافته بإذاعة سطيف، أنه ليس هناك نقص في التكفل بمرضى كوفيد19 وعدد المرضى في الإنعاش ضئيل ومتحكم فيه، كما أننا مازلنا نسجل حالات وفيات يوميا بمعدل تقريبا 300 وفاة شهريا.
وأوضح رئيس مصلحة طب الأمراض القلبية بالمركز الإستشفائي بحسين داي، أن الفيروسات الجديدة لا تشكل ضغطا في حال ما إذا بقيت الحالة الوبائية مستقرة بالرغم من تسجيل حالات بالسلالات المتحورة في الجزائر.
وأكد الأخصائي “لا أرى خطورة لحد الآن في الوضعية الصحية خاصة وأن السلالات الجديدة سجلت منذ شهرين ولم تنتشر بسرعة”.
وأشار نيبوش إلى أنه إذا انتشر الفيروس المتحور ومس عدة ولايات فقد يشكل خطرا على الصحة العمومية، كما قال البروفيسور إن السلالات المتحورة لا تعطي ولا تعمل بالأسلوب نفسه الذي نراه في الخارج.
كما أكد البروفيسور نيبوش، أن “الفيروس المنتشر في الجزائر لا يملك الخطورة نفسها ولا الأسلوب نفسه كالمنتشر في دول كثيرة”.
فلة. س