الأحد , سبتمبر 29 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / الوطني / قادة أحزاب يقدمون تفسيرات "غريبة" عن أرقام قوائمهم:
خطاب الحملة.. خروج عن المألوف وتصريحات تصنع الحدث

قادة أحزاب يقدمون تفسيرات "غريبة" عن أرقام قوائمهم:
خطاب الحملة.. خروج عن المألوف وتصريحات تصنع الحدث

تباينت الخطابات التي اعتمدها قادة الأحزاب والمترشحون خلال الحملة الإنتخابية بين الجد والهزل، فهناك من اختار التركيز على برنامجه وتبني أسلوب إقناع الناخب بتحسيسه بأهمية هذا الموعد الانتخابي ومنهم من أحدث الضجة بتصريحات خارجة عن “المألوف”.
ومع انطلاق الحملة الإنتخابية لتشريعيات 12 جوان التي راهن كل من دخل معتركها بإحداث قطيعة مع ممارسات الماضي وانتهاج أساليب وذهنيات جديدة، إلا أنه مرشحين أطلوا بخرجات إعلامية “غريبة” صنعت الحدث خلال تنشيطهم للحملة الانتخابية، خاصة عبر مواقع التواصل الإجتماعي حيث ذهب بعضهم لـ”التبرك” بالأرقام التعريفية حيث رأوا أنها أرقاما “مباركة”.
حزب جبهة التحرير الوطني، الذي تبني شعار”نتجدد ولا نتبدد” وعلى الرغم من رهان أمينه العام، أبو الفضل بعجي بإحداث قطيعة مع ما مضى إلا أن خطابه لقي تعليقات ساخرة من قبل رواد مواقع التواصل الإجتماعي عند تبركه بالرقم 7، وجاء على لسانه: “حبانا الله سبحانه وتعالى في القرعة وبإشارة ربانية منه إشارة التفاؤل بالرقم 7 ..هذا الرقم هو رقم مبارك”، وفي انتقاده للمعارضة وصف بعجي الحزب ومناضليه بـ”حراس معبد الجمهورية “، وقال إن “حزبه سيظل في الصفوف الأولى لأنه خلق ليسود ويحكم”.
ومن جانبه، صنع رئيس حركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري، الحدث خلال تجمع له بولاية الوادي حين رقص على أنغام “الدبكة” الفلسطينية، وما قام به مقري لم يمر مرور الكرام عبر الفضاء الأزرق حيث نال الأخير نصيبه من التعليقات.

تبرك بالأرقام
حزب الحكم الراشد وعلى لسان رئيسه، عيسى بلهادي ذهب هو الآخر ليتبرك برقمه في محاولة لاستمالة الناخبين له بالقول إنه دلالة تاريخية وأن 22 يرمز لمجموعة 22 المفجرين للثورة التحريرية.
فيما ربط رئيس حزب صوت الشعب، لمين عصماني، الرقم التعريفي لقوائمه 15 برقم النجدة وقال في أحد تجمعاته الشعبية: “ربي اعطانا رقم 15 وهو رقم النجدة”، وانضم للمجموعة حزب جبهة العدالة والتنمية والذي قال أحد قياديه ،لخضر بن خلاف، لدى تنظيمه للقاء جواري: “14 رقم يذكرنا برقم الحماية المدنية ونحن نريد إطفاء نيران العصابة وأذنابها”.

عين على البرلمان وأخرى على المحليات
وحضر الحديث عن المحليات في خطابات الأحزاب السياسية في عزِّ الحملة الإنتخابية للتشريعيات12 جوان، حيث راح رؤساء الأحزاب خاصة التقليدية منهم، وكذا والقيادات ممن نشطوا التجمعات الشعبية لإطلاق وعود للمناضلين المقصيين ولمن لم يسعفهم الحظ لدخول المعترك الإنتخابي وذلك لامتصاص غضبهم، وأمين عام “الأفلان” الذي بعد أن غازل مناضلي حزبه وعد بدراسة كل الطعون والنظر فيها ومنح مكانة للمقصيين ولمن لم يسعفهم الحظ بدخول معركة التشريعيات أن يكونوا في الإنتخابات المحلية القادمة، والأمر نفسه بالنسبة للأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي الذي راح يتحدث عن المنتخب المحلي وتوسيع صلاحياته.

خطاب واقعي لاستمالة الناخبين
فيما لم تخل الحملة الإنتخابية من الخطابات الواقعية حيث راح البعض لتقديم وعود واقعية تلامس الحياة اليومية للمواطنين، فعلى الرغم من الإنتقادات التي وجهت للمترشحين إلا أن البعض منهم قدم خطابا واقعيا بعيدا عن الشعبوية واستعراض العضلات عبر الوعود ومحاولة استمالة الناخبين بشتى الطرق.

المحلل السياسي، عبد الرحمن بن شريط:
“الشعبوية ولغة الخشب فرضت نفسها”
ومن جهته، أكد المحلل السياسي، عبد الرحمن بن شريط أن ما يطبع الحملة الإنتخابية من خطاب سياسي غير عال المستوى “ليس بجديد بل متوقع وتعود عليه الجزائريين خلال الحملات الإنتخابية السابقة وهي تكرار لسيناريو ذاته من محاولة الإستقطاب والإقناع الظرفي وبعدها تطوى الصفحة”.
وقال بن شريط في تصريح لـ”الجزائر” “لم أكن أتوقع خطابا علميا يعتمد على برامج وتصورات للمشاكل التي تعيشها البلاد بل ما نشهده في الحملة الإنتخابية من تهريج وفلوكلور هو المتوقع لأن الهدف هو الوصول لقبة البرلمان بتبني خطاب شعبوي يعتمد على الوعود لا الواقعية.
وأضاف في السياق ذاته: ” بالنسبة للأحرار فقد اعتمد خطابهم على تلميع صورهم واستعراض مسارهم التعليمي أو المهني وطبع خطابهم الشخصنة في الوقت الذي راحت الأحزاب لاستغلال الحراك الشعبي والقضية الفلسطينية”.
وتابع المحلل السياسي: “هناك تهريج وخطاب غير مقنع وعنوانه الأكبر “انتخبوني فقط” دون محاولة الإستمالة ببرنامج واقعي تحليلي”، واعتبر المتحدث ذاته بأن “هذه الحملة الإنتخابية لم تكن في المستوى بالنظر للغة الخشب المستعملة من طرف الأحزاب السياسية وحتى القوائم الحرّة”، وتابع في السياق ذاته “لا شيء يقنع في خطابات الأحزاب.. لم تحمل الجديد معها لإقناع المواطنين إضافة إلى القاموس الإنشائي بالدرجة الأولى الذي طغت عليه الوعود كالعادة”.

أستاذ علوم الإعلام والاتصال، العيد زغلامي:
“المترشحون يبحثون عن التميز والإستثناء لإقناع الناخبين”
أكد أستاذ علوم الإعلام والاتصال، العيد زغلامي أن الحملة الإنتخابية لا تخضع لمنطق والحملة تنافسية على أشدها بين المترشحين وكل طرف يحاول استعمال كل ما لديه من مؤهلات وقدرات، ويرى زغلامي أن المترشحين يحاولون أن يصنعوا التميز من خلال حملتهم الإنتخابية إلا أن المطلوب- حسبه- “برلمان يضع حدا للشكارة والمحسوبية والرداءة”.
وقال زغلامي في تصريح لـ”الجزائر” بخصوص خرجات المترشحين للتشريعيات والتي صنعوا من خلالها الحدث عبر مواقع التواصل الإجتماعي بالقول: “الشيء الجديد في هذه الحملة الإنتخابية هو ظهور عدد هائل من القوائم الكثيرة التي ستشارك في الحملة الإنتخابية، وبديهي أن أعدادا هائلة من المترشحين التي تحت لواء الأحزاب السياسية أو قوائم حرة مستقلة وهذا ما يعطي لهذه الإنتخابات منافسة شديدة، ومن هنا فكل من المترشحين يحاول أن يوظف أساليب وتقنيات الترويج والدعاية لا لشيء لإقناع الناخبين، وربما في بعض الأحيان نرى مقاربات أو طرق أو مناهج تشويقية غريبة ولكن هذا يرجع لأن كل مرشح منهم يحاول أن يبدع بطريقة الإمتياز والبروز والظهور أمام الجمهور العريض أمام الناخبين بأنه هو الإستثناء وهو الذي يمكن أن ينال رضا الجمهور” .
وأضاف محدثنا: “كل مترشح يحاول أن يخلق الاستثناء ويعتبر نفسه أنه الأساس والمتميز وهو الأكثر لباقة وأكثر نزاهة ومسؤولية، لهذا يستعمل وسائل عديدة قد يعتبرها البعض غير مقبولة”، وتابع: “الحملة الإنتخابية لا تخضع لمنطق والحملة الإنتخابية تنافسية على أشدها بين المترشحين وكل طرف يحاول استعمال كل ما لديه من مؤهلات وقدرات ومن حيل وغيرها”.
وعن إحداث قطيعة مع الممارسات والخطابات السابقة يرى زغلامي أن “الكل يعتبر أنه الأجدر وأنه الأنظف وأنه الأرقى وأنه الكفء، باستعماله وتوظيفه لوسائل وحيل إن صح القول”، مشيرا إلى أن المترشحين يحاولون توظيف كل الأدوات والوسائط التي بحوزتهم، مشيرا إلى أن مرشحي التشريعيات يحاولون أن يصنعوا التميز من خلال حملتهم الإنتخابية إلا أن الكلمة الأخيرة ترجع للناخبين الذين سيختارون ممثليهم عبر الصناديق، ويرى أن “المطلوب برلمان يضع حدا للشكارة والمحسوبية والرداءة.. برلمان بوجوه لها أخلاق ومبادئ وقيم والكفاءة وحب الوطن وخدمة البلد”.

المحلل السياسي، محمد طايبي:
“خطاب الحملة انعكاس لتراجع دور النخب”
بالمقابل، اعتبر الأستاذ الجامعي المختص في علم الاجتماع السياسي، محمد طايبي أن الخطاب المتبنى اليوم خلال الحملة الإنتخابية ليس له تأثير ولا يرقى لما ينتظره الشعب بل ما نراه اليوم – على حد تعبيره – هو ملئ للفراغ وخطاب لا يجد من يستمع له والأهم أنه لا وجود لخطاب صحيح والذي يحتاج لمعطيات وقناعة تكون فيه للكلمة قيمة.
وقال طيبي في تصريح لـ “الجزائر” إن “الخطاب السياسي هو ترجمة لوعي النخب والتي دورها قيادة الرأي العام والخطاب الإنتخابي من حيث بنيته الدلالية ومن مقاصده هو كسب الرأي العام وهي صناعة لها أهلها وما نلاحظه اليوم هو تراجع للنخب البناءة في المجتمع وأفرغت الأحزاب السياسية من النخب”، وتابع: “الخطاب المتبني خلال الجملة الإنتخابية اليوم ليس له تأثير ولا يرقى لما ينتظره الشعب بل هو مجرد خطاب تسويقي لتبرير الحظور وإظهار التنافس الإنتخابي وطبعها الارتجال”.
خديجة قدوار / زينب بن عزوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super