بدت بعض الأحزاب السياسية والقوائم الحرّة في الساعات الأخيرة وكأنها تتسابق فيما بينها للإعلان عن فوزها سواء ذلك عبر الفضاء الأزرق أو بإخراج بيانات وحتى تصريحات إعلامية في الوقت الذي يتوالي الإعلان عن النتائج الأولية من طرف مندوبيات السلطة المستقلة للإنتخابات في انتظار الإعلان عن النتائج النهائية خلال فترة 96 ساعة التي أعلن عنها رئيس السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات.
ففي الوقت الذي فضلت بعض التشكيلات السياسية التزام الصمت وانتظار الإعلان عن النتائج النهائية، كان حزبا جبهة التحرير الوطني وحركة مجتمع السلم أولى التشكيلات السياسية التي اتجهت قيادتهما للإعلان عن فوزهما بالأغلبية في تشريعيات 12 جوان، فحركة مجتمع السلم أصدرت بيانا أول أمس، أكدت من خلاله تصدرها النتائج في أغلب الولايات وفي الجالية بالخارج.
وأوردت في بيانها: “تؤكد حركة مجتمع السلم بأنها تصدرت النتائج في أغلب الولايات وفي الجالية، ونوجه وافر التحية والتقدير للمواطنين الذين صوتوا على قوائمنا في داخل الوطن وخارجه، غير أننا ننبه بأنه ثمة محاولات واسعة لتغيير النتائج وفق السلوكيات السابقة، ستكون عواقبها سيئة على البلاد ومستقبل العملية السياسية والانتخابية”. وأضافت: “وندعو رئيس الجمهورية إلى حماية الإرادة الشعبية المعبر عنها فعليا وفق ما وعد به”.
وتبعها تصريحات إعلامية للأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، أكد الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، بعجي أبو الفضل في تصريحات إعلامية بأن “الأفلان حصد المركز الأول في تشريعيات 12 جوان في غالبية ولايات الوطن والجالية”.
وتابع: “كنا ننتظر هذه النتائج وسبق لي أن صرحت بهذا مرارا وتكرارا بمختلف التجمعات الشعبية التي نشطتها بمختلف ولايات الوطن حيث أكدت أن الحزب هدفه الأول من هذه التشريعيات هو المحافظة على الريادة التي كان يحوز عليها من قبل، وهذا نابع أولا من أيماني بالله عز وجل و ثانيا إيماني أن الشعب الجزائري سوف يلتف حول قوائم جبهة التحرير الوطني”.
وأضاف: “كما تعتبر النتيجة التي تحصل عليها الأفلان رد من الشعب الجزائري للذين طالبوا بإدخال الأفلان إلى المتحف فأدخله الله في قلوب الجزائريين كما تأتي هده النتيجة كرد فعل على الظلم الذي مورس على الحزب”.
وكتب القيادي في الحزب نفسه، عبد الوهاب بن زعيم على حسابه الرسمي فيسبوك: “الشعب يجدد الثقة في أبناء جبهة التحرير الوطني فوز مستحق سنبقى أوفياء لبيان أول نوفمبر.. ثقتكم أمانة في أعناقنا”.
سلطة الانتخابات تخرج عن صمتها
دفع حديث بعض التشكيلات السياسية عن تصدرها لنتائج التشريعيات في أغلب الولايات ممثلة في حركة مجتمع السلم والتي راحت مساء أمس أول لإصداربيان أكدت فيه ظفرها بالأغلبية في كل الولايات وحذرت من التلاعب بالنتائج وتجاوزتها لمطالبة رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون بحماية الإرادة الشعبية السلطة الوطنية للإنتخابات للخروج عن صمتها وانتقاد أصحابها والتأكيد على أنها أهل للمسؤولية التي أوكلت لها.
وأكدت سلطة الوطنية المستقلة للإنتخابات بأنها أوفت بما تعهدت والتزمت وفقا للدستور والقانون العضوي للإنتخابات بتوفير كل شروط النجاح والضمانات التي مكنت الشعب من الإنتخاب والإختيار بما حققت رضا الذين تقدموا للإنتخابات عن الأحزاب والقوائم المستقلة .
وأوردت في بيانها: “التصريحات والبيانات التي تصدرعن بعض الجهات التي ألفت على مثل هذه الممارسات التي لا أساس لها من صدق أو مصداقية وتمس بإلتزام السلطة المستقلة و نزاهتها التي يشهد لها بالداخل و الخارج بالتصريح على أنها غير قادرة على صيانة و حماية أصوات الناخبين و تدعو رئيس رئيس الجمهور لتحمل المسؤولية بتعبير يحمل عن التهديد و الوعيد”.
وتابعت :”هذا ما يمس بأخلاق الدولة وصون بناء الجمهورية الجديدة ودعوة مبطنة إلى زرع الفوضى والتشكيك وفي هذا الإطار و أمام كل القوائم نجدد عمل مسؤوليتنا بأننا أهل أمانة و قادرون عليها أمام الله و الشهداء و الوطن التاريخ و بكل شفافية نعرضها أمام الشعب ليتبين الصادق عن المفتري .”
كما أكدت السلطة ذاتها :” سبق وأن تم اللقاء معهم وفتح مجال الحوارالذي أدى إلى الإمضاء على ميثاق أخلاقيات الحملة الإنتخابية وكلهم ثقة في السلطة و مسارها في إرساء قواعد الديمقراطية الإنتخابية بعد أن أثبتت جدارتها و مصداقيتها في الإنتخابات الرئاسية ليوم 12 ديسمبر و الإستفتاء على الدستور و اليوم و بنفس الثقة و العزيمة في تجسيد قوانين الجمهورية المنصوص عليها في القانون العضوي للانتخابات.”
وتوجهت سلطة الإنتخابات في البيان ذاته بالتحية والتقدير إلى الشعب الجزائري الذي عبر- حسبها -عن رأيه الإنتخابي في جو سلمي تميز بالديمقراطية و إحترام الإجراءات الصحية وفقا لما أملاه البروتوكول الصحي الوقائي الذي تم إعداده لهذا الإستحقاق .
كما وجهت التحية ذاتها إلى الأحزاب والقوائم المستقلة التي قالت إنها برهنت على وطنيتها والتزامها بميثاق أخلاقيات الحملة الإنتخابية الذي وقعته مع السلطة الوطنية المستقلة للإنتخابات وخاضت أول انتخابات في شكلها وتنظيمها وشفافيتها بحيث كانت على المؤطر والمراقب والساهر على سيرها حتى النتائج.
المندوبيات الولائية لسلطة الانتخابات تكشف عن النتائج الأولية
وشرعت مندوبيات السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات في نشر النتائج الأولية لتشريعيات 12 جوان، بحيث أكد المندوب الولائي للسلطة الوطنية للانتخابات لولاية سعيدة للإذاعة المحلية بأن عملية فرز الأصوات انتهت في ساعة متأخرة من يوم أمس أول وتحصل حزب جبهة التحرير الوطني على مقعدين في الوقت الذي تحصلت قائمة الكفاءة والتجديد على مقعدين، وأشار إلى أن الإثنين فقط تمكنا من تجاوز عتبة 5 بالمائة.
وفي السياق ذاته، كشف منسق مندوبية سلطة الإنتخابات هو الآخر عن فوز جبهة التحرير الوطني بثلاث مقاعد والعدد ذاته بالنسبة لحركة مجتمع السلم و مقعدين لحركة البناء الوطني. وكشفت إذاعة سطيف عن حصول “الأفلان” على 6 مقاعد تليها حركة مجتمع السلم بـ5 مقاعد و4 مقاعد لحزب التجمع الوطني الديمقراطي.
فيما كشف مندوبية سلطة الانتخابات لولاية قالمة في تقريرها عن فوز “الأرندي” بمقعدين ومقعد واحد لكل من جبهة الجزائر الجديدة وصوت الشعب وجبهة المستقبل.
زينب بن عزوز