الإثنين , نوفمبر 25 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / المحلي / العاصمة:
مئات البنايات الآيلة للسقوط تهدد حياة قاطنيها

العاصمة:
مئات البنايات الآيلة للسقوط تهدد حياة قاطنيها

باتت البنايات القديمة تشكل خطرا محدقا على حياة قاطنيها. وتكشف تقارير المراقبة التقنية للبناء عن وجود آلاف منها عبر عدة مناطق، مما يستوجب ضرورة ترميمها أو هدمها كليا، خاصة وأن التقارير تشير إلى أن مجرد سقوط قطرات المطر أو هزة أرضية حتى ولو كانت ضعيفة، فإنها تكون كافية لإحداث الإنهيار، لكن رغم ذلك يضطر قاطنوها العيش فيها لاستحالة إيجاد بديل أو عجز السلطات القضاء على الظاهرة بشكل جذري.
وأصبحت حياة العديد من المواطنين مهدّدة بالموت في‮ ‬أي‮ ‬لحظة،‮ ‬بسبب المساكن والبنايات الهشة التي‮ ‬يعود تاريخ إنشاء بعضها إلى حقبة الاستعمار الفرنسي‮ ‬وبعضها‮ ‬يعود للعصر العثماني،‮ ‬والغريب أن هذه البنايات التي‮ ‬تتهاوى من حين إلى آخر تعرّضت في‮ ‬مناسبات عديدة للترميم،‮ ‬إلا أنّ‮ ‬أخبار الموت جراء انهيار شرفاتها لم تتوقف،‮ ‬فوق رؤوس المارة،‮ ‬فبات شبح الموت‮ ‬يطارد كل من مرّ‮ ‬أو توقّف بجنب تلك البنايات‮. ‬فرغم مخطط‮ ‬الرحلة‮ ‬الذي‮ ‬تشرف عليه السلطات الولائية بالعاصمة منذ سنوات،‮ ‬لفائدة السكنات المتضررة لتقليل الأضرار المحدقة،‮ ‬إلا أنه لا تزال كبرى أحياء العاصمة العتيقة،‮ ‬مثل أحياء باب الوادي،‮ ‬بلكور،‮ ‬حسين داي،‮ ‬تسجل عشرات الأرواح جرّاء هشاشة بناياتها،‮ ‬فكلما حلّ‮ ‬فصل الشتاء،‮ ‬تتهاوى الأسقف فوق قاطينها والشرفات فوق المواطنين،‮ ‬وتستمر هذه الأخطار حتى في‮ ‬فصل الصيف بسبب تصدّع الأخيرة بفعل الحرارة المرتفعة،‮ ‬وهو ما‮ ‬يستدعي‮ ‬التدخل العاجل من طرف السلطات المعنية ووضع حل لهذه البيوت التي‮ ‬باتت تهدد حياة الجزائريين‮.
‬تشهد معظم البنايات بالعاصمة وضعية مزرية بسبب التشققات والتصدعات التي‮ ‬أصبحت تهدد حياة المواطنين القاطنين بها والمارة على حد سواء ما دفع بالعديد من المواطنين لأن‮ ‬يستنجدوا بوالي‮ ‬العاصمة يوسف شرفة،‮ ‬ ‬للتدخل العاجل وإنقاذهم من خطر الموت تحت هذه السكنات الآيلة للسقوط‮.‬

بنايات باب الوادي‮ ‬تهدد قاطنيها
تهدد البناية المتواجدة بباب الوادي‮ ‬قاطنيها،‮ ‬بحيث تشهد هذه الأخيرة حالة متقدمة من التصدعات والتشققات،‮ ‬وهو ما بات‮ ‬يهدد السكان،‮ ‬أين‮ ‬يشهد الحي،‮ ‬الذي‮ ‬يعود إلى الحقبة الاستعمارية،‮ ‬حالة‮ ‬يرثى لها،‮ ‬ويشهد تساقط أجزاء منه ما جعل حياة المواطنين في‮ ‬خطر دائم،‮ ‬أين تواجه العائلات خطر انهيار البناية بهم في‮ ‬أي‮ ‬لحظة بسبب ما ضرب البناية من تشققات وتصدعات عبر أجزائها،‮ ‬وبالرغم من أن هذه الأخيرة صنفت في‮ ‬الخانة الحمراء،‮ ‬أي‮ ‬خانة الخطر،‮ ‬غير أن السلطات لم تقم بإجراءات وقائية لتجنيب السكان كارثة حقيقية،‮ ‬أين باتت هذه الأخيرة‮ ‬غير صالحة للسكن‮. ‬
من جهتهم جددت العائلات القاطنة بنهج “26 الأمير خال”، بالواجهة البحرية لبلدية بولوغين، ولاية الجزائر، نداءها إلى السلطات العليا لترحيلها في أقرب وقت ممكن، حيث تعيش هذه الأخيرة، ظروفا قاسية، أمام خطر انهيار البناية في أي وقت، منذ أزيد من 60 سنة. أكد السكان في تصريحات إعلامية أنه رغم مناشدة رئيس بلدية بولوغين في عدة مراسلات ومصالح ولاية الجزائر، إلا أن مشكلة نهج “26 الأمير خالد”، مازالت حبيسة أدراج الدائرة الإدارية لباب الوادي.
ورغم التحقيقات المتتالية وإعادة تحيين الملفات عدة مرات، إلا أن مسألة ترحيل العائلات لم تجد آذانا صاغية، حيث أصبح المعنيون يتنقلون بين الدائرة الإدارية لباب الوادي ومصالح الولاية، على أمل أن تحل قضيتهم، التي مازالت مبهمة إلى غاية الآن، ولا جديد يُذكر بشأنها. ذكر المعنيون أن هذا المشكل تحول إلى كابوس يؤرقهم، في ظل الظروف الصعبة التي تعيشونها داخل بيوت هشة وآيلة للسقوط، وتصارع جدرانها رياحا عاتية وأمواجا بحر عالية، تنخر أسس بناياتها المهترئة.
أشار السكان ، إلى أن مصالح البلدية قامت منذ عام، بمعية مصالح دائرة باب الوادي والشرطة الحضرية، بإجراء تحقيق مفصل، من أجل تجديد الملفات على أساس انفراج القضية، والتزام المصالح المسؤولة بالتكفل بحلها و”استرجاع السكنات المسلوبة لمن يستحقها”، إلا أن العملية، حسب نفس المصدر، “لم تكتمل، وبقيت الملفات عالقة بدائرة باب الوادي، خاصة بعد تأكيد مصالح الولاية ومديرية السكن عدم تسلّمها ملفات البنايات الهشة بنهج الأمير خالد”. وعليه، يطالب سكان هذا النهج، بالتدخل العاجل لوالي العاصمة يوسف شرفة، ووزير السكن والعمران، من أجل التكفل الفعلي بهذه المشكلة العالقة.
كما باتت بعض العمارات على مستوى شارع “سرفونتاس بالقصبة ”، المعروف ببناياته القديمة الهشة، تهدد القاطنين فيها، أين وحسب شهادات العديد من السكان بالمنطقة، فإن العمارات تعرف حالة جد متقدمة من التصدعات والتشققات، في الأسقف والجدران، لقدمها، حيث يعود تاريخ تشييدها لعهد الأتراك، وهو ما ساهم في تدهورها وتآكلها مع مرور الوقت، مشيرين إلى أنهم باتوا مهددين بالموت تحت الأنقاض في أية لحظة ، مشيرين في السياق ذاته، إلى أن العمارات باتت غير قابلة للسكن، غير أن أزمة السكن التي يتخبطون فيها لسنوات، وانعدام البديل، اضطرهم للمكوث فيها أكثر من خمسين سنة.
وأكد المتضررون، أن البنايات المتواجدة بهذا الشارع مصنفة في الخانة البرتقالية أو الحمراء، غير أن ذلك لم يشفع لهم عند السلطات الولائية التي تقوم بترحيل آلاف العائلات من القاطنين بالقصدير منذ 2014، في حين استثنتهم من العملية، هم والعديد من العائلات، بعد أن حرمت البلدية من كافة عمليات الترحيل التي عرفتها العاصمة، معرجين على حالة بعض العمارات منذ زلزال ماي 2003 أين تم تصنيفها ضمن تلك المهددة بالانهيار التي يمنع السكن فيها، بالإضافة إلى أن البلدية كانت قد وعدتهم بترحيلهم إلى سكنات لائقة وذلك بعد الزلزال بفترة قصيرة إلا أنها لم تف بوعودها بالرغم من أن المصالح التقنية صنفت العمارة ضمن الخانة الحمراء نظرا لخطورة الوضع، أما التشققات العميقة التي أصابت الجدران، فقد دفعت ببعض العائلات إلى مغادرة شققها للسكن في بيت الجيران بعدما انهار جزء من العمارة التي تسببت في تصدعات خطيرة أخرى بإحدى الغرف بالبناية ذاتها نتيجة تهديم بناية محاذية لها.
وبالموازاة مع ذلك، أشارت العائلات إلى أنها تعيش جحيما حقيقيا بسبب الانهيارات، وأبدت تخوفها من أن يكون مصير عمارتهم مماثلا للعمارة المذكورة سابقا نتيجة ما تتعرض له كل من الأسقف والجدران وتساقط شرفات البناية وهذا كلما تجمعت المياه بالسقف وتبدأ في النفاذ بتسربها إلى داخل الغرف حتى أصبحت الجدران والأسقف كلها تعاني الانهيار في أية لحظة فوق رؤوس ساكنيها، وهو ما تعكسه الاهتزازات المتتالية بمجرد مرور مركبات أو شاحنات، الأمر الذي، حسبهم، يزيد من تخوفهم من الردم تحت الأنقاض، وهو المشكل الذي دقت بشأنه العائلة ناقوس الخطر مطالبة السلطات الوصية على رأسها رئيس الجمهورية بالتدخل السريع لإنقاذهم من موت أكيد يتربص بهم في أية لحظة.
وحسب شهادات العديد من الخبراء والمهندسين، الذين لا ينفكون عن دق ناقوس الخطر، بسبب ما تضمه العاصمة من “بنايات الموت” التي باتت تشكل مصدر رعب وخوف بشكل يومي للقاطنين بها، الذين لم يجدوا بديلا عنها، بعد أن حرموا من عمليات إعادة الإسكان بولاية الجزائر منذ انطلاقها، ومنهم من أُجبروا على البقاء فيها بعد أن برمجت بناياتهم للترميم، بينها البنايات المتواجدة على مستوى حسين داي، باب الوادي، حي القصبة العتيق، وغيرها من العمارات التي تشهد حالة من التصدع والهشاشة، وتشارف على الانهيار، لبلوغها درجات عالية من التشققات، الأمر الذي جعل السكان يعيشون في دوامة رعب خوفا على سلامتهم، حيث وحسبهم، فإن هذه الأخيرة باتت غير صالحة لإيواء الأشخاص، لما تحمله من خطر وتهديد دائمين على المواطنين الذين ضاقوا ذرعا بسكنهم، وسط تهديد قائم قد يودي بحياتهم ويعرضهم للخطر في أي وقت.
ف. س

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super