تنظر مجلة فورين افيرز الأمريكية بعين الانتقاد والريبة إلى تقدم روسيا بقوة في شمال إفريقيا عسكريا، والسعي منها إلى تنمية وجودها اقتصاديا في المستقبل القريب.
وذكرت أن الكرملين ينتشر بهدوء في منطقة حاسمة بالنسبة لكل من الولايات المتحدة وأوروبا وهي دول شمال أفريقيا الخمس الواقعة على ساحل جنوب البحر الأبيض المتوسط .
وأضافت مجلة “فورين أفيرز” الأمريكية في تقرير لها أن المسؤولين الروس والجزائريين اجتمعوا في حوض بناء السفن في سان بطرسبرج الشهر الماضي للاحتفال ببناء أول غواصتين للبحرية الجزائرية، وفي اليوم نفسه كشفت الأنباء أن روسيا نشرت قوات خاصة وطائرات بدون طيار في غرب مصر لدعم زعيم الميليشيات في ليبيا المجاورة، وفى وقت سابق من العام الماضي، سافر سكرتير مجلس الأمن القومي بموسكو إلى المغرب حيث دعا الملك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى رد الزيارة التي قام بها إلى موسكو في وقت سابق من هذا العام، وفي تونس قفزت السياحة الروسية عشرة أضعاف في عام 2016، ووقع الكرملين اتفاقا في الخريف الماضي لبناء محطة للطاقة النووية هناك
وقال التقرير أن الجزائر تعتبر أقدم مشتري للأسلحة الروسية، وسوقا آخر للنمو في الكرملين، وفي عام 2014 وقع الجانبان على صفقة تقدر بنحو مليار دولار تستخدم فيها الجزائر مجموعات من مورد أسلحة الدولة في موسكو لبناء 200 دبابة، ووصف خبير عسكري روسي هذا الاتفاق بأنه ربما يكون أكبر عقد تصدير لصهاريج القتال الرئيسية في العالم.
وأضاف التقرير أن القاهرة بدأت بتوسيع علاقاتها مع روسيا بعد فترة وجيزة من إطاحة الرئيس عبد الفتاح السيسي بالرئيس محمد مرسي في عام 2013، خاصة وأن إدارة باراك أوباما، قد ابتعدت عن السيسي الذي انتقل بعد ذلك إلى روسيا.
وفي عام 2015، سافر بوتين إلى القاهرة، حيث كانت الشوارع مصطفة بلافتات تحمل صورته. وأشار التقرير أن القاهرة وموسكو على بعد أسابيع من وضع اللمسات الأخيرة على اتفاق بشأن مفاعل نووي خارج الإسكندرية، ومن المقرر أن تبدأ روسيا فى تسليم ما يقرب من 50 طائرة هليكوبتر هجومية إلى مصر هذا العام وعدد مماثل من الطائرات المقاتلة ذات المحركين ميكويان ميج 29 فى عام 2020، وهى أكبر صفقة من نوعها منذ تحالف الحرب الباردة بين البلدين
وفي ليبيا، تركز روسيا على الجنرال خليفة حفتر، الذي يقود جيشه الوطني الليبي المتمركز في الشرق ضد تنظيم الدولة الإسلامية وميليشيات إسلامية أخرى، والحكومة المعترف بها دوليا في طرابلس، وكان حفتر قد قام برحلات متعددة إلى موسكو خلال العام الماضي للحصول على الدعم العسكري الروسي، وفي يناير الماضي وقع اتفاقا مع المسؤولين الروس للسماح لقواتهم بالعمل في مناطق من ليبيا تحت سيطرته، وقال الجنرال توماس فالدهاوزر القائد الأعلى للقوات الأمريكية في أفريقيا إن وجود القوات الروسية في ليبيا لا يمكن إنكاره إنهم على الأرض، وهم يحاولون التأثير على العمل، ونحن نراقب ما يفعلونه بقلق بالغ .
كما زار فايز السراج رئيس وزراء الحكومة الليبية في طرابلس موسكو الشهر الماضي للاجتماع مع وزير الخارجية الروسي، لكن الكرملين أصدر عبارات تؤكد دعم الجنرال حفتر، وكان عارض بوتين تدخل الناتو في ليبيا عام 2011، مؤيدا الاستبداد الموثوق به للقذافي إلى فراغ السلطة الذي يشجع الجماعات المتمردة.
كما أن موسكو لديها مصالح اقتصادية أيضا في ليبيا، واجتمع ايجور سيشين رئيس شركة الطاقة الروسية روزنيفت المملوكة للدولة وحليف وثيق لبوتين فى فبراير مع رئيس شركة نفط الدولة الليبية ووافق على التعاون في إعادة بناء قطاع الطاقة الذي مزقته الحرب في البلاد، حيث تملك ليبيا أكبر احتياطيات نفطية في أفريقيا قبل الحرب الأهلية في عام 2011.
أما تونس حسب التقرير فليس لديها ما يكفي لتقديمه لموسكو، ولكن بعد توقف الرحلات الجوية من روسيا إلى مصر وتركيا بعد إسقاط طائرة مدنية روسية وطائرة عسكرية في تلك الدول، أصبحت تونس بديلا شعبيا للسياحة، وروسيا هي الآن أكبر مصدر للسياح في تونس، وهي مصدر دخل حيوي لبلد يعتمد على صناعة السياحة ولكنه لا يزال يعاني من الهجمات الإرهابية لعام 2015.
وتمهد السياحة الطريق لموسكو لتحقيق انطلاقات اقتصادية بتونس، كما أن قوائم المطاعم في السيريلية شائعة على نحو متزايد في تونس والعاملين في الفنادق المحلية يتعلمون الروسية، وذكرت وسائل الإعلام الروسية أن الجانبين بحثا إجراء التجارة الثنائية بالروبل والدينار التونسي بدلا من الدولارات أو اليورو، وفي العام الماضي وعدت روسيا بالإضافة إلى صفقة المفاعل النووي تزويد تونس بمروحيات لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية وتنظيم القاعدة.
رفيقة معريش
الرئيسية / الحدث / مجلة فورين أفيرز تحدثت عن توسع عسكري واقتصادي :
أوساط أمريكية قلقة من تقدم روسيا في شمال إفريقيا
أوساط أمريكية قلقة من تقدم روسيا في شمال إفريقيا