أكدت وزيرة الثقافة والفنون وفاء شعلال إن المقاربة الاقتصادية للثقافة التي انتهجتها الحكومة، ستجعل من هذا القطاع رافدا للتنمية المُستدامة من خلال تحفيز استثمار القطاع الخاص في الصناعات الثقافية، واستغلال المواقع الأثرية والمعالم التاريخية لصالح التنمية من خلال توفير الخدمات السياحية والترفيهية لصالح المواطنين، ممّا سيسمح بخلق الثروة ومناصب الشغل، كما أنّ –تضيف- التوجّه الذي نعتمده لتنفيذ السياسة الثقافية للدّولة، والقائم على ترقية المضامين الثقافية التي تثمّن عبقرية مبدعينا وتراثنا الثقافي بكل تجلياته وتنوّعه الزاخر، سيكون الخيار الذي سننتهجه في مسعانا الحثيث، مع العمل على ترقية الذائقة الفنّية لدى الأطفال والناشئة، لبناء جيل مرتبط بثقافته وأصالته ومنفتح على العالمية.
وفي كلمتها خلال افتتاح الموسم الثقافي 2021/2022 بقصر الثقافة “مفدي زكرياء ، والذي اختير له شعار “قوتنا في تلاحمنا، وتميّزنا في تنوّع ثقافتنا”، قالت الوزيرة بأنه يأتي في ظل ظروف خاصة تندرج ضمن تدشين عهد واعد في كنف الجزائر الجديدة، التي باشرت إعادة بناء مؤسساتها الدستورية تحت قيادة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، وحالة استثنائية نتيجة ما تعيشه بلادنا من تداعيات وآثار جائحة ضربت العالم كله وعطلت الكثير من قدراته، مضيفة بأنه اليوم وبفضل الله وبمجهودات الدولة بكل مؤسساتها، ووعي المواطن الجزائري، نسعى لأن نتدارك ما فات ونسارع الخطى لمضاعفة الجهود وتكثيف العمل، نفتتح الموسم على بلوغ الأهداف المنشودة.
وشددت الوزيرة على ضرورة تلاحم شعبنا، للوقوف في وجه الدسائس المُدبّرة التي تستهدف وحدتنا وسيادتنا والتشكيك في تاريخنا وإسهاماتنا في صناعة الحضارة الإنسانية، مشيرة أيضا أن الثقافة هي أحد أوجه الرّد على مثل تلك الخطابات والرسائل، التي لم تعد مشفّرة بل أصبحت واضحة، بعدما أن استرجعت الجزائر هيبتها وقوّتها، وأعادت لدبلوماسيتها بريقها وعزّزت قدراتها لردع المكائد والمخططات الدنيئة.
وأبرزت أن الشعار الذي تم اختياره يشدّد على تميز الجزائر وتنوعها الثقافي، ويعكس أصالتنا وتمسّكنا بمقوماتنا التي ترصّ وحدة الشعب والأمة، وانتمائه إلى ثقافة متجذّرة بكلّ مكوّناتها الإسلامية والعربية والأمازيغية، كما أوضحت أن كل الولايات وعبر كافة التراب الوطني، تعيش على وقع الحدث بتنظيم نشاطات افتتاح الموسم الثقافي.
وقالت الوزيرة، أن جائحة الوباء كوفيد 19 على الفنانين وعلى الحركية الثقافية والمؤسسات الثقافية العمومية والخاصّة كانت قاسية جدا، وحالت دون تمكين القطاع من تحقيق الوثبة الثقافية المرجوة، وتفعيل دور المؤسسات والجمعيات، وهو ما نصبو إلى تصحيحه وتداركه، لاسيما وأنّ برنامج عمل الحكومة قد حدّد آفاق العمل الثقافي وأولوياته.
ولم تنس الوزيرة بأن تشيد بالقدرات وبالطاقات الإبداعية للمثقفين والفنانين الجزائريين المقيمين في الخارج، الذين هم معنيون أيضا للمساهمة في التنمية الثقافية الوطنية ومشاركتهم في تحريك المشهد الثقافي، والترويج أينما وجدوا للثقافة الجزائرية، وهذا إلى جانب المثقفين والفنانين المقيمين، من خلال الاستثمار في العمل الثقافي وتنظيم فعاليات على أرض الوطن وخارجه.
وكشفت ذات المسولة أنها أسديت تعليمات لمديريات الثقافة وللمؤسسات الثقافية بغرض ترقية الخدمات الثقافية في المدن ووضع أجندة للفعّاليات الأدبية والفنية، مع السّهر على تجسيدها بالاعتماد على الطاقات الإبداعية المحلّية والوسائل الذاتية، وتحقيق المردودية المرجوة الكفيلة بضمان التمويل الذاتي والمساهمة في خلق الثروة.
صبرينة ك