الإثنين , ديسمبر 23 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / الاقتصاد / الخبير الإقتصادي، سليمان ناصر لـ"الجزائر" :
“القمة الإفريقية-التركية تأتي في إطار صراع محموم بين القوى الإقتصادية على السوق الإفريقية”

الخبير الإقتصادي، سليمان ناصر لـ"الجزائر" :
“القمة الإفريقية-التركية تأتي في إطار صراع محموم بين القوى الإقتصادية على السوق الإفريقية”

اعتبر الخبير الاقتصادي، سليمان ناصر أن قمة الشراكة الإفريقيةالتركية التي انعقدت أمس، بالعاصمة التركية اسطنبول والتي حضرها الوزير الأول وزير المالية، أيمن عبد الرحمان،  تأتي في إطار الصراع المحموم بين القوى الاقتصادية الكبرى لأخذ نصيب أكبر من السوق الإفريقية، وشدد على ضرورة تطوير الجزائر لعلاقتها مع تركيا باعتبارها قوة اقتصادية، يمكن بالمقابل وجب أن تعمل من أجل أن يكون لهاأي الجزائرنصيب فيالكعكة الإفريقيةباعتبارها سوق واعدة والجزائر أولى من غيرها بهذه السوق.

وأوضح سليمان ناصر أمس، في تصريح لـ”الجزائر” أن “الصراع المحموم بين القوى الاقتصادية الكبرى لأخذ نصيب أكبر من السوق الإفريقية وهو صراع قائم حالياً بين الصين وبدرجة أقل تركيا ودول الاتحاد الأوروبي بحكم أن إفريقيا تشكل مستعمراتها القديمة، وهو الشيء الذي أثار جنون فرنسا وجعلها تتمسك أكثر بقواعدها العسكرية في هذه القارة بعد أن أحست بتقلص نفوذها فيها، خاصة في مستعمراتها السابقة مثل مالي ودول الساحل”.

ويرى المتحدث ذاته أن “هذا الصراع المحموم بين الدول الكبرى على السوق الإفريقية له دوافعه القوية، فالسوق الإفريقية سوق واعدة فيها حوالي 1.3 مليار مستهلك، وتدور فيها رؤوس أموال تقدر بحوالي 3 تريليون دولار، وتركيا بعقدها هذه القمة مع رؤساء القارة السمراء، تريد الرفع من حجم مبادلاتها مع دول القارة”.

وأضاف “وهو ما جعل الرئيس التركي، رجب طيب اردوغان يعمل بكل جهده خلال هذه القمة على حل أي مشكل أو عائق أمام تحقيق هذا الهدف مع القادة الأفارقة، خصوصا وأن السوق الإفريقية واعدة، فهي لا تتطلب معايير جودة عالية بالنسبة للمنتوجات التي تستوردها، وهو عامل يسيل لعاب القوى الاقتصادية الكبرى نحو هذه السوق”.

وفي رده على العلاقات الجزائرية- التركية وما الذي ستجنيه الجزائر بصفة منفردة من هذه القمة الإفريقية –التركية، قال الخبير الاقتصادي، إن العلاقات الاقتصادية الجزائرية التركية قديمة، و اليوم هناك رغبة كبيرة من كلا الطرفين للرفع من حجم المبادلات التجارية بين البلدين والتي حاليا تبلغ تقارب 4 مليار دولار، وأشار هنا إلى أن تركيا تنظر للجزائر ليسب بنظرة انفرادية بل في إطار دائما هذه “الكعكة الإفريقية”، أما الجزائر فتتعامل مع تركيا تعامل اقتصادي خاص بحكم عدة عوامل ومنها العادات و التقاليد المشتركة، فكونها بلد مسلم و لع تقريبا نفس العادات و التقاليد فهناك نوع الخصوصية في هذه العلاقات الاقتصادية، غير انه شدد على ضرورة أن تفرض الجزائر شروطها في كل اتفاقيات الشراكة مع تركيا و أن تكون وفق مبدأ رابح-رابح و أن تكون اتفاقيات “ند للند” وأن لا ترتكب نفس الأخطاء التي ارتكبتها مع الاتحاد الأوروبي في اتفاق الشراكة الذي منح الأفضلية للاتحاد على حساب مصلحة الجزائر الاقتصادية.

واعتبر سليمان ناصر من جانب آخر، أنه لا بد للجزائر أن يكون لها نصيب من “الكعكة الإفريقية” كونها الأولى بها من “الغرباء”، وأضاف أنه “صحيح أن هناك توجه قوي من السلطات نحو هذه السوق، ولكن يبقى السؤال المطروح، ماذا أعدت الجزائر لدخول هذه المعركة مع الكبار؟ ويرى أنه لا بد من توفير العديد من الظروف والمناخ الملائم ومنها تطوير النظام المصرفي، كون النظام المصرفي  يعد أول مرافق لتنشيط التجارة الخارجية، ولا يمكننا المنافسة في هذه السوق بنظام مصرفي كما هو عليه اليوم”.

وفي رده على سؤال إن كانت الاستثمارات الأوروبية اليوم بالجزائر وإفريقيا سوف تتراجع لصالح الاستثمارات التركية، قال الخبير الاقتصادي إنه “من الممكن جدا أن يتراجع حجم الاستثمار الأوروبي في الجزائر وإفريقيا عموما لصالح الجانب التركي، وهذا لعوامل تاريخية ونفسية تتعلق بالشعوب الإفريقية التي ترى في أوروبا مستعمر الأمس الذي نهب ثرواتها، وهي اليوم تريد التخلص من هيمنته تدريجيان وهذا ما يحدث مع العديد من الدول الإفريقية  بخصوص الاستثمارات مثلا الفرنسية”.

رزيقة. خ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super