ساهمت الأمطار “القياسية” التي شهدتها ولاية البليدة خلال شهر نوفمبر الفارط في تحويل 6 ملايين متر مكعب من المياه نحو سد الدويرة بالجزائر العاصمة، حسبما أفادت به مؤخرا مديرية الري و الموارد المائية .
وأوضح ل/وأج عبد الكريم علوش، مدير الري و الموارد المائية، أن “التساقطات المطرية التي سجلتها ولاية البليدة خلال شهر نوفمبر الفارط و التي قدرت ب345 ملم سمحت للولاية بتحويل 6 ملايين متر مكعب من المياه من مجرى وادي الحراش في النقطتين المتواجدتين على مستوى تباينت و حمام ملوان نحو سد الدويرة بالجزائر العاصمة”.
ووصف المسؤول هذه الكمية ب”المعتبرة”، خاصة عند العلم أن هذه الكمية من الأمطار يتم عادة حشدها إلى غاية شهر فبراير أو مارس من كل سنة.
وذكر السيد علوش أن هذه التساقطات تمثل خمسة أضعاف ما يتم تسجيله في هذا الشهر من السنة، أي ما معدله 70 ملم من نفس الشهر من السنة، لافتا إلى أن هذه الوضعية الجوية لم يتم تسجيلها منذ أكثر من 30 سنة، ما يجعل هذه السنة “استثنائية” خاصة في ظل استمرار تهاطل الأمطار والثلوج.
وانعكست هذه الوضعية إيجابيا على الطبقة الجوفية التي تعتمد عليها الولاية بنسبة 80 بالمائة في تزويد السكان بالمياه الصالحة للشرب و ذلك بعد فترة استنزاف قصوى لها خلال الصائفة الفارطة بفعل الجفاف، إذ سمحت بالرفع من مستوى المياه بالأنقاب التي تحصيها الولاية و المقدرة بـ 360 نقبا مائيا موجها للتموين بالمياه الشروب.
كما سمحت الأمطار بالرفع من منسوب سد بورومي (المستقبل) المتواجد بالجهة الغربية للولاية الذي امتلأ بنسبة 6 بالمائة، أي ما يعادل 10 ملايين متر مكعب و ذلك بعد أن جف تماما خلال الصائفة الفارطة، يقول مدير الري و الموارد المائية.
كما ستكون لهذه التساقطات المطرية أثار إيجابية على الفلاحين و المحاصيل الزراعية عموما و ذلك بعد استغناء هؤلاء عن استخدام آبارهم المائية في سقي المحاصيل ما سيسمح في التخفيف من العبء على الطبقة الجوفية و بالتالي ارتفاع منسوبها.
وأوضح العبد الكريم علوش أن الولاية تحصي زهاء 2600 نقبا يستخدمه الفلاحون في سقي بساتينهم.
وساهمت هذه الوضعية في تحسين عملية تموين السكان بالمياه الشروب التي عرفت تذبذبا كبيرا خلال الصائفة بفعل الجفاف، كما عادت المياه تجري كما في السابق بالينابيع و الوديان بعد أن جفت كليا في الاشهر الماضية، يضيف مستبشرا ذات المسؤول.
ق. م