يرى خبراء ومحللون اقتصاديون أن العلاقات الاقتصادية بين الجزائر ومصر يمكن تعزيزها في العديد من المجالات كالطاقة والسياحة والفلاحة وبعض الصناعات خاصة التحويلية منها، وأكدوا أنه لا بد من رفع حجم المبادلات التجارية بين البلدين والذي لا يتجاوز حاليا 1 مليار دولار رغم الإمكانيات الكبيرة التي يحوزها البلدان، واعتبروا أن الجزائر والقاهرة مطالبتان بتعزيز التعاون الاقتصادي فيما بينهما أكثر فأكثر في ظل التكتلات الاقتصادية الدولية والإقليمية، وأكدوا أن زيارة الرئيس عبد المجيد تبون لمصر فرصة لتحقيق هذا الهدف.
سواهلية:
“تعزيز التعاون الإقتصادي بين الجزائر ومصر اليوم مطلوب”
وفي هذا الصدد، يقول الخبير الاقتصادي، أحمد سواهلية في تصريح لـ”الجزائر” إن “زيارة الرئيس تبون إلى مصر تدخل في إطار التقارب بين البلدين لما لهما من علاقات تاريخية، إلى جانب أنها زيارة تصب في هدف تطوير الشراكة على العديد من المستويات ومنها الجانب الاقتصادي بما فيه الجانب التجاري”.
وأضاف الخبير الإقتصادي أن “حجم التبادلات التجارية بين البلدين لا تتجاوز 1 مليار دولار، وهو رقم ضعيف جدا مقارنة بالإمكانيات الاقتصادية لكلا البلدين، إذ تعد مصر ثالث قوة اقتصادية في إفريقيا والجزائر الرابعة على مستوى القارة، وهذا ما يجعل من تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين جد مطلوب اليوم، خاصة في ظل التكتلان الاقتصادية الدولية والإقليمية”.
ويعتقد المتحدث أن “هناك عدد من المجالات التي يمكن للبلدين تطوير الشراكة فيها ومنها قطاع الطاقة كون الجزائر رائدة في هذا المجال ويمكن خلق شراكات مع مصر في هذا المجال، إضافة إلى مجال الشركات الناشئة والصغيرة، وكذا الفلاحة”، وأشار إلى أن “مصر لديها تطور فلاحي، لكن رغم هذا فيمكنها الاستفادة من بعض الصناعات التحويلية الغذائية الفلاحية التي طورتها الجزائر، كما يمكن للجزائر الاستفادة من الخبرة التي تمتلكها مصر في قطاع السياحة والذي يعد أحد أهم القطاعات التي يعتمد عليها الإقتصاد المصري في حين أنه في الجزائر لا يزال ضعيفا”.
وأضاف سواهلية أن “الجزائر تعمل على ترقية منطقة التبادل الحر الإفريقية وقد تكون هذه من بين النقاط التي تعد عاملا مشتركا بين الجزائر ومصر، ويمكن التطرق إليها والعمل على تجسيدها مستقبلا خلال تعاون مشترك”.
خرشي:
“يمكن للجزائر الاستفادة من الخبرة المصرية في السياحة ومصر من خبرة الجزائر في مجال الطاقة”
من جانبه، يقول الخبير الاقتصادي، إسحاق خرشي، في حديث مع “الجزائر” أن “الاقتصاد المصري يعتمد بدرجة كبيرة على القطاع السياسي والثقافي، وهما قطاعان يذران عائدات معتبرة، ومصر تعمل على تطوير هذين المجالين، والجزائر يمكن لها الاستفادة من الخبرة المصرية لتطوير القطاع السياحي في البلاد والذي لا يزال ضعيفا رغم أن الدولة أكدت في العديد من المناسبات أنها تعول عليه كأحد القطاعات للنهوض بالاقتصاد الوطني وتنويعه خارج المحروقات”.
ويرى المتحدث أنه “يمكن الاستفادة من الخبرة المصرية وإبرام اتفاقيات ثنائية في هذا الشأن”، واعتبر أن “تطوير قطاع السياحة في الجزائر مرتبط بدراسة وخطة عمل يجب على الوزارة الوصية وضعها، وبمدى تنفيذ الاتفاقيات المبرمة”.
وأضاف خرشي أن “زيارة الرئيس تبون إلى القاهرة رغم أن العنوان العريض لها سياسي إلا أنه يمكن من خلال إبرام اتفاقيات شراكة بين البلدين في مجال الطاقة بالخصوص، سيما وأن شركة سوناطراك تمتلك الخبرة الطويلة في مجال الاستكشافات ويمكن أن يتوج اللقاءات بإبرام اتفاقيات في هذا المجال”.
رزيقة. خ