استأنف التلاميذ الأطوار التعليمية الثلاث الدراسة أمس الأحد، بعد تعليق لمرتين على التوالي بسبب ارتفاع عدد الإصابات بكورونا وهو الأمر الذي صاحبه اتخاذ وزارة التربية الوطنية لجملة من الإجراءات تخص كيفية استكمال السنة الدراسية والتي كان من بينها تأجيل الإختبارات وتقليص العطلة الربيعية.
وفي هذا الصدد، ثمنت نقابات وناشطون في قطاع التربية الوطنية الإجراءات التي اتخذتها الوزارة الوصية والمتعلقة بترتيبات إعادة تنظيم الفترة المتبقية من السنة الدراسية 2021/2022، واصفين إياها بالإيجابية وبالحلول الواقعية وبالتدابير البيداغوجية التي تصب في صالح التلاميذ والمعلمين.
رئيس الإتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين، صادق دزيري:
“الإجراءات إيجابية لكن بحاجة لصرامة في الإلتزام بالبروتوكول الصحي”
أشاد رئيس الإتحاد الوطني لعمال التربية و التكوين، صادق دزيري بما اتخذته وزارة التربية الوطنية من إجراءات لاستكمال الموسم الدراسي 2021-2022 بعد تعليق الدراسية لمرتين على التوالي جراء تسجيل حالات إصابة بفيروس كورونا في الوسط المدرسي.
وقال دزيري في تصريح لـ”الجزائر” أمس، إن “الإجراءات التي اتخذتها وزارة التربية الوطنية والمتعلقة بترتيبات إعادة تنظيم الفترة المتبقية من السنة الدراسية 2021/2022 في معظمها متوافقة مع ما نراه كنقابة إلا ما تعلق بالفروض المحروسة و التي كنا نتمنى أن يكون هناك تقويم تربوي من طرف الأستاذ لربح أسبوع الفروض في التدريس واستدارك الدروس المتأخرة ونذهب للإختبارات والإمتحانات الرسمية”.
وتابع المتحدث يقول إن “الإجراءات إيجابية و لكن بحاجة لصرامة في الإلتزام بالبروتوكول الصحي في الإبتدائيات والمتوسطات والثانويات مع التركيز على ضرورة الرفع من وتيرة التلقيح لفائدة مستخدمي القطاع لحماية الوسط المدرسي والأسرة التربوية ككل”.
ورفض دزيري ما يروج على أنها إجراءات ستعمل على الإعتماد على الحشو للدروس بهدف استكمال السنة الدراسية، حيث رد المتحدث على ذلك: “لا حشو للدروس ولا هم يحزنون البرنامج الدراسي مقلص وسننهي الموسم الدراسي في وقته حتى بتعليق الدروس وهو الأمر الذي حدث لمرتين على التوالي”.
الأمين العام للإتحادية الوطنية لعمال التربية، فرحات شابخ:
“لا خيارات أخرى ما عدا ما اتخذته وزارة التربية”
من جهته، ثمن الأمين العام للإتحادية الوطنية لعمال التربية، فرحات شابخ اجراءات وزارة التربية الوطنية بالقول إنها “قدمت الحلول الواقعية المتوقعة لإستكمال السنة الدراسية واجراءات بيداغوجية ومدروسة بدقة ولا إجراءات أخرى غير هذه يمكن اتخاذها”.
وأضاف شابخ في تصريح لـ”الجزائر” أن “الإجراءات التي اتخذتها وزارة التربية الوطنية هي في نظري حلول بيداغوجية ولا يوجد حلول أخرى تمت دراستها بدقة”.
وتابع “أستغرب الذين انتقدوا هذه القرارات على الرغم من أننا لسنا متأخرين كثيرا في تنفيذ البرنامج الدراسي بالنظر لكون الدخول المدرسي كان في وقته والتأخر مقدر بأسبوعين يعني أنه ليس هناك ضرر كبير مسجل”.
وأردف في السياق ذاته “كاتحادية وطنية لعمال التربية نعتبرها اجراءات بيداغوجية تخدم مصلحة التلميذ والأستاذ بالدرجة الأولى”.
رئيس الجمعية الوطنية للتلاميذ، خالد أحمد:
“القرارات اتخذت بعد تشاور مع الفاعلين في القطاع ”
وأشاد رئيس الجمعية الوطنية للتلاميذ، خالد أحمد بالقرارات المتخذة من طرف وزارة التربية الوطنية لضمان الإستكمال العادي لما تبقى من السنة الدراسية، واصفا إياها بـ”البيداغوجية ووليدة مشاورات بين الوصاية وجمعية أولياء التلاميذ ومختلف الفاعلين في القطاع”.
وذكر خالد أحمد في تصريح لـ”الجزائر” أن “وزارة التربية الوطنية اتخذت إجراءات بيداغوجية ومدروسة لإستكمال السنة الدراسية.. نحن في وضع استشنائي بسبب الوباء ولا بد أن تصاحبها قرارات استثنائية وأؤكد أنها مدروسة وليست عشوائية بل تصب في صالح التلميذ والأساتذة والهدف هو استكمال سنة دراسية بصفة عادية رغم الوضعية الإستثنائية”.
وتابع في السياق ذاته: “ليست لدينا حلول أخرى ما عدا الحلول الوسطية والبيداغوجية التي اتخذتها وزارة التربية الوطنية ونتمنى أن يتم تجسيدها ولا يكون هناك انقطاع آخر للدراسة”.
ودعا المتحدث ذاته للكف عن انتقاد هذه القرارات من طرف البعض بالتأكيد على أن وزارة التربية الوطنية تهمها مصلحة التلميذ و الأستاذ ولن تتخذ إلا القرارات التي تخدم كافة الأسرة التربوية وما يساهم في استكمال سنة دراسية بصفة عادية.
الناشط التربوي، كمال نواري :
“إجراءات في صالح التلاميذ والمعلمين”
وشاطر الناشط التربوي، كمال نواري نقابات التربية وجمعية أولياء التلاميذ موقف التثمين والإشادة لإجراءات وزارة التربية الوطنية حيث أكد بأنها تصب في صالح التلميذ والأستاذ وأنها أخذت بعين الإعتبار كل الأمور والإقترحات التي كانت محل نقاش.
وكشف نواري بالموازاة مع ذلك على أن وزير التربية الوطنية، عبد الحكيم بلعابد كان قد اجتمع بمدراء التربية الوطنية لتوضيح هذه الإجراءات وأرفقها بمراسلة لهم تضمنت ضرورة مرافقة المفتشين للأساتذة لكيفية استدراك الدروس وغيرها من الأمور.
وذكر نواري في حديث مع “الجزائر” أن هذه الإجراءات “تخدم التلميذ والأستاذ وستساهم في استكمال السنة الدراسية بشكل عادي لأنها وليدة نقاش وتشاور بين أهل الإختصاص”.
وكانت وزارة التربية الوطنية قد اتخذت أول أمس، مجموعة من الإجراءات المتعلقة بترتيبات إعادة تنظيم الفترة المتبقية من السنة الدراسية 2021/2022 .
وأوضحت الوزارة في البيان أنه “تبعا لتعليمات رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، وعقب المشاورات مع اللجنة العلمية لرصد ومتابعة تفشي وباء كورونا (كوفيد-19)، وقرار الوزير الأول، وزير المالية، أيمن بن عبد الرحمان، رفع إجراء غلق المؤسسات المدرسية واستئناف الدراسة على مستوى كل المؤسسات للمراحل التعليمية الثلاث ابتداء من يوم الأحد 06 فيفري 2022، وبعد الاطلاع على تقارير المفتشية العامة لوزارة التربية وكل التقارير ذات الصلة، قرر السيد وزير التربية الوطنية، اتخاذ مجموعة من الإجراءات المتعلقة بترتيبات إعادة تنظيم الفترة المتبقية من السنة الدراسية 2021/2022”.
وتأتي هذه الإجراءات بعد قرار تعليق الدراسة من يوم الخميس 20 جانفي إلى يوم السبت 29 جانفي 2022، وتمديدها من يوم الأحد 30 جانفي إلى غاية 05 فيفري 2022، “بعد تسجيل بعض حالات الإصابات في وسط التلاميذ ومستخدمي التربية، لإعطائهم الوقت الكافي ليتماثلوا للشفاء ولكسر سلسلة العدوى”.
ومن بين هذه الإجراءات التي تم إتخاذها تكثيف الاحتياطات الاحترازية والوقائية حفاظا على سلامة وصحة التلاميذ والطاقم التربوي والإداري والعمال المهنيين وضرورة التكفل النفسي بالتلاميذ من خلال جهاز التوجيه والإرشاد المدرسي ومرافقتهم لتخطي آثار هذه الجائحة على المستويين النفسي والتربوي”.
كما تقرر تأجيل إجراء الفروض المحروسة المقررة للفصل الثاني في مرحلتي التعليم المتوسط والتعليم الثانوي إلى الفترة الممتدة من يوم الأحد 20 فيفري إلى يوم الخميس 24 فيفري 2022 و تأجيل إجراء اختبارات الفصل الثاني للمراحل التعليمية الثلاث إلى الفترة الممتدة من يوم الأحد 20 مارس إلى يوم الخميس 24 مارس 2022.
وأفاد بيان الوزارة أنه قرر إجراء التصحيح الجماعي مع التلاميذ وتسليمهم أوراق الإجابات وعقد مجالس الأقسام خارج أوقات الدراسة خلال الأسبوع من يوم الأحد 27 مارس إلى يوم الخميس 31 مارس 2022″ و تقليص مدة عطلة الربيع إلى تسعة (9) أيام وبرمجتها خلال الفترة الممتدة من مساء يوم الخميس 31 مارس 2022 إلى مساء يوم السبت 09 أفريل 2022″.
وأوضحت الوزارة أن عودة التلاميذ لمقاعد الدراسة في الفصل الثالث سيكون يوم الأحد 10 أفريل 2022 كما قررت “تأجيل إجراء الفروض المحروسة المقررة للفصل الثالث في مرحلتي التعليم المتوسط والتعليم الثانوي إلى الفترة الممتدة من يوم الأحد 24 أفريل إلى يوم الخميس 28 أفريل 2022”.
وحسب ذات المصدر سوف يتم تنظيم اختبارات الفصل الثالث ابتداء من يوم الأحد 15 ماي 2022، بالنسبة لأقسام السنة الرابعة متوسط والسنة الثالثة ثانوي، وابتداء من يوم الأحد 22 ماي 2022 بالنسبة لباقي المستويات في المراحل التعليمية الثلاث و كذلك “إجراء التصحيح الجماعي مع التلاميذ وتسليمهم أوراق الإجابات خلال الأسبوع من يوم الأحد 29 ماي 2022 إلى يوم الخميس 02 جوان 2022”.
زينب.ب