أكد رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، أن الجزائر ومنذ نصف قرن موزع ومزود موثوق فيه للغاز الطبيعي، ولا تزال مصممة على البقاء كذلك، ودعا الرئيس تبون منتدى الدول المصدرة للغاز إلى حشد المزيد من الفاعلين من خلال انضمام منتجين ومصدرين جدد للغاز بغية رفع التحديات الطاقوية الحالية والمستقبلية، معلنا عن تنظيم القمة المقبلة -السابعة- لمنتدى الدول المصدرة للغاز بالجزائر.
وقال تبون، أمس، في كلمته خلال افتتاح أشغال القمة السادسة لمنتدى الدول المصدرة للغاز، التي انعقدت أمس، في العاصمة القطرية الدوحة تحت شعار “الغاز الطبيعي: رسم مستقبل الطاقة”، إن “هذه القمة انعقدت بعد ما يقرب 10 سنوات من انعقاد القمة الأولى في الوقت بلغ فيه المنتدى مستوى ملحوظ من النضج والمصداقية بعد 20 سنة فقط من إنشائه”.
وأكد رئيس الجمهورية أن “الجزائر لطالما أبرزت، بصفتها عضوا مؤسسا للمنتدى، الدور الهام الذي يلعبه الغاز كغاز تنمية مستدامة مثلما تم التأكيد عليه منذ إعلان الدوحة الأول في 2011 وقد تأكد هذا الدور الايجابي للغاز الطبيعي خلال الأزمة الناجمة عن أزمة كوفيد19، حيث اعتمد العالم لتلبية احتياجاته على هذه المادة الطاقوية”.
وأضاف الرئيس تبون إن “انعقاد هذه القمة جاء في ظرف تميزه العديد من التحديات تحدي الصحة العالمي، وتحدي الوصول إلى الطاقة والتنمية المستدامة، وهو ظرف يمكن فيه للمنظمة- منتدى الدول المصدرة للغاز- أن تلعب دور هاما في مواجهة هذه التحديات، وأكد أن “قدرتنا كمجتمع دولي من منتجين ومستهليكن وهيئات تنظيم، على مواجهة هذه التحديات معا، تتوقف على الخيارات التي سوف تتخذ اليوم”.
وأكد الرئيس تبون أن “منتدى الدول المصدرة للغاز اليوم، هي منظمة حكومية دولية معترف بها وقادرة على جلب الانتباه للأوليات التالية، أولا حشد المزيد من الفاعلين المقتنعين بأهمية الغاز الطبيعي لرفع التحديات الحالية والمستقبلية من خلال انضمام دول جديدة منتجة ومصدرة للغاز الطبيعي وتعزيز دورها والحفاظ على مصالحها من خلال الحوار مع الدول المستهلكة التي اعتمدت الغاز كمحرك مهم وأساسي لتحرك اقتصادها”.
الأولوية الثانية، حسب الرئيس وهي البحث المشترك عن أفضل الطرق والوسائل لضمان مكانة للغاز الطبيعي في الأنظمة الطاقوية وتثمين قيمته في الأسواق الدولية، فمن ناحية –يقول الرئيس تبون- “يعتبر الغاز الطبيعي طاقة للحاضر والمستقبل، طاقة نظيفة مرنة يمكن الوصل إليها وهي أيضا طاقة مفضلة لحماية البيئة بمعية الطاقات المتجددة، ومن ناحية أخرى يحتل الغاز الطبيعي مكانة متميزة في العلاقات الاقتصادية الدولية”، وأضاف أن “بلداننا تمتلك احتياطات هامة من الغاز الطبيعي وتؤمن نصيبا كبيرا من إنتاج الغاز والمبادلات الغازية، غير أن هذه الطاقة تعتبر طاقة غير متجددة ويتطلب تطويرها استثمارات ضخمة”.
أما الأولوية الثالثة، يقول الرئيس تبون تتعلق بضرورة “إيجاد حلول تكنولوجية فعالة ومبتكرة لتحسين جودة الغاز الطبيعي كطاقة نظيفة لضمان وفرتها وقدرتها التنافسية في الأنظمة الطاقوية”، ولهذا الغرض دعا الرئيس المنتدى لاستغلال في الوقت الراهن مركز أبحاث الغاز المتواجد بالجزائر لرفع هذا التحدي.
الجزائر رائدة في تطوير وتثمين الغاز الطبيعي
وذكر الرئيس تبون بدور الجزائر الريادي في مجال الغاز الطبيعي، حيث قال “لقد كانت الجزائر رائدا في تطوير وتثمين الغاز الطبيعي كما أن إنشاء أول وحدة لتسييل ومحطة لتصدير الغاز المميع في العالم وتسليم أول شحنة تجارية من الغاز الطبيعي المسال إلى محطات تستوقفنا لتشهد بأن الجزائر كانت منذ ذلك الحين في طليعة التقدم المحرز في هذه الصناعة”.
وكما أكد أن هذا الدور الذي تلعبه الجزائر جعلها موزعا ومزودا موثوقا فيه، حيث قال: “يعترف كذلك للجزائر كونها منذ أكثر من نصف قرن موزع ومزود موثوق فيه للغاز الطبيعي ولا تزال مصممة على البقاء كذلك، والجزائر اليوم تقترب نسبة الربط من الكهرباء لمواطنين لنسبة 100 بالمائة وأكثر من 65 بالمائة من البيوت الجزائرية موصولة بشبكة الغاز الطبيعي حتى في أعلى قمم الجبال”، مضيفا أن “طموحنا هو الاستمرار في تطوير مواردنا الهائلة من الغاز الطبيعي قصد تحقيق الأفضل لشعبنا بالطريقة المثلى وبروح يطبعها التعاون والشراكة مع السهر على الحفاظ على البيئة”.
المنتدى قادر على لعب دور أكثر فاعلية لترقية استخدامات الغاز الطبيعي
وبخصوص المنتدى، أكد رئيس الجمهورية أن الجزائر تعتبر أنه -أي المنتدى- في المشهد الطاقوي اليوم له قدرة للعب دور أكثر فعالية لترقية استخدامات الغاز الطبيعي وإقامة حوار بناء ومثمر بين مختلف الفاعلين في أسواق الغاز، وتابع أن “الجزائر تبقى بتأييدها للحوار، ملتزمة بتعزيز مصالحنا المشتركة وهي تدعو المنتدى إلى أن يصبح فاعلا وأكثر حضورا وحركية في كافة المسائل المتعلقة بالغاز الطبيعي خصوصا في مجال ترقية التعاون بين بلداننا في هذا المجال”.
الجزائر ستحتضن القمة المقبلة لمنتدى الدول المصدرة للغاز
من جانب آخر، أعلن رئيس الجمهورية، عن تنظيم القمة المقبلة -السابعة- لمنتدى الدول المصدرة للغاز بالجزائر، حيث صرح قائلا: “أتمنى وسيكون من دواعي سروري استقبالكم بالجزائر، بمناسبة انعقاد القمة المقبلة”.
للإشارة، افتتح أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني القمة، وشارك معه إضافة إلى رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، ورئيس جمهورية موزمبيق، فيلب نيوسي، ورئيس جمهورية غينيا الاستوائية تيودورو إمباسوغو، ورئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية، عبد الحميد الدبيبة، كما شارك عدد من رؤساء الحكومات والوفود العربية والأجنبية وكبار المسؤولين والخبراء في مجال الطاقة.
رزيقة. خ