علن شرف الدين عمارة، رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم “الفاف”، أول أمس الخميس استقالته من منصبه، عقب فشل المنتخب الوطني الجزائري في التأهل إلى نهائيات كأس العالم 2022 بقطر، بعد هزيمة قاسية أمام الكاميرون، وذلك من خلال الجمعية العامة الاستثنائية التي دعا إليها أعضاء مكتبه الفيدرالي. وأوضح شرف الدين عمارة خلال ندوة صحفية نشطها بمقر الهيئة الفدرالية بدالي إبراهيم: “لقد قررت اليوم الانسحاب، رغم أنني لا اعتقد أن إقصاء المنتخب الوطني يعد مأساة وطنية، وإن كانت خيبة أمل شعبية”. ونفى عمارة الاتهامات التي وُجِّهت له بخصوص عدم دفاعه عن منتخب الجزائر، وتحميله مسؤولية فشل “الخضر” في التأهل إلى كأس العالم، مؤكدا أنه لن يبيع الأوهام للجزائريين بخصوص احتمال إعادة مباراة الجزائر والكاميرون، وشدد على أنه شخص نزيه يرفض شراء “ذمم” الحكام، وتابع يقول: “شيء محزن أننا لم نتأهل إلى كأس العالم، إنها خيبة أمل شعبية وجماهيرية، لكن الإقصاء ليس مأساة وطنية يا أصدقائي”. وأردف عمارة، الذي تعرض لانتقادات جماهيرية لاذعة، دفاعه عن موقفه قائلا: “المنتخب الجزائري خسر، لكن الجزائر لم تخسر”، وأضاف: “لا تجعلوا من هذا الأمر مأساة وتراجيديا، الجزائر ستظل واقفة”، وأردف: “الجميع كان يتمنى تأهل الجزائر، لكن في رمشة عين خرجنا من المونديال”. وعن الشكوى التي تقدم بها الاتحاد الجزائري للاتحاد الدولي لكرة القدم بخصوص الحكم غاساما، والأخبار التي تتحدث عن إعادة مباراة الجزائر والكاميرون، قال عمارة: “لن أبيع الأوهام للجزائريين، لم أكذب أبدا على الجزائريين، وكنت صادقا وتحملت مسؤولياتي دائما”. وزاد: “لن أعد الجزائريين بإعادة المباراة. كونوا عقلانيين ولا توهموا الشعب الجزائري بأشياء غير منطقية. لقد قدمنا شكوى ولم أنتظر حتى يطلب منا شخص آخر ذلك”، وعلّق على قضية “الكولسة” وتعرض الجزائر لمؤامرة، بقوله: “كل ما يُقال عما فعله البعض من كولسة لا أهتم به”. وأضاف: “هذه أمور غير شرعية وغير قانونية، وأنا لن أورط بلدي الجزائر في عمل غير أخلاقي…”، وتابع: “أنا لست من هذا الصنف، أنا أدافع عن منتخب بلادي وعن حقوقه لكن بطريقة شرعية”، قبل أن يؤكد بنبرة غاضبة: “لكن لا تطلبوا مني شراء ذمة الحكم. لن أفعل ذلك ولو كان الثمن إقصاء منتخب بلادي، وأتحمل مسؤوليتي كاملة بخصوص ما أقول”. واستمر عمارة في الدفاع عن نفسه، قائلا: “العالم كله يلومني على عدم حماية منتخب الجزائر، لكني في الحقيقة دافعت عنه بكل ما أملك من قوة”، وتابع: “طلبنا من الفيفا التحقيق في ما حدث خلال مباراة الجزائر والكاميرون”، مضيفا: “لكن لنكن صريحين، لا يمكن إعادة المباراة إلا في حالتين، وهما واضحتان، الأولى أن يقول الحكم إنه أخطأ، والثانية هي إثبات حصوله على رشوة. وكلا الحالتين مستبعد بخصوص مباراة الجزائر والكاميرون”. ودعا عمارة، المستقيل من منصبه، الناخب الوطني جمال بلماضي، إلى البقاء في منصبه ومواصلة مهمته بعد الأخبار التي تحدثت عن احتمال استقالته، وقال بهذا الخصوص: “المدرب بلماضي وجهازه الفني يحبون الجزائر”، مضيفا: “أتمنى بقاء بلماضي وهؤلاء اللاعبين من أجل إكمال المسيرة المستمرة منذ أزيد من 3 سنوات”. وأضاف: “أنا متأكد من أنهم (بلماضي ولاعبوه) قادرون على إيقاد شعلة النجاح مرة أخرى لأنهم أبطال وتنافسيون ويعشقون الانتصارات”، وأردف: “استقالتي من منصبي ليست إقرارا بالفشل بل هي رسالة تتضمن ضرورة تحمل كل مسؤول مسؤولياته”، وأوضح: “أتقبل أن أكون كبش الفداء ولهذا استقلت رفقة مكتبي”، قبل أن يضيف: “عليكم أن تعرفوا أني تلقيت 1000 شتيمة خلال دقيقة عبر رسائل نصية في هاتفي الذي أصبح رقمه معروفا لدى الجميع بسبب بعض الأشخاص غير النزهاء”.
ع. ب